بسقوطه أمام إشبيلية برشلونة يتجرع الخسارة الثانية في الليغا هذا الموسم ألحق إشبيلية بطل الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الموسمين الماضيين الخسارة الثانية بضيفه برشلونة بطل إسبانيا ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2-1 السبت في المرحلة السابعة من الدوري المحلي. وكان برشلونة سقط في المرحلة قبل الماضية بشكل مدو 1-4 أمام سلتا فيغو قبل أن يعوض بخجل في المرحلة الماضية بفوز صعب على لاس بالماس الوافد الجديد 2-1 وهو الفوز الأول لإشبيلية على برشلونة منذ عام 2007. وغاب ميسي عن الفريق في آخر مباراتين بسبب الإصابة لكن حتى قبل ذلك لم يكن في أفضل حالاته كما افتقر نيمار ولويس سواريز للمسة التهديفية. ومع قلة عدد الأهداف أصبح دفاع برشلونة في دائرة الضوء ليخسر الفريق 4-1 أمام سيلتا فيغو ثم تلقى الهزيمة الثانية على التوالي خارج ملعبه في الدوري أمام إشبيلية. لكن بين الهزيمتين فاز برشلونة مرتين بنتيجة 2-1 على لاس بالماس الصاعد حديثا في الدوري المحلي وباير ليفركوزن في دوري الأبطال وهي المباراة التي ظل فيها الفريق متأخرا بهدف حتى آخر عشر دقائق. وبسقوطه أمام اشبيلية تجمد رصيد برشلونة عند 15 نقطة فتراجع إلى المركز الثالث مؤقتا وقد يخسره لمصلحة ريال مدريد (14 نقطة) أو أتلتيكو مدريد (12) اللذين التقيا أمس في ختام هاته الجولة. بعد الخسارة أنريكي يلوم هجوم فريقه قال لويس أنريكي مدرب برشلونة الإسباني عقب المباراة التي خسرها الفريق مساء السبت أمام إشبيليه (من الطبيعي انتظار أفضل أداء من لاعبي فريقي. يسعى المدربون والفرق لصنع أكبر عدد من الفرص أمام اللاعبين الكبار من أجل التسجيل). وأضاف (في الوقت الحالي لا نقدم أفضل مستوياتنا لكن ذلك سيتغير بلا شك. بحثنا عن مساحات لكننا لم نستطع استغلال ذلك عندما هاجم الفريق المنافس). وبسبب قرار الاتحاد الدولي (الفيفا) بمنع برشلونة من تسجيل لاعبين جدد في آخر فترتي انتقالات اضطر الفريق بسبب الإصابات إلى الاعتماد على اللاعبين الشبان. وقال لويس أنريكي (هذه مباراة أتيحت فيها للفريقين العديد من الفرص وتسجيلنا لهدف واحد فقط أمر غير معقول). وأضاف (تفوق إشبيلية في أول 15 دقيقة من الشوط الثاني وهذا كلفنا الكثير. حاولنا فعل كل شيء لتعديل النتيجة لكن ذلك لم يكن ممكنا). وسجل الثلاثي الهجومي من ليونيل ميسي ونيمار وسواريز 122 هدفا في الموسم الماضي وهو رقم قياسي ليتوج برشلونة بالدوري والكأس ودوري أبطال اوروبا لكن الفريق لم يصل لهذا المستوى بعد في الموسم الحالي. مدرب إشبيلية سعيد بالفوز على برشلونة إيمري يثني على أداء لاعبيه أثني أوناي إيمري المدير الفني لإشبيلية على أداء لاعبيه أمام برشلونة وقال إيمري في تصريحات بالمؤتمر الصحفي عقب المباراة: (في المباريات الماضية حاولت الفوز على برشلونة كنت أستحق الفوز ولكن لم يتحقق اليوم الفرصة كانت موجودة وتحققت). وأضاف: (الفريق كان منسجمًا