قسول جلول كل إنسان عليه أن يعلم من فطرته أن ما يزعجه يزعج غيره وما يؤذيه يؤذي غيره أيضا. من الأسماء والألقاب وحتى الألوان والمؤثرة الخارجية. كالملابس: جلد السبع النمر الثعلب كلها تؤثر على النفس لما تحمله من معاني فبعض الناس يسمون أبناءهم بأسماء تشبع رغباتهم السياسية والثقافية والفكرية ولا يعيرون أي اهتمام لما سيلحق الأبناء من أذى نفسي اجتماعي كلكم يتذكر في التسعينيات فكثير من الناس سمى ابنه صدام. ومهند وما خلفه الاستعمار من آثار نفسية للأسماء والألقاب كلكم سمعتم أسماء وألقابا تخدش الحياء وتصف صاحبها بأوصاف أقل ما يقال عنها أنها لا تحفظ كرامة الإنسان مثل: جلواط بعوش بخوش بومعزة بونيف بوراس بوضرسة بوبغلة وبعضها لا تكتب احتراما للقراء يجب تغييرها شرعا وعلميا لما لها من آثار سلبية على الأطفال فكم من راسب في الدراسة سبب رسوبه (لقبه أو اسمه) وكم من امرأة تعنسب سبب عنوستها (لقبها أو اسمها) فشل في التجارة فشل في السياسة ...(اسمه أو لقبه) هذا على سبيل الميثال لا على سبيل الحصر: إليكم إخواتي قراء أخبار اليوم بعض الأسماء والكنى والألقاب التي غيرها النبي صلى الله عليه وسلم.. إن طبائع النفوس تُقبل دائماً على كل ما هو حسن وجميل وتنفر من كل ما هو سيء وقبيح ومن أوجه الإقبال على الحسن: الاستبشار والتفاؤل بالاسم الحسن الجميل والذي يقع من قلب السامع موقعاً جميلاً ويُحبب إليه الخير وإن مما ابتلي به بعض المسلمين اليوم سوء اختيار أسماء أبنائهم تلك الأسماء التي أصابها العطب نتيجة للغزو الفكري والثقافي والسياسي والاستعماري كما ذكرنا وروح التغريب التي أصابت بعض ضعاف الإيمان فصارت أسماؤهم وأسماء أولادهم أسماء أجنبية خالصة أو أسماء وألقاب تثير الاشمئزاز وما تتركه من آثار سلبية على الأنفس وتلك تبعية نهانا الإسلام الحنيف عنها وأمرنا بإصلاحها وتغييرها فقد أمر الإسلام المسلم بأن يكون شامة وعلامة وأن يكون متميزاً في سمته وخلقه وكذا في اسمه. من هنا هدف الإسلام الحكيم في دعوته إلى التسمي بالأسماء الحسنة إلى ما يجب أن يسود في المجتمع من حب وتآلف وتفاؤل لأن العرب في الجاهلية كانوا يسمون أبناءهم بأسماء تنذر بالشر وتدعو إلى الرهبة والخوف لذا فقد وجدنا في أسمائهم حرباً و صخراً و مرة و علقمة ولقد تأثر بعض المسلمين في صدر الإسلام بما كان عليه آباؤهم فدرجوا على تسمية أولادهم بتلك الأسماء العنيفة حتى لقد هم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسمي ولده حرباً لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ذلك ومنهج الإسلام في نهيه عن التسمي بالأسماء القبيحة لئلا يكون ذلك مدعاة للتنابز بالألقاب والسخرية وهو ما حذرنا منه المولى سبحانه في كتابه الكريم فقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْم عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاء عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) سورة الحجرات. ومن هنا فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أمته تحسين أسمائهم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِِ بأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَحَسِّنُوا أَسْمَاءَكُمْ . أخرجه أحمد. وصية نبوية ولقد حبب إلينا صلى الله عليه وسلم بعض الأسماء الحسنة فعَنْ عُقِيلَْنُ شَبِيب عَنْ أَبِي وَهْب الْجُشَمِىِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ. أخرجه أحمد. وكان صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالاسم الحسن ويُعرف ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام فالأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها لذا فقد اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه بل للأسماء تأثير في المسميات وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة قال البقاعي في تفسير قوله سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) سورة النمل فجمع إلى حسن الفعل حسن الاسم وقرب النسب لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير بعض الأسماء القبيحة التي قد يكرهها الناس أو يتشاءمون منها. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ. أخرجه أحمد وعَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ. وَقَالَ: أَنْتِ جَمِيلَةُ. أَخْرَجَهُ أحمد وهذه بعض الأسماء التي غيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الأحاديث الصحيحة برة. عاصية. حزن. شهاب. جثامة. كما كان صلى الله عليه وسلم يكره الأمكِنةَ المنكرةَ الأسماء ويكره العُبُورَ فيها كمَا مَرَّ في بعضِ غزواته بين جبلين فسأل عن اسميهما فقالوا: فاضِحٌ ومُخز فعدلَ عنهما ولَم يَجُزْ بينهما. