كشفت مصادر محلية في محافظة صلاح الدين (وسط العراق) أمس السبت عن قيام مليشيات عراقية بتفجير عشرات المنازل التابعة للسكان المحليين في منطقتي عزيز بلد ويثرب جنوبي المحافظة فضلاً عن الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بهدف إحداث تغيير ديموغرافي بتلك المناطق. قال أحد شيوخ المحافظة إن فصائل مسلّحة متنفذة تعمل ضمن مليشيا (الحشد الشعبي) استولت خلال الأسابيع على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة عزيز بلد (120 كيلومتر جنوب تكريت) في (محاولة لتغيير ديموغرافيتها وضمها لمدينة بلد التي تسكنها عشائر تنحدر أصولها من المحافظاتالجنوبية) ولفت إلى أن (عناصر المليشيات أقدموا على تفجير أكثر من ستين منزلاً وحرق ملحقاتها من السيارات وآلات زراعية بهدف إجبار سكان المنطقة على تركها والهروب إلى مناطق أخرى أكثر أمنا) وبيّن أن (أكثر من 4000 دونم من قرى عزيز بلد أصبحت خالية من أهلها بشكل شبه كامل) مشيرا إلى (إتلاف المليشيات كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية التي تمثل مصدر الرزق الوحيد لسكان تلك القرى). من جهة ثانية أكّد أحد وجهاء مناطق جنوبي صلاح الدين ويُدعى محمد الجواري استمرار مليشيا (الحشد الشعبي) منع الأسر النازحة من العودة إلى بلدة يثرب (110 جنوب تكريت). وبيّن الجواري خلال حديثه أن (عناصر المليشيا فجروا وجرفوا عشرات المنازل بحجة الاشتباه بتفخيخها أو انتماء أصحابها لتنظيم الدولة الإسلامية.. داعش). ودعا الجواري محافظ صلاح الدين رائد الجبوري ورئيس الوزراء حيدر العبادي والمرجعية الدينية في النجف إلى التدخل لوقف انتهاكات المليشيات بحق ممتلكات المدنيين. وأقرّ المرجع الديني علي السيستاني أمس الجمعة بوجود انتهاكات وأعمال (إجرامية تقوم بها عصابات غير منضبطة وخارجة على القانون) في إشارة إلى بعض فصائل مليشيا الحشد الشعبي) مُستنكراً أعمال الخطف والسلب التي تنفذها هذه المليشيا. بدوره أكّد الجبوري أن هدفه الوحيد هو خدمة السكان المحليين في المحافظة وإنهاء أزمة النازحين التي تفاقمت بسبب القتال بين القوات الأمنية وتنظيم (داعش) مشيرا إلى ضرورة دعم القطعات العسكرية والأمنية لتحرير ما تبقى من أراضي المحافظة من سيطرة التنظيم داعيا مجلس محافظة صلاح الدين إلى التلاحم والتكاتف والعمل كفريق واحد وعقد جلسة الأسبوع المقبل لحل مشاكل المحافظة.