تصاعد خطير للتوتر بين الدولتين الآبار النفطية تفجر أزمة جديدة بين العراقوالكويت عاد من جديد ملف الحقول النفطية المشتركة بين العراقوالكويت إلى الواجهة مع إعلان السلطات الحكومية في محافظة البصرةجنوبالعراق عن قيام الكويت بحفر واستغلال هذه الحقول بشكل مائل الأمر الذي نفته مؤسسة نفط حكومية في الكويت مؤكدة أن المنطقة المشتركة تدار عن طريق شركات عالمية ولا مجال لإخفاء أي معلومات تتعلق بها. وبحسب علي شداد الفارس رئيس لجنة النفط والغاز في حكومة محافظة البصرة المحلية جنوبالعراق فإن الجانب الكويتي يقوم بحفر مائل للآبار النفطية المشتركة بين البلدين ما تسبب بحدوث هزات أرضية في منطقتي صفوان وأم قصر غربي البصرة. وقال الفارس في مؤتمر صحفي عقده بمبنى الحكومة المحلية وسط البصرة يوم السبت الماضي إن الآبار المشتركة تخضع لعقود الشراكة بين الطرفين وليس من حق أي جهة تنفيذ أعمال قد تسبب أضرارا للطرف الآخر. لكن علي العبيد العضو المنتدب لشركة الخدمات النفطية الكويتية (إحدى الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية الحكومية) نفى قيام بلاده بالحفر المائل في الحقول المشتركة مع العراق. وقال العبيد إن (الكويت تحترم اتفاقياتها ولم تقم بخرقها كما أن المنطقة تدار عن طريق شركات عالمية ولا مجال لإخفاء أي شيء يتعلق بهذه الآبار). وأضاف: (ما يتردد حول قيام الكويت بالحفر المائل للآبار المشتركية مجرد أكاذيب وليست جديدة هم يعرفون جيدا من يقوم بالسحب من الآبار ومن جلب الشركات العالمية للمنطقة). وتابع: (عندما يحدث أي ضغط سياسي في المنطقة خاصة على إيران تظهر مثل هذه الاتهامات والتي تطاول الكويت والسعودية وهي اتهامات غير صحيحة ). ويوجد في العراق 24 حقلاً نفطياً مشتركاً مع إيرانوالكويت وسورية من بينها 15 حقلاً منتجاً والأخرى غير مستغلة. وفي شمال الكويت مجموعة من الحقول النفطية أهمها حقول الروضتين وبحرة والصابرية وفي جنوبالعراق حقول الزبير والقرنة وجزيرة مجنون وهناك حقل مهم يمتد في أراضي البلدين من الشمال إلى الجنوب ويقع إلى الغرب من منفذ صفوان العبدلي الحدودي تطلق الكويت على الجزء الداخل في أراضيها اسم الرتقة ويطلق عليه العراق اسم الرميلة. وفي سبتمبر 2010 توصل البلدان إلى اتفاق أولي في شأن تقاسم حقول النفط الحدودية وللسماح لشركة نفط عالمية بتطويرها لكن خبراء نفط يرون أن هذا الملف يكتنفه الكثير من التعقيدات الفنية والأمنية والسياسية ما لا يجعل تنفيذه سهلاً حيث ظلت الأمور عالقة منذ ذلك التاريخ. وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي في بيان في مارس الماضي إن بلاده بدأت مفاوضات مع الحكومتين الإيرانيةوالكويتية لحسم مسألة استغلال الآبار النفطية المشتركة مؤكدا سعي وزارته إلى إطلاق جولة تراخيص نفطية جديدة لزيادة إنتاج النفط والغاز في البلاد. كما ذكر المتحدث الرسمي باسم مؤسسة البترول الكويتية في مارس أن بلاده وقعت مذكرتي تفاهم (اتفاق مبدئي) مع العراق إحداهما بشأن استغلال الحقول النفطية المشتركة بين الجانبين والأخرى لدراسة وبحث فرص استيراد الكويت للغاز الطبيعي عبر خط أنابيب من العراق. وقال محمود أحمد خبير النفط العراقي إن (الجانب الكويتي متعاون مع العراق في ما يتعلق بحقول النفط المشتركة على عكس الجانب الإيراني الذي تغض بغدادوالبصرة الطرف عنه في ذلك لأسباب سياسية وطائفية) مضيفا أن (إعلان الحكومة المحلية في البصرة عن حفر مائل من جانب الكويت يفتقر إلى دليل). وأشار عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية في تصريحات صحافية مطلع الأسبوع إلى تحقيق تقدم كبير في حل ملف الحقول النفطية المشتركة دون أن يعلق على اتهامات حكومة البصرة للكويت بالحفر المائل للآبار المشتركة.