لم يكن للعرب قبل الإسلام تقويما خاصا بهم بل كانوا يؤرخون وفق أحداث حياتهم الهامة إذ أرخوا بما يلي بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل - حوالي 1855 ق. انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 ق. م. تقريبا وفاة كعب بن لؤي الجد السابع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سنة 59 ق. م عام العذر وهو العام الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 م حرب الفجار وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم واستمرت هذه الحرب مدة 4 سنوات كانت بدايتها عام 586 م. إعادة بناء الكعبة وتم ذلك في عهد عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكان عمر الرسول عندئذ 35 عاما وهذا يعني أن ذلك حدث في سنة 605 م. أي قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات. العرب والأشهر القمرية وقد استخدم العرب عبر فترات تاريخهم الطويل قبل الإسلام أسماء للأشهر القمرية التي كانوا يعملون بها في ذلك الوقت إلى أن تغيرت تلك الأسماء وتوحدت في ربوع الأرض العربية لتأخذ صورتها المعروفة عليها منذ أواخر القرن الخامس الميلادي _ في عهد كلاب _ الجد الخامس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام. كما استخدم العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض فتراتهم ومناطقهم. النسيء وقد لجأ العرب قبل الإسلام إلى نظام النسيء الذي يعطيهم الحق في تأخير أو تسبيق بعض الأشهر المعروفة بالحرم وهي أربعة: (ذو القعدة _ ذو الحجة _ محرم _ رجب) لا يحل فيها الاقتتال والغارات وكان النسأة أي من يتولون شؤون النسيء وهم من كنانة (يسمون بالقلام) . وكان القلمس يعلن في نهاية موسم الحج عن الشهر المؤجل في العام التالي. وقد استمرت عادة النسيء حتى جاء الإسلام محرما إيّاها الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم في خطبته الشهيرة التي ألقاها في حجة الوداع حيث كان الناسيء يؤخر الشهور فيحل الحرام ويحرم الحلال وهكذا كانوا يحتالون على الشهر الحرام إذا أرادوا قتالا فيه أو إغارة وسلبا بأن يزيدوا عدة شهور السنة. قال تعالى في هذا (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36 التوبة). بداية التقويم الهجري على يد عمر كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من بدأ التأريخ للأشهر القمرية بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وكان ذلك في السنة السادسة عشر من الهجرة حيث جعل حادث الهجرة أول التقويم الإسلامي وكان ذلك عام 622 ميلادية وصارت عادة أن يشار إلى التقويم الهجري عند كتابة التاريخ به بالاختصار ( ه ) في الكتابة باللغة العربية وقد كان ذلك يوم الأول من المحرم من العام الهجري يقابل السادس عشر من جويلية عام 622 من الميلاد. الشهور الهجرية ويتكون العام الهجري (الإسلامي) من اثني عشر شهراً قمرياً وهي بالترتيب المحرم - صفر - ربيع الأول - ربيع الآخر - جمادى الأولى - جمادى الآخرة - رجب - شعبان - رمضان - شوال - ذو القعدة - ذو الحجة. مناسبات العام الهجري ومن المناسبات الدينية التي تخلل العام الهجري ( الإسلامي ) رأس السنة الهجرية وهي الأول من المحرم وذكرى الإسراء والمعراج ويجعلونها في السابع والعشرين من رجب وبداية الصيام في شهر رمضان وليلة القدر وتكون في العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر ويكون أول شوال وعيد الأضحى ويكون في العاشر من ذي الحجة وموسم الحج ويكون في الفترة ما بين الثامن إلى الثالث عشر من ذي الحجة ..