ضحايا القصف والحصار يستغيثون ! ** تتواصل مأساة العراقيين وتتضاعف بشكل متسارع في سنوات عجاف دامية أغرقت البلاد والعباد في دوامة الموت المعلن فبين الموت تحت قصف الإخوة والأعداء وبين الموت تحت ضغط الأمعاء الخاوية فإن النتيجة واحدة مأساة بأبشع التفاصيل ونداءات استغاثة تعجز عن الوصول إلى أمة الإسلام ! ق. د/وكالات حذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية تتهدد مدينة الفلوجة المحاصرة في محافظة الأنبار وطالبت الحكومة العراقية بفك الحصار عنها وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين العالقين في المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. فقد قالت ممثلة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في العراق ليز غراندي إن الوضع في مدينة الفلوجة (مقلق ومعقد للغاية) بسبب استمرار حصار المدينة الذي يحول دون وصول المواد الغذائية إلى الأهالي. من جهتها قالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في العراق كاترينا ريتز إن الأوضاع في الفلوجة بدأت تشكل مصدر قلق وإن الحاجة إلى إيصال مساعدات للأهالي أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى. وأضافت ريتز أن الحاجة ملحة لإيصال المساعدات إلى الأهالي هناك كما دعت جميع الأطراف -وفي مقدمتها الحكومة- إلى العمل على توفير أجواء آمنة تمكن من إغاثة الأهالي المحاصرين. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد دعت الحكومة العراقية إلى السماح عاجلا بدخول المساعدات لمدينة الفلوجة التي قالت إن سكانها المحاصرين (يتضورون جوعا) وتهددهم كوارث. وأشار جو ستورك نائب رئيس المنظمة في الشرق الأوسط إلى أن سكان الفلوجة عالقون بسبب تنظيم الدولة ومحاصرون من خارجها من قبل الحكومة وهم يعانون من الجوع. وأضاف (على الأطراف المتحاربة تأمين وصول المساعدات إلى السكان المدنيين). ونقلت المنظمة عن ناشطين عراقيين على اتصال مع سكان الفلوجة قالوا إن (السكان بدؤوا يتناولون الخبز من طحين مصنع من نوى التمر ويطبخون حساء من العشب). وقال أحد السكان إن كيسا من الطحين يزن خمسين كيلوغراما يباع بسعر 750 دولارا وكيس سكر بخمسمئة دولار بينما في بغداد -على بعد سبعين كيلومترا شرقا- تباع هذه الكمية من الدقيق ب15 دولارا والسكر بأربعين دولارا. بدوره ذكر برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي أنه (يشعر بالقلق إزاء حالة الأمن الغذائي في الفلوجة المحاصرة مع عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق). يذكر أن الحكومة العراقية -بدعم من مليشيات الحشد الشعبي- تفرض حصارا شاملا على الفلوجة بحجة قطع طرق الإمداد عن تنظيم الدولة الذي يسيطر على المدينة منذ 2014. المجازر متواصلة قُتل وأصيب حوالى 60 عراقياً أمس الجمعة بقصف جوي ومدفعي عراقي على سوق شعبي ومجمع طبي في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق. وقال مصدر طبي محلي (إنّ 10 أشخاص على الأقل قتلوا بينما أصيب أكثر من 30 آخرين بقصف جوي ومدفعي عراقي على (سوق الجمعة) الشعبي المكتظ بالمدنيين وسط الفلوجة. وبحسب المصدر فقد تناثرت أشلاء القتلى في أماكن متفرقة من السوق بسبب شدّة القصف مبيناً أنّ مستشفى الفلوجة استقبل 6 قتلى وأكثر من 15 جريحاً) نتيجة للقصف الجوي والصاروخي الذي استهدف مجمع العيادة الشعبية الطبي وسط الفلوجة. ورجح أن تشهد المدينة كارثة إنسانية جديدة نتيجة للمجزرة الجديدة التي تعرض لها أبناؤها على يد القوات العراقية. ولفت المصدر الطبي إلى احتمال ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود حالات حرجة ضمن الجرحى فضلاً عن عدم توفر الدواء اللازم. إلى ذلك استنجد عضو مجلس أعيان الفلوجة محمد خلف الجميلي بالدول العربية ومجلس الأمن ومنظمة الأممالمتحدة وجمعيات حقوق الإنسان وكل شرفاء العالم لتخليص مدينة الفلوجة من (عمليات الإبادة الجماعية التي تتعرض إليها على يد القوات العراقية). واعتبر الجميلي ل(العربي الجديد) أنّ (صمت الحكومة العراقية وأعضاء البرلمان عن المجازر المتكررة التي تحدث في المدينة يشير إلى اشتراكهم فيها بشكل مباشر أو غير مباشر). ودعا الجميلي إلى (فرض حظر للطيران العراقي فوق مدينة الفلوجة واستقدام قوات عربية لحمايتها من بطش الجيش ومليشيات الحشد الشعبي التي حصدت بقصفها اليومي وحصارها أرواح الآلاف من سكان الفلوجة الأبرياء). وتأتي مجزرة أمس بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة مشابهة ذهب ضحيتها 20 عراقياً بقصف جوي عراقي على مدينة الفلوجة. وقال مصدر قبلي محلي في وقت سابق إن خمسة عراقيين بينهم طفلان وامرأة قتلوا وأصيب 16 آخرون بقصف للطيران العراقي على قرية الحصي جنوبي الفلوجة.