بقلم: أحمد خليفة قدوري* (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). النساء ألآية 1 يقول سبحانه وتعالى: (وخلقناكم من ذكر وأنثى ......) وخلق سبحانه وتعالى من كل شيء زوجين فخلق المرأة والرجل وجعل منهم شعوبا وقبائل وهو القائل (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ....) ويقول عز من قائل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ....) وفرق سبحانه وتعالى بين الجنسين جنس الجن وجنس الإنس ولكنه لم يفرق بين الرجل والمرأة فكلاهما من جنس واحد هو الإنس (الإنسان) وفي كل الآيات يخاطب سبحانه وتعالى الرجل والمرأة على السواء (بالإنسان) ولم يعط صفة الإنسان للرجل دون المرأة. الكثير ممن يرى في المرأة أنها تمثل النصف الآخر كما يتشدق بها البعض لماذا لا نقول بأن الرجل يمثل النصف الآخر ؟ وفي كلتا الحالتين فليس هناك نصف آخر بل خلق الله الإنسان من ذكر وأنثى ليعمر في الدنيا وكما قال سبحانه وتعالى (وما خلقناكم في الأرض عبثا) إذا المرأة ليست بالنصف بل هي كيان كامل يسمى (الإنسان) كما يسمى الرجل بهذا الاسم. فالمرأة ليست سلعة لتصنف أو تباع وتشترى المرأة أشرف وأنبل إذا سارت في الطريق الصحيح والسليم وعيب المرأة هو عيب الرجل إذا اعتنت الأسرة بتربيتها وبتربيته دينيا وخلقيا يكون وتكون عنصرا صالحا في المجتمع وخصوصا المرأة فهي صانعة المجتمع وقد قال فيها الشاعر: الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فهي الأم وهي الأخت وهي الزوجة هي مكونة المجتمع هي اللبنة التي يتأسس عليها بناء المجتمع فإن صلحت صلح وإن فسدت فسد. يجب المحافظة على هذا العنصر الحساس والذي أوصنا به نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم إذ قال (أوصيكم بالنساء خيرا). غير أننا نسمع نقيق ونهيق بعض الأصوات المنادية بتحرير المرأة وإعطائها حقوقها من صاحب الحق الذي يعطي الحق ؟ لا تغلطوا فهو الحق سبحانه وتعالى الذي يعطي الحق وقد جعل الحق أحد أسمائه الحسنى فهل تجد المرأة أو حتى الرجل حقوقا أحسن من التي أعطاها الله للإنسان كما أوجب عليه فرائض يقوم بها. أقول لمثل هؤلاء إذا صنفتم المرأة في صنف (الإنسان) فهي والرجل تحكمهما حقوقا واحدة هي: (حقوق الإنسان) الحقوق الوضعية التي تبنيتموها وفضلتموها على الحقوق والواجبات التي فرضها الله وشرعه القيم المستقيم. هذا الإنسان الذي كرمه سبحانه وتعالى بقوله: (وكرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر.......) وأرسل الأنبياء والرسل من أجل هذا الإنسان وجعل له شرعة ومنهاجا يسير عليه في حياته مادام حيا. إن حقوق الإنسان الإنسان التي ينادي بها الغرب وأتباعه (الإمعة) يجب أن لا تكون هذه الحقوق مطية لقتل الأبرياء في كل من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا و....هذه الحروب التي صنعها دعاة (حقوق الإنسان). خطط شيطانية إن الاهتمام الكبير الذي توليه دول الغرب بمسألة حقوق المرأة يدخل في إطار إستراتيجية صهيونية محكمة يراد من ورائها تفتيت تركيبة المجتمع المتماسك بالعقيدة الإسلامية ووجدوا أن مفتاح الدخول إلى هذه المجتمعات الإسلامية إلا عن طريق المرأة فاخترعوا لها حقوقا وفصلوها عن الرجل وخلقوا لدى المسلمين مجتمعين المجتمع النسوي ومجتمع الرجال بين قوسين حتى أصبح في مجتمعنا من ترفعن أصواتهن للمطالبة بحقوق المرأة وأي حقوق؟ لقد تجاوزن حدود الشرع وحدود الأخلاق بحجة التقدم والتطور. الشيء الغريب في أوطاننا أن السلطات سارت في هذا الركب أو وقعت في هذا المطب وأصبحت تنادي هي الأخرى بحقوق المرأة حتى وصل الحال إلى توظيف المرأة على حساب الرجل فنسبة البطالة تحسب على الرجل ونسبة التوظيف تحسب للمرأة (هناك حرائر لم يرضين بهذا وهن أغلبية نساء الجزائر). الشيء الأغرب سكوت العلماء والدعاة والإعلام بأنواعه والمجتمع المدني نساء ورجال شيوخ وشباب إلا بعض الحديث المحتشم وكأن صاحبه يقترف في ذنب أو أتى أمرا محرم شرعا. يجب على المرأة أن تعلم أين حقوقها ؟ هل هي في ما شرع الله أم في ما يشرعه الغرب وبني صهيون. يجب على المرأة أن تعلم أن شرفها ونبلها وكرامتها لا توجد في غير ما شرعه الله لها. على المرأة أن تعلم بأنها أصبحت أداة يساوم بها وأنه لم يرد لها خيرا بهذه الحقوق المفتعلة والتي تخفي وراءها أمورا كثيرة هدامة. على المرأة أن تعلم بأنها أن سارت في هذا الطريق فلن نحصد إلا التعاسة وتكون بذلك قد ضيعت أو ساهمت في تضييع مجتمع كان من المفروض أن يكون أحسن. فلتعلم المرأة التي اختاروا لها التسييس ليس حبا وإنما لحاجة يريدون قضاءها وفي الأخير تجد نفسها في التعسعيس دون السياسة والتسييس.