دفاعيًا وهجوميًا نحن نركز دائمًا على الكثافة اللازمة للفريق). وتابع: (النتيجة جيدة والمعاناة من برشلونة أمر طبيعي لكن أعتقد بأننا كنا نستحق الفوز). وأنهى تصريحاته: (هذه النتيجة ستقدم لنا المزيد من الثقة أتمنى أن تكون نقطة تحول لنا في المباريات المقبلة). فيما عبر بيكي عن استيائه من الخسارة سواريز: نستحق التعادل على الأقل أمام إشبيلية من جانبه أكد الأوروغواياني لويس سواريز مهاجم برشلونة أن فريقه لا يستحق الهزيمة أمام إشبيلية وقال سواريز: (نحن في النهاية نشعر أنه على الأقل نستحق الخروج بنقطة من هذه المباراة). وأضاف: (ضد سيلتا فيغو لم نلعب بشكل جيد ولكن اليوم فعلنا كل شيء خلقنا عدة فرص على الأقل يجب أن نتعادل). أما جيرارد بيكي مدافع برشلونة فقد أبدى استياءه من الهزيمة وقال بيكيه في تصريحاته عقب المباراة: (الأمور ستختلف بعض توقف الليغا يجب أن نعود للانتصارات فورًا برشلونة لا يمكنه التوقف). وتابع بيكي حديثه عن رفضه لمس الكرة التي سددها نيمار من ركلة ثابتة وسارت على الخط: (لما لم ألمس الكرة بعد تسديدة نيمار لأنني كنت أعتقد بأنني في موقف تسلل وفضّلت عدم لمسها لكي لا يلغى الهدف لو دخلت الكرة). غياب ميسي ليس السبب صحيفة (ماركا) تكشف الأسباب الحقيقية لانحدار برشلونة برشلونة الذي عرفناه في أواخر الموسم الماضي ليس ذاته برشلونة الذي بدأ الموسم الحالي والحقيقة أن برشلونة الذي لم يخسر بأكثر من نتيجة 1-3 الموسم الماضي لا يمانع من السقوط بالأربعة حاليا. السقوط الأخير أمام إشبيلية 1-2 فتح جرح الإصابة التي تعرض لها النجم الأول للفريق الكتالوني وهدافه التاريخي الأرجنتيني ليونيل ميسي ودفع جماهير النادي من التخوف مما هو آت سيما وأن ميسي سيغيب 6 أسابيع أخرى على الأقل. ولكن هذا التقرير الذي أعدته صحيفة (ماركا) الإسبانية يؤكد بأسبابه الخمسة أن برشلونة لم يتراجع بسبب غياب ميسي لأن التراجع الحقيقي للفريق الكتالوني حصل أصلا بوجود ميسي على أرض الملعب. ومع ذلك ورغم هذه الأسباب يبقى ميسي هو صانع الفرحة في كل انتصارات برشلونة ولولا وجود في هذه الحقبة الزمنية لما تمكن برشلونة من جمع كل هذه الألقاب كما أن غيابه الآن أو في أي وقت آخر سيعني ضربة موجعة بل وقاسمة للفريق. وفيما يلي الأسباب الحقيقية لتراجع برشلونة مع بداية الموسم الحالي: المدرب لويس أنريكي: أظهر الثلاثي الهجومي الخطير (ميسي - نيمار - سواريز) قدرات تهديفية خارقة بمجرد وقوع التناغم بينهم بعد عدد من المباريات ولكن في المقابل ما الذي فعله المدرب أنريكي على المستوى الدفاعي.. لا شيء. ولا يعرف أنريكي معنى الاستقرار في خط الوسط فتارة يزج بالكرواتي إيفان راكيتيتش وحيدا وتارة يسحب انييستا وهو في أفضل حالاته كما فعل في نهائي كأس السوبر الأوروبية أمام إشبيلية أيضا وكاد يخسر المباراة وقتها. إدارة النادي الكتالوني: لا تعرف إدارة برشلونة أن ميركاتو الشتاء يأتي بعد أن يكون الفريق قد خاض نصف