قال أن استرجاع الممتلكات الشاغرة عقب الاستقلال مشروع ** بوتفليقة يحث الشباب على العمل.. ويطمئن الجزائريين -- نسف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أوهام الأقدام السوداء ووضع حدا ل أحلامهم البائسة حين أكد أن استرجاع الجزائر للممتلكات الشاغرة عقب الاستقلال كان إجراء مشروعا جاء في سياق ما فعله المستعمر الفرنسي بممتلكات الشعب الجزائري حيث أصبح جزء لا رجعة فيه من تشريع الدولة . وصنع حديث الرئيس عن ما يُعرف بقضية الأقدام السوداء في رسالته التي وجهها إلى الأمة بمناسبة إحياء الذكرى ال54 للاستقلال والعيد الوطني للشباب الحدث داخل الجزائر وخارجها حيث ذكر رئيس الدولة بأن الجزائر اتخذت في سياق سيادتها الوطنية إجراءات مشروعة لاسترجاع ضمن ملكية الدولة الممتلكات الفردية والجماعية التي أصبحت شاغرة غداة الاستقلال . وأضاف بأن هذا الإجراء جاء في سياق ما فعله المستعمر الغاشم في الأربعينيات من القرن الماضي بممتلكات أبناء بلادنا إجراء أصبح كذلك جزء لا رجعة فيه من تشريع دولتنا المعاصرة . كما أشار رئيس الجمهورية في سياق ذي صلة إلى أن أولوية السيادة الوطنية سرعان ما تجسدت من خلال قرارات تاريخية متعاقبة شملت الأراضي الفلاحية والموارد المنجمية والمنظومة المالية المحلية إلى جانب تخليص البلاد تدريجيا من الوجود العسكري الأجنبي . بوتفليقة يدعو الشباب إلى السمو فوق النعرات السياسية والإيديولوجية دعا رئيس الجمهورية الشباب الجزائري إلى تحقيق وثبة سلمية وخيرة من أجل كسب معركة التنمية التي تسمو فوق النعرات السياسية والإيديولوجية من أي نوع كانت. وتوجه رئيس الجمهورية إلى هذه الفئة مخاطبا إياها بالقول بالرغم من نقائص لا تنكر منحتكم الجزائر أنتم شبابها تعليما وبيئة اجتماعية كريمة و ها هي اليوم تضع بين أيديكم مكسباتها وثرواتها التي يتعين عليكم تثميرها بالقدر الأوفى . وشدد الرئيس بوتفليقة على أن الجزائر تعول على عبقرية وعلم وعرق وسواعد شبابها كما أنها تأمل في الاستفادة من آرائهم التي سيدلون بها في إطار المجلس الأعلى للشباب الذي سيتم تنصيبه قريبا . وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: إن هذا النداء الذي أتوجه به إليكم أيها الشباب نداء ليس فيه من الأبوية شيء إنه نداء صادر من واحد من الذين يكبرونكم سنا واحد نذر شبابه وكل حياته لخدمة هذا الوطن. إنه نداء يدعوكم في هذا العيد الوطني للاستقلال والشباب إلى الاقتداء بالأمجاد من أسلافكم وأعني بهم المجاهدين الأخيار والشهداء . وفي سياق ذي صلة دعا رئيس الجمهورية القائمين على المنظومة التعليمية وجموع الباحثين والمثقفين إلى مضاعفة الجهود من أجل تلقين التاريخ الوطني والتعريف به أكثر لا سيما ما تعلق منه بتاريخ استرجاع السيادة الوطنية حيث شدد على أنه يتعين على الشباب الجزائري أن لا ينسى ما تكبده الشعب من ويلات طوال 132 سنة من الاستعمار. كما ذكر بأن الاحتفال بهاته المناسبة المزدوجة يعد فرصة مواتية ل مراجعة ما فات واستشراف ما هو آت فالرجوع إلى الماضي بمثابة واجب تذكر لا بد من الوفاء به لكي لا ينسى شعبنا على مر أجياله المتعاقبة ثمن استقلاله وحريته . وقال في هذا الصدد: علينا أن نجعل أبناءنا على علم بممارسات الغطرسة الهمجية التي طالت أسلافهم كلما حاولوا كسر قيود الاستعمار وقد بلغت حد نفي الآلاف منهم إلى ما وراء المحيطات . كما أكد أيضا على أنه من الواجب إطلاع الأجيال الصاعدة على التجنيد القسري الذي طال الجزائريين آنذاك في صفوف قوات المحتل في كل الحروب التي خاضها وكذا المجازر التي ارتكبت في حق ذويهم بالجزائر في 8 ماي 1945 في حين كان العالم بأسره يحتفل بالانتصار على النازية. وقال بهذا الخصوص إن الاضطلاع بواجب التذكر يعني أيضا فيما يعني الاعتزاز بملحمة ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة مشددا في هذا الصدد على استثنائية الثورة التحريرية من حيث الثمن الباهض الذي قدمه الشعب الجزائري وكذا بالنظر إلى كونها كانت باعثا لحركة التحرر في شتى البلدان الإفريقية. الرئيس يطمئن الجزائريين بخصوص الأزمة المالية أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه يحق للجزائر أن تأمل بطمأنينة وتفاؤل في خروجها من الأزمة المالية الحالية. وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالته يحق لبلادنا أن تأمل بطمأنينة وتفاؤل في خروجها من الأزمة المالية الحالية مؤكدا أن هذه الطمأنينة في متناول الجزائر بفضل الحوار والتشاور بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين بالإضافة إلى التمسك بالعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني. وقال