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض تسمى غدرة فسماها خضرة وكما حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على نشر الأسماء الحسنة الطيبة بين الناس فقد حرص كذلك على نشر الألقاب الحسنة بين الناس فلقب أبا بكر بالصديق وعمر بالفاروق وخالد بن الوليد بسيف الله. كما كنى بعض الكفار بكنى تناسبهم ومنها تكنيته لأبي الحكم بن هشام بأبي جهل كنية مطابقة لوصفه ومعناه وهو أحق الخلق بهذا الكنية وكذلك تكنية الله عز وجل لعبد العزى بأبي لهب لما كان مصيره إلى نار ذات لهب كانت هذه الكنية أليق به وأوفق وهو بها أحق وأخلق . ولا غرو - بعد ذلك - أن نجده صلى الله عليه وسلم يطالبنا بالمناداة على بعضنا بأحب الأسماء ونهى عن التنابز بالألقاب والتسمية بأسماء غير لائقة وأعتبره اعتداء على الكرامة الإنسانية لأن الاسم أو اللقب مثار إشارة للمعاني الخيرة التي يحملها صاحبه كلما دعاه داع وهو قرين بآماله وطموحاته وسلوكه. لكن كثير منا يحب أن يخاطب صديقه أو قريبه بلقب قد يلازمه طيلة حياته من باب أنه معروف به بين الناس وينسى أو يتناسى تأثير أن يدعى الإنسان بغير ما سمي به أو بلقب سيء أو بأوصاف مرفوضة. أضرار مكتسبة وقد تقترن الألقاب بأسماء غريبة وقد تشبه مواقف من الماضي أو تستخرج من مهنة سابقة كان يمارسها ولقب بها أو تستخرج من عاهة أو من قبح في صورة الإنسان نتج عن حريق أو حادث أو نوع من الأمراض أو تستخرج مما يصطلح عليه من إطلاق وصف على الآخرين مع وجود أسماء لهم والتلفظ بها وجعلها مثار اللسخرية والضحك والاضطهاد... وربما تقع قضايا وحوادث سيئة للأشخاص في أيام عمرهم فتترك أثرا قبيحا في الأذهان ثم يلخص الناس ذلك الأثر في كلمة أو جملة ويجعلونها لقبا لصاحبه يوغلون في التنابز بالألقاب حين وفي هذه الحالة بأن تكون الألقاب حسنة لأن تأثيرها يكون على خلاف الألقاب السيئة التي تشكل رسائل سالبة.. وأن ظاهرة التنابز بالألقاب اعتداء على كرامة الإنسان وهو محرم لكونه اعتداء على العرض الذي جاءت الرسالات السماوية جميعها ومنها رسالة الإسلام للدفاع عنه والحفاظ عليه من كل مظلمة يتعرض لها ولذلك حرمته الشريعة تحريما قاطعا وعدت التنابز كبيرة من الكبائر. قال تعالى في تحريمه: ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون سورة الحجرات:11. ولقوله تعالى: بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان . وأن الضرر اللاحق بغيرك بسبب التنابز أو الأسماء والألقاب كالضرر اللاحق بأخيك والاعتداء على الأخوة شر غير مقبول. ونشر الأخوة أولوية دينية والآثار السيئة المذمومة للأسماء والألقاب والتنابز منها: 1 إشاعة القبائح من الأسماء والألقاب في المجتمع حيث يصبح المجتمع سيء القوال ويتعود على تلطيخ نفسه بهذه القاذورات والأصل هو أن يكون المجتمع نظيفا من حيث سماع الأسماء والألقاب والأقوال المقبولة الجميلة لا العكس. 2 ظلم الناس بتلفظهم هذه الأسماء ومعانيها السيئة وهذا نتيجة طبيعة للتنابز والأسماء السيئة فما التجأ إليه أحد إلا وكان الاستعلاء والظلم للغير هدفه ومبتغاه. 3 الخصومة الناتجة عن عدم الرضا بالأذى والشعور بتقليل الاحترام الواجب للإنسان على غيره. فيندفع الناس للدفاع عن أنفسهم ورد الأمور إلى نصابها. 4 التقاطع فالذي يعلم أن الآخرين يؤذونه لا شك سوف يقاطعهم ويهجرهم وقطع التواصل مما لا تشجع الشريعة الإسلامية عليه الناس. 5 تكاثف الجهود من أجل تغييرها وتنقية الأسماء من كل قول قبيح وآثار سالبة كما أن ذكر اسم أو لقب أو صفة غير لائقة في شخص ما تولد اليأس والتشاؤم والشعور بالنقص في نفسه لأن الألقاب والأسماء ترسخ في لاوعي الفرد وتعطي انطباعات معينة عنه وعن طبائعه. و يبدأ في الاقتناع بأنها هي حقيقته وواقعه الفعلي وبالتالي يسبب له ذلك نوعا من الإحباط وعدم التطور في حياته فيصبح إنسانا سلبيا وانطوائيا ومنكفئا على ذاته وينسحب من المجتمع. لكن عندما تكون تلك الألقاب والأسماء حسنة ولها معان تدفع على الثقة بالنفس فهنا يحدث العكس ويغرس فيه نوع من الثقة والاعتزاز بالنفس والقدرة على الأداء أما الأسماء الغريبة والألقاب السيئة فإن أصحابها يتعرضون في طفولتهم لمتاعب ومضايقات لا يتحملها بعضهم فيصابون بأمراض نفسية واضطرابات عقلية.