منافسات الموسم.. طبعا تعرف ولكن العلم والتصرف الحسن وجهان قد لا يجتمعان في عملة واحدة عند البعض. فيدال وتوران سيرتديان رسميا قميص برشلونة في النصف الثاني من الموسم الحالي وما كان يجب التخلي عن تشافي وبيدرو قبل ذلك الوقت. التراجع بدأ في السوبر الأوروبي: نلاحظ أن برشلونة الذي فاز بالثلاثية التاريخية الموسم الماضي لم يقدم في الموسم الحالي نفس الصورة الرائعة وقد بدأ ذلك من كأس السوبر الأوروبي حيث تلقى رفاق ميسي 3 أهداف في وقت قصير في الشوط الثاني. تراجع برشلونة على المستوى الدفاعي تأكد للجميع بعد مباراتي أتليتك بيلباو في ذهاب السوبر المحلي وسلتا فيغو في الجولة الخامسة من عمر الليغا وكان ميسي مشاركا مع رفيقيه نيمار وسواريز. ويمكن التأكد أيضا من وجود هذا التراجع الحقيقي في أن الفريق الكتالوني لم يحقق أي فوز سهل منذ بداية الموسم سواء في الشامبيونز ليغ أو الليغا (باستثناء مباراة ليفانتي) حيث عانى أمام أتلتيك بيلباو وملقا وأتلتيكو مدريد وسلتا فيغو وحتى لاس بالماس. كما أنه عانى أيضا أمام روما الإيطالي في انطلاق دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا وكل هذه المباريات خاضها البلوغرانا بوجود ميسي والثلاثي الذهبي. أسباب الرباعيات والأهداف السهلة: نلاحظ أيضا أن برشلونة بمجرد تلقيه لهدف افتتاحي في أي وقت من زمن المباراة فإن دفاعه يتفكك ويذهب بيكيه وماثيو ليكونا رأسي حربة ولا نعود نرى الظهيرين ولا يسود أي فكر تكتيكي ينم عن رباطة جأش كما كان يحصل في الموسم الماضي. حصل ذلك مع برشلونة في كل المباريات تقريبا هذا الموسم باستثناء مباراة أتلتيكو مدريد التي كان فيها تركيز الفريق عال للغاية وذلك يعود إلى افتقار النادي الكتالوني لعقله المدبر والرزين في وسط الملعب. الغريب أن برشلونة يمتلك لاعبين في خط الهجوم سواء بوجود ميسي أو عدمه قادرين على التسجيل وقد فعلوا ذلك في المباريات الثلاث التي غاب عنها حتى الآن ولكن مع ذلك ترى الاستعجال من الجميع لتسجيل الأهداف وكأن كرة القدم هي هجوم فقط دون دفاع. سجل إشبيلية هدفين في 5 دقائق وفي كأس السوبر الأوروبي سجل ثلاثية بين الدقيقة 58 والدقيقة 80 وسجل كل من أتلتيك بيلباو وسلتا فيغو رباعية انقسمت بين شوطين وهذا الأمر لم يحدث مع برشلونة منذ زمن بعيد. ليست إصابة ميسي وحدها: لا شك أن إصابة ميسي تؤثر أكثر من غيرها على برشلونة ولكن لا يجب تجاهل غياب أنييستا المؤثر أيضا وكذلك الضريبة التي دفعها الفريق الكتالوني نتيجة غياب الحارس التشيلي كلاوديو برافو الذي عاد في المباراة الأخيرة وظهر أنه لم يسترجع بعد مستواه المعهود. الضريبة الأكبر التي دفعها برشلونة هي عقوبة الاتحاد الأوروبي التي حرمته من التعاقدات في الميركاتو الصيفي ولكن النادي الكتالوني لم يحسن التصرف مع هذه العقوبة ووقع بسهولة في فخها الكبير خصوصا عندما أصيب لاعب الوسط الشاب رافينيا ووجدت الإدارة أنها لا تستطيع تعويضه بأي لاعب جديد.