رئيس الجمهورية في هذا الخصوص الطمأنينة في متناولنا بفضل ما دأبنا عليه من حوار وتشاور بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين مضيفا إن الطمأنينة هذه هي في متناولنا كذلك بحكم تمسكنا بالعدالة الاجتماعية وبالتضامن الوطني هذا الذي بات يستدعي منا أن نتناوله بما وجب من الترشيد . ويرى السيد بوتفليقة أن هذه الطمأنينة ستعم على أوسع نطاق إن قبل الفاعلون السياسيون في البلاد الإدلاء بدلوهم في النقاش وفي اقتراح الحلول باعتبار أن الرهان ليس السلطة ولا المعارضة وإنما هو المصير الاقتصادي للبلاد ومصير الساكنة برمتها . كما أكد رئيس الجمهورية أن التفاؤل يبقى مشروعا في تجاوز الأزمة المالية الراهنة وذلك بالنظر إلى ما تملكه بلادنا من مكسبات وفيرة . الأزمة الراهنة هذه قد تتحول إلى فرصة قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية ليست قدرا على بلد في حد ذاته ولا نتيجة لخلل اعترى منهاج الجزائر الداخلي. وأضاف الرئيس بوتفليقة قائلا: ليست الأزمة الاقتصادية والمالية قدرا على بلد في حد ذاته في كنف اقتصاد عالمي معولم. إن التعاطي مع هذه الأزمة هو الذي يختلف من بلد إلى آخر وفقا لما يبلغه من تعبئة وتوافق داخلي . وأوضح بوتفليقة أن البلاد تواجه اليوم تذبذبات شديدة في أسعارالمحروقات المورد الذي ما زال له وزنه في اقتصادنا وتنميتنا شأننا في ذلك شأن العديد من البلدان المنتجة لهذه المادة الأولية . وأكد في هذا السياق أن هذه الصدمة ليست ناتجة عن خلل اعترى منهاجنا الداخلي مذكرا بالقرارات الوطنية الاحترازية التي تم اتخاذها قبل بضع سنوات لا سيما قرار التسديد المسبق لمعظم المديونية الخارجية بما فيها العسكرية مما ساعد على القيام بقفزة نوعية في تحيين طاقات ومعدات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني . كما تقرر-يضيف رئيس الجمهورية- الكف عن اللجوء إلى القروض الخارجية وانتهاج الحذر في تسيير احتياطنا من الصرف مما مكننا من أن نكون اليوم قادرين على مقاومة الأزمة المالية ومن أن نعتمد بكل سيادة ما تستلزمه من التصحيحات واضعين في الحسبان واقعنا ووفاءنا لخياراتنا الاجتماعية الأساسية . ويرى رئيس الجمهورية أن الأزمة الراهنة هذه قد تتحول إلى فرصة لتعجيل وثبتنا الجماعية لكي نقلع عن إدماننا الريع ونتخلص من التثبيط البيروقراطي للعزائم ونعيد الاعتبار لفضائل العمل الذي يقدسه ديننا الحنيف وتفرضه التنمية . وأضاف قائلا في الميادين هذه جميعها نشهد التحول ماثلا للعيان كما يؤكده تسارع الإصلاحات والتوافق المتنامي من أجل ترشيد نموذجنا الاجتماعي ووتيرة تحقيق النتائج الملموسة في التنمية الاقتصادية من دون المحروقات . وأكد رئيس الجمهورية بأن هذه التحولات ستتعزز لا محالة في إطار النموذج الجديد للنمو والتنمية الذي أجمعت عليه الحكومة وشركاؤها الاقتصاديون والاجتماعيون و بفضل العقد الاقتصادي والاجتماعي الذي جددت الثلاثية قبل أيام تمسكها به . واستدل السيد بوتفليقة- في هذا السياق- بالقاعدة الصناعية التي شهدت تطورا في السنوات الأخيرة قائلا ستشهد قاعدتنا الصناعية التي لا يستهان بها توسعا لأن سوقنا الداخلية تقتضي ذلك ولأن حاجاتنا من التصدير تتطلب ذلك مع العلم أن مواردنا المنجمية القابلة للتحويل والتثمين معتبرة وأن ما يتوفر لدينا من الطاقات المتجددة يبعث على التفاؤل . ومن جانبه-يضيف رئيس الجمهورية- مازال اقتصاد الخدمات حقلا تنتظر الاستغلال سواء أتعلق الأمر بمجال السياحة أم بمجال الاقتصاد الرقمي المتنامي في حين تنتظر القدرات الفلاحية الاستصلاح وتتطلب التحديث حتى تستجيب للطلب المحلي وتدر موارد خارجية جديدة عن طريق التصدير . ومن جهة أخرى أبرز السيد بوتفليقة الإنجازات التي تم تحقيقها عن طريق مجهودات الدولة لبعث مسار التنمية الاقتصادية وهو ما جعل من الجزائر ورشة مترامية الأطراف سمحت بتقليص البطالة التي كانت تنخر المجتمع قبل عقدين من الزمن . كما شهدت المنشآت القاعدية تطورا كبيرا عبر التراب الوطني معززة بذلك الأسس لطفرة اقتصادية قوامها التنويع والتنافسية حسب ذات المصدر. وأوضح رئيس الجمهورية أن الإنفاق العمومي كان خلال السنوات الماضية محرك النمو من دون المحروقات ريثما يشتد عود الاقتصاد المتنوع أكثر فأكثر في الميدان بفعل ما تم من الإصلاحات وما بذل من أنواع الدعم الاقتصادي . وفي هذا الإطار استفادت المؤسسات المحلية العمومية منها والخاصة من حوافز جبائية ومالية هامة منها تخفيض فوائد القروض وإعادة جدولة الديون البنكية والجبائية . كما أشار أيضا إلى الفلاحة التي استفادت هي الأخرى من أشكال عديدة من الدعم بدأت الساكنة تلمس ثمارها من خلال عرض أوفر .