اتّخذت تدابير أمنية وسياسية جديدة *** اتّخذت الجزائر حزمة من التدابير الأمنية والقرارات السياسية الجديدة التي تصبّ في إطار قطع طريق المتطرفين الجزائريين والأجانب نحو ليبيا أين تحاول التنظيمات الدموية على رأسها (داعش) استقطاب دمويين جدد لتفجير المنطقة ويستثمر مهرّبو البشر في مآسي الأفارقة والسوريين الفارّين من بلدانهم. أعلنت وزارة النقل تعليق رحلات الطيران المدني إلى ليبيا ابتداءً من يوم غد الجمعة إلى إشعار آخر دون تقديم أسباب محدّدة للقرار. وقال بيان للوزارة إنه (بعد أن تمّ إبلاغ السلطات الليبية وشركة النقل الجوّي الليبية [لبيان اير لاينز] قرّرت الملاحة الجوّية المدنية الجزائرية تعليق الخطّ الجوّي بين الجزائر وطرابلس ابتداء من الجمعة 29 جانفي 2016 إلى إشعار آخر). ولم تقدّم الوزارة أسبابا محدّدة للقرار لكنه جاء يوما واحدا بعد زيارة قصيرة قام بها فايز السرّاج رئيس حكومة الوفاق الوطني اليبيية إلى الجزائر بحث خلالها مع المسؤولين (قضايا تهمّ البلدين في مقدّمتها تدعيم التنمية في المناطق الحدودية ومحاربة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية) كما قال عقب لقائه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء عبد المالك سلاّل. من جهة أخرى كشفت مصادر محلّية أن السلطات الأمنية تفرض إجراءات تفتيش مشدّدة على الأجانب المتّجهين نحو الحدود الليبية عملا بتعليمات جديدة تقدّر أن هناك (تدفّقا) غير مبرر لهؤلاء كما للجزائريين في الفترة الأخيرة. وقرّرت السلطات منع رعايا الدول الأجنبية المتواجدين على أراضيها من الوصول إلى الحدود مع ليبيا حيث تبدي السلطات الأمنية تشديدا مضاعفا على رقابة بعض الرعايا الأجانب في طريقهم إلى ليبيا حيث المعابر الحدودية مغلقة. ونشرت الأجهزة الأمنية حواجز على الطرق المؤدّية إلى المناطق الحدودية مع ليبيا وشرعت في التدقيق في هوية المسافرين الرّاغبين في الوصول إلى ولاية إيليزي منعا لوصول الرعايا الأجانب إلى الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد. كما شمل القرار الرعايا السوريين والقادمين من دول إفريقية في محاولة لمنع الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا وكذلك الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية هناك. وأكّدت السلطات أن هذا الإجراء هو لحماية الأجانب الموجودين في الجزائر كما يهدف إلى منع وصول إرهابيين إلى ليبيا عبر الأراضي الجزائرية. في السياق أبلغت الجزائر رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق فايز السرّاج بالإجراءات الجديدة فيما نُقل عن الأخير بعد اجتماع مع وزير الشؤون المغاربية عبد القادر مساهل تأكيده اِلتزام ليبيا بمحاربة الإرهاب. وأفاد السرّاج بأنه ناقش مع بوتفليقة وسلاّل (قضايا عدّة تهمّ البلدين على غرار دعم التنمية في المناطق الحدودية ومحاربة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية). وأعلنت وزارة الخارجية في وقت سابق أنها لن تسمح بمرور رعايا مغاربة إلى ليبيا عبر أراضيها (من دون ترخيص بالعمل) هناك وكشفت عن أنها أطلعت السلطات المغربية على القرار بعد (ملاحظة تدفّق غير عادي لمغاربة على ليبيا عبر مطار الجزائر الدولي). وطالبت الحكومة على لسان الوزير مساهل السلطات المغربية بإبداء حسن النيّة في (وقف زحف رعايا من دون مبرّرات أو مسوغات قانونية) وحمّلتها مسؤولية (التأخّر) عن أيّ تنسيق أمني وسياسي يجري حاليا بين دول المنطقة لا سيّما في الجانب المتعلّق ب (إجراءات ترحيل الرعايا كما هو حاصل بين الجزائر وتونس). وبالموازاة مع الإجراءات الجديدة تواصل بلادنا مساعيها السياسية لإحلال السِلم في الجارة الشرقية حيث أبلغت الجزائر رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السرّاج رفضها لأيّ تدخّل أجنبي في المسار الليبي وحذّرت من مخاطر التدخّل العسكري الأجنبي الذي من شأنه توفير أرضية دعائية للتنظيمات الإرهابية لاستجلاب المسلّحين وتحويل ليبيا إلى ساحة قتال وفوضى وهو بالتحديد ما يسعى إليه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيمات أخرى. وتأتي توضيحات الجزائر في إطار توسيع أفق نشاطها في الملف الليبي مع إبلاغها الحكومة الليبية الجديدة استعدادها للمساعدة في تدريب فِرق الشرطة الليبية ورفضها أيّ تدخّل عسكري جديد في ليبيا من شأنه استجلاب مسلّحين وتحويل البلاد إلى حالة فوضى مع بداية مسار توافقي سياسي مرحلي.