هزت 3 تفجيرات انتحارية مساء الثلاثاء مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول تلاها إطلاق نار، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وعلقت جميع الرحلات في المطار. وأكد مسؤولون أتراك أن 3 انتحاريين أطلقو النار قبل أن يفجروا أنفسهم في أكبر مطارات تركيا التي تعيش تحت صدمة قوية. وقال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم للصحفيين في موقع الهجوم إنه "وفقا للمعلومات الأخيرة، قتل 36 شخصا" وجرح 147 آخرين، لافتا إلى أن "الأدلة تشير إلى داعش". وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن 3 انتحاريين أطلقو النار في الهجوم على المطار الثلاثاء قبل أن يفجروا أنفسهم. وذكر يلدريم للصحفيين في المطار أنه يوجد أجانب على الأرجح بين القتلى. من جهته أفاد الموقع الإلكتروني لقناة "خبر 7" بأن عد ضحايا الهجمات الانتحارية في المطار ارتفع إلى 43 شخصا، حددت هوية 39 منهم، نقلا عن مكتب الطب الشرعي. بدورها ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" نقلا عن مسؤول تركي رفيع المستوى صباح الأربعاء، أن حصيلة الهجوم على مطار اسطنبول قد بلغت خمسين قتيلا وعشرات الجرحى. وأبلغ مصدر أمني تركي، وكالة "سبوتنيك"، بأن 3 مسلحين هم من نفذوا الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي، مشيرا إلى أن اثنين من منفذي التفجير أجنبيان والثالث تركي. ولم تستبعد السلطات التركية أن يكون منفذو الهجوم الإرهابي على مطار إسطنبول الأجانب، وفق ما ذكرت وكالة "دوغان" التركية. وذكرت الوكالة أن المحققين لم يتوصلوا بعد إلى أسماء وجنسيات الانتحاريين، ولكن المحققين يشتبهون بأنهم كانوا من الرعايا الأجانب، مشيرة إلى أن مكتب المدعي العام باشر التحقق من تسجيلات كاميرات المراقبة في المطار لمعرفة ما إذا كان للإرهابيين متواطئون أوأفراد ساعدوهم في مراقبة المطار. وصرح والي إسطنبول واصب شاهين للصحفيين عند مدخل مطار أتاتورك، أن الهجمات الانتحارية، استهدفت صالة استقبال المسافرين القادمين من صالة الخطوط الخارجية في المطار. من جهته روى شاهد عيان كان في صالة استقبال المسافرين القادمين ينتظر ضيفا عندما وقع الهجوم ماحدث قائلا: "وقع انفجار هائل.. صوته مرتفع للغاية وسقط السقف. كان الوضع داخل المطار مروعا والأضرار كبيرة." بدورها قالت امرأة كانت في إدارة فحص جوازات السفر بعد أن وصلت لتوها من ألمانيا إنها ألقت بنفسها على الأرض مع سماع دوي الانفجار. وأضافت المرأة من خارج المطار: "بدأ الجميع في الفرار. كان المكان مغطى بالدماء والأشلاء. شاهدت آثار طلقات النار على الأبواب." وأفاد شهود عيان أيضا بأنهم سمعوا إطلاق نار قبل وقوع الهجمات بفترة وجيزة، وذكر سائح أجنبي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يطلق النار بشكل عشوائي على صالة المطار. وقال السائح وهو جنوب أفريقي كان في طريق عودته إلى كيب تاون مع زوجته: "جئنا إلى صالة المغادرة وشاهدنا الرجل وهو يطلق النار بشكل عشوائي. كان يطلق النار على أي شخص أمامه. كان يرتدي ملابس سوداء.. كنت على بعد 50 مترا منه." وأضاف: " تحصنا خلف طاولة لكنني وقفت لمشاهدته. وقع انفجاران بعد فترة وجيزة من انفجار آخر. بعد ذلك توقف عن إطلاق النار." وتابع قائلا: "استدار وبدأ يأتي نحونا. كان يحمل بندقية داخل سترته. كان ينظر حوله بقلق ليرى ما إذا كان أي شخص سيوقفه ثم نزل في المصعد... سمعنا مزيدا من إطلاق النار ثم سمعنا انفجارا وبعدها انتهى الأمر." وقال مسؤول في الخطوط الجوية التركية إن السلطات علقت إقلاع الرحلات من المطار حتى الساعة الثامنة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش) ونقل المسافرون إلى فنادق، وكان مسؤول في المطار قال إن بعض الرحلات حولت إلى مطارات أخرى. ويعد مطار أتاتورك أكبر مطارات تركيا ويمثل مركزا رئيسا للرحلات الدولية ويقع في الجزء الأوروبي من إسطنبول، وهو من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، ويوجد مطار ثان في الجزء الآسيوي من المدينة التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة.