تراجع الإقبال نوعا ما في السنوات الأخيرة عن إدراج الأبناء في صفوف الكشافة الإسلامية التي تبقى سبيلا لتقويم سلوك الأبناء وتربيتهم على الدين والطاعة وحب الوطن وما الانعكاسات السلبية التي نراها في اعوجاج سلوك الأبناء وانحرافهم إلا نتيجة لذلك الابتعاد السلبي، إلا انه ومع لانحرافات الخطيرة التي ميزت شبابنا في الأحياء الشعبية مؤخرا عاد الأولياء مرة أخرى إلى التفكير في الاستنجاد بدور الكشافة الإسلامية الجزائرية من اجل إدراج أبنائهم في تلك المنظومة التي تهدف إلى تربية الأجيال وتقويم سلوكهم. اتخذت انحرافات الشبان والمراهقين أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة وما أحداث الشغب والتخريب التي خاضها هؤلاء مؤخرا بذريعة غلاء المواد الاستهلاكية الأساسية إلا دليل على ذلك، وقد ازداد تخوف الأولياء من انحراف أبنائهم وافتقدوا السبل التي من شانها أن تبعد أبناءهم عن ذلك المصير المجهول والانزلاقات الخطيرة، ولو حللنا الوضع لوجدنا أن تلك الإفرازات هي نتيجة سلبية لتناسي الأسرة دورها في تربية الطفل وتنشئته تنشئة سليمة، خاصة وان العديد من الأولياء افتقدوا إلى السبل والحلول التي من شانها أن تقوِّم سلوك الطفل منذ الصغر، وما الابتعاد عن إدراج الأطفال ببعض المؤسسات التربوية على غرار الكشافة الإسلامية ودور الثقافة إلا دليل عن تغاضي الأسرة عن دورها الفعال في تربية الطفل. لاسيما وان الكشافة الإسلامية كانت في السابق من بين السبل التي تلجأ إليها الأسر لتقويم سلوك الطفل وتنشئته تنشئة صالحة، بإدراج الأبناء في صفوفها، إلا أن الأولياء تغاضوا عن ذلك الحل مما أدى إلى اعوجاج سلوكات الأطفال بعد أن كان مصيرهم الشارع الذي لا يرحم ولا يجد فيه الطفل إلا رفقاء السوء وشتى أنواع الانحرافات الأخرى. المواطنون أكدوا لنا ابتعاد العديد من الأسر عن البحث عن أنجع السبل لتقويم سلوكات أبنائها وزرع بذرة الإيمان وحب الوطن في قلوبهم، ذلك ما أدى إلى العديد من الانعكاسات السلبية التي نحصد نتائجها الآن بعد كثرة الانحرافات التي نراها هنا وهناك. يقول السيد مصطفى: بالفعل لم تعد الأسر تفكر إلا في هموم العيش وتناست بذلك تربية الأبناء والمحافظة عليهم، فأين هي اليوم الأسرة التي تبحث عن إدراج ابنها أو ابنتها بصفوف الكشافة الإسلامية أو بأحد دور الثقافة؟ حتى وان وجدت فهي تعد على الأصابع مما أدى إلى فساد الأخلاق، فهم بالكاد يدرجونهم بالمدارس ويتناسون حتى رقابتهم المستمرة مما يؤدي إلى انحلالهم وفساد أخلاقهم ما ينعكس سلبا على المجتمع، وما مجريات الأحداث التي وقعت مؤخرا إلا دليل على الانحلال الذي مس شبابنا في ظل غياب أسس التربية السليمة والسلوك القويم. أما السيدة عزيزة قالت أن للكشافة الإسلامية دورا كبيرا في تنشئة الأجيال وأضافت أن لها ابنين أدرجتهما منذ الصغر في صفوف الكشافة الإسلامية وهما الآن إطاران في الوظيف العمومي، ولم تجد أي إشكال معهما في كافة مراحلهما العمرية بالنظر إلى ما تلقياه من تعاليم الدين والتربية السليمة في صفوف الكشافة الإسلامية، وحثت جميع الأولياء على انتهاج ذلك السبيل الذي يلعب دور هام في تقويم سلوك الطفل وتنشئة الأجيال الصالحة.