تتقرّب منهم وترصد مأساتهم المعاقون قي الجزائر عنوان للمعاناة والتهميش لازالت فئة المعاقين تعاني في الجزائر وتزامنا مع فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للمعاق تسعى الدولة بكل جهودها إلى تحسين مستوى تلك الفئة الهشة من المجتمع التي غابت معظم حقوقها رغم حمل شعارات بضرورة إدماجها الاجتماعي وضمان حقها في العمل والتعليم والعلاج وغيرها من الحقوق الأخرى. عتيقة مغوفل تحصي الجزائر قرابة المليوني معاق حسب بعض الإحصائيات الرسمية من جملة 500 مليون معاق حول العالم وتبين بعض التقارير الدولية أن طفلا واحدا على الأقل من عشرة أطفال يولد بعجز خطير أو يصاب به في وقت لاحق وهذا العجز قد يعرقل نموه إذا لم يتلق الرعاية اللازمة. تهميش وحرمان من أبسط الحقوق
يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في الجزائر تهميشا وحرمانا رهيبين بسبب الغياب شبه التام للتكفل بهم حيث نجد نسبة كبيرة منهم من ذوي الشهادات العليا والكفاءة يعانون من البطالة لسنوات طويلة رغم كل المجهودات الجبارة التي يبذلونها من أجل التحصيل العلمي وهو ما ينعكس سلبا على معنوياتهم حيث وصل الحد بالبعض إلى اليأس في الحصول على منصب عمل يحفظ كرامتهم ويخلصهم من التبعية الكلية للأهل وعدم استقلاليتهم ماليا واجتماعيا والطامة الكبرى التي تضاف إلى هذه المعاناة هي حرمان نسبة كبيرة من المعوقين من حقوقهم المادية المتمثلة في منحة المعاق التي تعد غير كافية لتغطية مصاريف النقل والعلاج خاصة بالنسبة لفئة المكفوفين حيث إن وضعيتهم جد مأساوية ولم يتم تصنيفهم ضمن المعاقين بنسبة 100 بالمائة ونتج عن ذلك حصولهم على منحة أقل من المنحة المخصصة للمعاقين بنسبة 100 بالمائة وتعتبر الجزائر من الدول المتخلفة في ميدان تهيئة الطرقات والمؤسسات للمعا قين حركيا حيث غالبا ما يواجهون مشاكل كثيرة في التنقل وفي أغلب الأحيان يرفض أصحاب الحافلات نقل فئة المعاقين حركيا بسبب عدم تلاؤم مراكبهم أو تهربهم من تحمل مسؤوليتهم والمصيبة الكبرى هي بعد عناء سنوات الدراسة الطويلة والجد والاجتهاد والطموح والنظر للمستقبل بعيون متفائلة نجد الأبواب تغلق في وجههم فالجميع يرفض توظيفهم بسبب إعاقتهم رغم أن الكثير من تلك الوظائف لا تحتاج إلى جهد. معاق يتحدى المرض منذ 15 سنة حتى نتمكن من رصد معاناة هذه الفئة الهشة في المجتمع الجزائري حاولت أخبار اليوم التقدم من البعض منهم وكان أول من التقينا به ياسين وهو معاق حركيا منذ 15 سنة لم يكن من السهل التحدث إليه لأن إعاقته تسبب له الحرج دائما إلا أنه وبحديثه إلينا أخبرنا أنه اعتاد على الصعوبات التي يواجهها بشكل يومي في حياته بل إنها أصبحت صديقة له إلا أنه يأمل أن يأتي يوم ويتغلب عليها ويضيف ساخرا ما زلت أمارس دور الخدعة عندما أشاهد ذلك الرصيف يبتسم لي وكأنه يخبرني بأنه ما زال في حياتي اليومية إعاقات أخرى تمنعني من ممارستها بسهولة لذا أضطر إلى الاستعانة بالغير لصعود الرصيف مثلا ليضيف قائلا نحن فئة أدمنا التحدي وأصبحنا نتسابق على تجاوز الصعوبات بشتى أنواعها لكن ثقوا بأننا سنكون سعيدين جدا عندما تذلل لنا الصعوبات وتسهل لنا العقبات ونتفاخر أمام رفاقنا المعاقين في الدول الأخرى بأننا أفضل منهم ونستطيع ممارسة حياتنا اليومية بكل سهولة . نحن نطالب بضمان حقوقنا إلا أن أمثال ياسين كُثر في المجتمع الجزائري منهم الشاب حمزة في العشرينيات من العمر هو الآخر يعاني من إعاقة حركية عبر لنا عن رأيه في الموضوع قائلا إنه من ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر الذين يعانون من سوء الخدمات المقدمة لهم فالتجهيزات الواجب توفرها لراحة المعاق تكاد تكون منعدمة وهو ما يشعره فعلا بثقل الإعاقة كما يعتبر أن البيئة التي يعيش فيها غير مواتية لإعاقته حيث يجد صعوبات كبيرة في التنقلات لعدم تهيئة الشوارع والمساجد لتنقلات المعوقين وفسر حمزة ضياع حقوق المعوقين بانعدام ثقة المجتمع فيهم وفي قدراتهم مما جعلهم مهمشين للدرجة التي يعتبرنا كثير من أفراد المجتمع فئة بحاجة للرحمة والعطف والشفقة فقط وقال إنه لابد أن يستوعب المجتمع أن لنا حقوقا مستحقة وليست تفضلا من أحد فنظام رعاية المعوقين الصادر منذ زمن طويل لم يفعل لأن الكثير حينما يسمع كلمة رعاية لا يوليها اهتماما وفي الحقيقة إننا لا نريدها رعاية بل نريدها كحق فمن الأولى تسميته نظام حقوق المعاقين حسب حمزة. ولكن وعلى غرار المعاقين الذين قابلناهم هناك معاقين كُثر في بلادنا فذوي الاحتياجات الخاصة الذين خرجوا في يومهم العالمي للمطالبة بأدنى حقوقهم التي تتيح لهم العيش كمواطنين لهم حقوقهم وذلك من خلال تهيئة ممرات بالأرصفة تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم في المرور وليس البحث عمن يساعدهم في كل مرة وخاصة في وسائل النقل وتوفير الأجهزة التعويضية والمعينات السمعية والبصرية وتوفير كافة أنواع الرعاية بما في ذلك العلاج والأدوية مجانا وتخصيص مواقف لسيارات المعاقين وتجهيز الطرق العامة والحدائق والمتنزهات ومباني المؤسسات بما يلائم المعاقين ويسهل حركة تنقلاتهم وكذلك توفير المؤسسات والمراكز التي تقدم كافة برامج الرعاية والتأهيل والتعليم لهم.