يقول الله تعالى في سورة الأنبياء (آية: 107): {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. جاء خاتم المرسلين _ صلوات الله عليه _ ليكون رحمة للعالمين والنور المبين الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور. - دعوة نبي: وكانت دعوة سيدنا إبراهيم _ عليه السلام _ بأن يبعث الله رسولا يتلو آيات الله يقول المولى _ عز وجل _ في سورة البقرة (آية :129): {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. بشرى رسول: كما كانت بشرى رسول الله ونبيه عيسى _ عليه السلام _ بقدوم رسول يأتي من بعده اسمه أحمد يقول الله _ جل وعلا- في سورة الصف (آية:6): {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}. - قول المصطفى تصديقا لهما: فعن عبادة بن الصامت _ رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم -: (أنا دعوة إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم) _ صحيح الجامع. صلوات الله عليك يا رسول الله .. ....... هذا أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة الصلاةُ صلةٌ بين العبد وربه تجعلُ الإنسان منتبهًا إلى هُوِيَّته الحقيقية وهي أنه عبدٌ مملوك لله رب العالمين! فإذا شغلته الدنيا بمُلهياتها جاءت الصلاة وذكَّرَتْه من جديد بعبوديته لربه! ولو لم يشرع الله تعالى الصلاة لاستمر الإنسان في طغيانه وغفلته حتى يقسو قلبه ثم يموت! وفي الصلاة يجد المسلم لذةَ مناجاة ربه فيطمئن قلبه وتقر عينه وينشرح صدره ويرتاح من هموم الدنيا وآلامها. وفي الصلاة قيامٌ وجلوسٌ وركوع وسجود وقراءة قرآن ورغم أن هذه أعمال تقوم بها الجوارح إلا أن لها ارتباطًا وثيقًا بالقلب من حيثُ تعظيمُه لله تعالى وتكبيره وخشيته ومحبته وحمده وشكره واستغفاره وسؤاله والتذلل له والثناء عليه. تاريخ مشروعيتها: الصلاة من العبادات التي أمر الله تعالى بها في جميع الشرائع قبل الإسلام فلَم تخلُ منها شريعة رسول من رسل الله فقد عرفتها الحنيفيةُ التي بُعث بها إبراهيم عليه السلام وعرفها أتباع موسى عليه السلام وقال الله تعالى عن نبيِّه إسماعيل عليه السلام: {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًا} [مريم:55] وقال سبحانه على لسان عيسى عليه السلام: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دُمت حيًا} [مريم:31]. وقد فرضها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتمِ الرسل قبل الهجرة ليلةَ أسريَ به إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء وذلك بخلاف سائر الشرائع التي فُرِضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض فدل ذلك على عظمتها وتأكُّدِ وجوبها ومكانتها عند الله تعالى. الصلوات المفروضة: كَتَبَ الله تعالى على كل مسلم مُكَلَّف خمسَ صلوات في اليوم والليلة وهي: الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء. وكان الله تعالى قد فرض على نبيه صلى الله عليه وسلم و على سائرِ المسلمين خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم خففها الله عز وجل إلى خمس صلوات فهنَّ خمسٌ في الأداء والفعل وخمسون في الأجر. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما في حديث الإسراء والمعراج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فُرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا ... ثم عُرج بي حتى ظهرتُ لمستوىً أسمعُ فيه صريف الأقلام ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت فوضع شَطرها فرجعت إلى موسى قلت: وَضَعَ شطرها فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي).