اختار الجزائر رغم كلّ شيء محرز.. نشأ في (حي الموت) ليصنع مجده في إنجلترا تعليق الصورة (فاردي ومحرز يعيدون ليستر إلى المقدمة.. لا يمكن إيقافهم) هكذا علّقت صحيفة (الديلي ميل) البريطانية على انتصار ليستر سيتي على تشيلسي ب. ه أعدّ موقع (في الغول) تقريرا متميّزا عن النّجم الجزائري رياض محرز بعد تألّقه اللاّفت للنّظر في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تحت عنوان: (حكاية محرز الذي حاصره الموت واختار الجزائر رغم كلّ شيء). جاء في التقرير الذي حمل توقيع الإعلامي معتز سيد: (يا لها من فترة رائعة ومثيرة يعيشها الجزائري محرز لِم لا وفريقه ليستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي بعد مرور 16 جولة. تصدّر جاء عن جدارة واستحقاق وبتألّق عربي رائع لمحرز فإذ جمعنا عدد الأهداف التي سجّلها على عدد صناعة الأهداف في قائمة واحدة فسوف يكون محرز في الصدارة (18) تاركا خلفه جيمي فاردي وميسوت أوزيل ولوكاكو لكن إذ كنت تعتقد إأ الإثارة فقط في أهداف محرز وتصدر ليستر فربما يتغيّر رأيك بعد معرفته ما مرّ به رياض منذ الصغر). الموت في كلّ مكان وُلد رياض محرز في ال 21 من فيفري لعام 1991 في فرنسا لكن الأزمة أبدا لم تكن في فرنسا بل في الحي الذي نشأ فيه محرز وهو حي سارسيل. سارسيل هو حي يبعد عن شمال العاصمة باريس بمسابقة لا تتعدّى ال 10 أميال فقط لكن الأهمّ أنه الحي الأخطر في فرنسا. منذ 1950 وحتى يومنا هذا دائما ما ترتبط الجرائم والأحداث الكارثية بحي سارسيل (الأخطر في باريس بل وفرنسا بشكل عام) والسبب أنه يُعدّ ملجأ للمهاجرين المستقرّين. فيجمع الحي المغاربة والجزائريين والمسلمين واليهود والعديد من العقائد المختلفة ومن هنا دائما ما تأتي النزاعات وعمليات القتل في كل مكان ويصبح أيّ شخص مهدّدا في أيّ لحظة بالموت. وقال صاحب المقال إنه بعد وفاة والده انتقل محرز إلى فريق كويمبر كورنوال الفرنسي الذي يلعب في الدرجة الخامسة في فرنسا وقتها تولّى مهمّة تدريب وتطوير محرز محمد كوليبالي -مُدرّب شابّ. ومع آداء محرز المتقدّم والرائع انتقل إلى نادي لو هافر الفرنسي العريق الذي تأسس عام 1872 لكن لم يشارك مع الفريق الأساسي وشارك مع الفريق الثاني. وتحدّث محمد كوليبالي عن محرز في تلك الفترة في حديث مطوّل مع مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية منذ أكثر من عام قائلا: (كان نحيفا للغاية وهذه كانت أكبر عيب به) وأضاف: (لكنه كان يمتلك ما هو مميّز دائما داخل الملعب: تحرّكاته السريعة ولمسته المهارية هذا إلى جانب الشجاعة والشخصية وهذا ما يتميّز به الكبار) وهو أيضا ما اتّفق عليه محرز قائلا: (كنت ضعيفا ونحيفا للغاية ولم أكن قويا لكنني بذلت قصارى جهدي وقتها). ومع الفريق الثاني لنادي لو هافر شارك محرز في أكثر من 60 مباراة ونجح في تسجيل 25 هدف ليتمّ تصعيده إلى الفريق الأول موسم 2013 ويواصل التألّق والتسجيل واللمعان بالقدم اليسرى. وبعد لمعانه مع لو هافر بدأت العروض تنهال على محرز وبالطبع عمالقة فرنسا تريد كل النّجوم في فريقها وهنا رحل عن فرنسا بالكامل وانتقل إلى إنجلترا وانضمّ إلى الصاعد حديثا إلى (البريمير ليغ) ليستر سيتي. وبدأت رحلة تألّق محرز من الموسم الأول له بتسجيل 4 أهداف وصناعة 3 على الرغم من عدم مشاركته كأساسي بشكل دائم وحتى يومنا هذا وصناعته للتاريخ كونه أول لاعب عربي يسجّل ثلاثية في الدوري الإنجليزي الممتاز. محارب الصحراء بعدما فضّل محرز الرحيل من فرنسا متّجها إلى إنجلترا شنّت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية وقتها هجوما على اللاّعب بسبب اختياره (الغريب). (فكيف يرفض أندية كبيرة مثل باريس ومارسيليا وينتقل إلى فريق جديد مثل ليستر؟). في الحقيقة الهجوم زاد من حدّته تصريحات محرز والتي أكّد من خلالها اختياره لتمثيل منتخب الجزائر عن منتخب فرنسا هو مولود في فرنسا ووالدته من المغرب وتعيش في فرنسا ووالده كان في فرنسا لكن في الأخير محرز اختار منتخب الجزائر. ويقول محرز: (نشأت في فرنسا وأمي ما تزال في فرنسا لكن قلبي جزائري ولا أستطيع تغيير ذلك أنا جزائري). وبالفعل كان له ما أراد وحقق محرز حلم والده وأصبح لاعبا محترفا الكل يتحدّث عنه ومثّل منتخب بلاده الجزائر في كأس العالم بالبرازيل 2014 وأمم إفريقيا 2015 وأصبح محاربا من كتيبة محاربي الصحراء. ماذا قال محرز بعد نهاية المباراة؟ بدا لاعب وسط ميدان الهجومي للمنتخب الوطني الجزائري رياض محرز سعيدا بالفوز والآداء الرائع الذي قدّمه مع فريقه ليستر سيتي أمام تشيلسي لحساب الجولة السادسة عشر من الدوري الإنجليزي. وقال محرز في تصريح خصّ به شبكة (سكاي سبورت) بعد المباراة إن ما يهمّه هو فوز فريقه والآداء الذي يقدّمه جميع اللاّعبين وعلّق في هذا الجانب: (أنا لا أعرف إن كان هناك أيّ شخص يستطيع إيقافي لكن ما عليَّ إلاّ أن أبذل قصارى جهدي من أجل الفريق والشيء الأكثر أهمّية هو آداء النادي). وأضاف اللاّعب السابق لنادي لوهافر الفرنسي: (لعبنا مباراة رائعة وكنّا نستحقّ الفوز وعلينا أن نستمرّ على هذا النحو) وتابع: (من الطبيعي أن تكون لديك الثقة حين تسجّل الأهداف وتمنح التمريرات لزملائك). وقدّم رياض محرز تمريرة مدقّقة لزميله فاردي الذي سجّل الهدف الأول كما وقّع الهدف الثاني بطريقة مهارية ليصبح في رصيده 11 هدفا.