بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى أفراد أسرة المجاهد جلول ملايكة الذي وافته المنية يوم الأربعاء عن عمر ناهز ال 87 سنة أكّد فيها أن الجزائر فقدت برحيله (رمزا للوطني المخلص). جاء في برقية التعزية: (تلقّيت ببالغ التأثّر والأسى نبأ رحيل المجاهد والمناضل الأخ جلول إلى دار الخلود أفاض المولى على روحه رحمة من لدنه ومغفرة وطهّر مقامه واجتباه إلى جواره مع من ارتضاهم من عباده الصالحين). وأكّد الرئيس بوتفليقة أن الجزائر فقدت برحيل الفقيد (واحدا من أبنائها البررة ورمزا للوطني المخلص رصّع مسيرته بدرر الإيثار والتفاني في خدمة الواجب الوطني وارتهان النفس لتكون في سبيل رضا أبناء الجزائر). وذكّر رئيس الجمهورية بالمسيرة النضالية التي خاضها المرحوم الذي اِلتحق مبكّرا بصفوف الثورة بالولاية التاريخية الرابعة (فاندمج عن قناعة وتجرّد لمبادئ الوطن مؤمنا برسالة الحقّ دون انقطاع إلى غاية النصر المبين). وتابع الرئيس بوتفليقة مشيرا إلى أن الفقيد (واصل بنفس الحماس من العمل المسلّح إلى إسهامه في البناء والتشييد بعد الاستقلال) وذلك (بإرادة لا تلين في تواضع دائم ودماثة خلقية نادرة) وهو ما جعله (من المناضلين الذي نافحوا بالكلمة المسموعة والمدوية في سبيل عزّة الجزائر وكرامة شعبها). وبهذا المصاب ذكر رئيس الجمهورية أنه (لئن كان الإنسان رهينة قضاء الخالق وقدره فإن الأفكار والمثل هي مقياس خلوده ومبعث اعتزاز النّاس به) ليبتهل إلى اللّه عزّ وجلّ أن يتقّبله (قَبولا حسنا وأن يكرم وفادته إلى جواره ويتغمّده بشآبيب رحمته وأن يدخله مدخل صدق مع الذين اصطفاهم من عباده الصالحين العاملين وأن يرزق أسرته وذويه ورفاقة من المجاهدين صبرا جميلا وسلوانا عظيما وأجرا كثيرا) وأردف مخاطبا أسرة الفقيد: (وإذ أشاطركم الأسى في فقده أعرب لكم بنفس راضية بقضاء اللّه وقدره عن صادق العزاء وخالص الدعاء). من جهتها أشادت المنظّمة الوطنية للمجاهدين يوم الخميس بخصال المجاهد الراحل جلول ملايكة مؤكّدة أنه كان من الذين (نذروا حياتهم بكلّ عزيمة وإخلاص من أجل تحرير الوطن). وقالت المنظّمة في رسالة تعزية إلى عائلة الفقيد أن المرحوم (أدّى واجبه أحسن أداء سواء خلال الثورة التحريرية أو بعدها) وأنه (يعدّ من مناضلي الحركة الوطنية إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية وانضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955) وأضافت أن الفقيد (واصل نضاله الوطني بعد الاستقلال بنفس العزيمة والإخلاص لينتخب نائبا بالمجلس الوطني التأسيسي قبل أن يترأس مكتب حركة التحرر ما بين 1965 - 1977 كما كان نائبا بالمجلس الشعبي الوطني لعدة عهدات). للإشارة انتقل يوم الأربعاء إلى رحمة اللّه المجاهد جلول ملايكة عن عمر ناهز ال 87 سنة حسب ما علم من أقارب الفقيد. الفقيد من مواليد 17 سبتمبر 1928 بوادي العلايف (البليدة) وكان من مناضلي الحركة الوطنية إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية لينضمّ إلى صفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955. وبعد الاستقلال واصل جلول ملايكة نضاله الوطني لينتخب نائبا بالمجلس الوطني التأسيسي ثمّ ترأس مكتب دعم حركات التحر بين 1965-1977 كما كان نائبا بالمجلس الشعبي الوطني لعدة عهدات. وبهذم المناسبة الأليمة تقدّم وزير المجاهدين الطيّب زيتوني بتعازيه القلبية الخالصة المشفوعة بأصدق مشاعر التضامن والمواساة إلى عائلته ورفاقه ب (فقدان المجاهد والصحفي والمناضل السياسي والمدافع عن الشعوب المستضعفة والمستعمرة وقضايا التحرّر عبر العالم).