أوثق رابطة على وجه الأرض الأخوة في الإسلام عبادة وطاعة ومجلبة لرضوان الله الشيخ: قسول جلول أظهر الوضع العام في جميع الدول الإسلامية وما يعانيه من اضطرابات وفتن بأنه يعاني من فقدان أحد الجواهر الأساسية لبناء المجتمع وتزيينه وربطه برابطة الأخوة والتي بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل بناء الجامعات والمؤسسات والمعسكرات لأننا أساس كل بناء وزينة لكل مجتمع. إن الأخوة في الإسلام رابطة وثيقة تسمو على سائر العلاقات التي تربط بين الناس لكونها ليست محكومة بتراب أو جهة أو دم أو مصلحة دنيوية وإنما هي ركن من أركان المجتمع وقيمة من قيم الأخلاق. لذلك حرص الإسلام على تقوية تلك الرابطة فأسسها على العقيدة فكانت منحة إلهية لا يدرك قيمتها إلا من عرف كنهها ولا يشعر بحلاوتها إلا من ذاقها قال ابن المبارك: ألذ الأشياء مجالسة الإخوان وقد وصفها الله بالنعمة في قوله: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمَْ أعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِِ إخْوَانًا)_ سورة آل عمران الآية 103. وجعلها فريضة اجتماعية بين المؤمنين في قوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)_ سورة الحجرات الآية 10. وقد أكد الإسلام على تعزيز أواصر الإخاء لأن ذلك يقوي أركان المجتمع المسلم ويحفظ بنيانه واعتبر من خذلان المسلم لأخيه ذريعة إلى خذلان الإسلام والمسلمين. فضائل الأخوة جليلة وثمرات عديدة يحظى بها المتآخون في الله نذكر منها مغفرة الله عز وجل فهم يستحقون مغفرة الله: لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذه بيده تحاتت منهما ذنوبهما كما تنحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وغفر ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحر) [رواه مسلم ]. لأن هذه الحركة جالبة لكل خير دافعة لكل شر .....!!محبة الله لهم: - قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن رجلا زار أخا له في الله فأرصدالله له ملكا فقال: أين تريد؟ قال: أريد أن أزور أخي فلانا فقال: لحاجة لك عنده؟ قال: لا قال: لقرابة بينك وبينه؟ قال: لا قال: فبنعمة لك عنده؟ قال: لا قال: فبم؟ قال: أحبه في الله قال: فإن الله أرسلني إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة) [رواه مسلم]. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يقول: حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي) رواه أحمد يجازيهم الله تبارك وتعالى الجنة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضا أو زار أخا في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا) [رواه الترمذي ويضلهم الله في ظله يوم القيامة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله: ...ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا عليه...) [رواه البخاري]. وقال أيضا: (إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) [رواه مسلم]. يكرمهم الله بنور في وجوههم: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله لأناس ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله تعالى قالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله بينهم على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها والله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس) [رواه أبوداود] عن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح]. كما أنه لاتؤتي الأخوة في الإسلام بثمارها ولا تحقق مقاصدها إلا إذاكانت الأخوة خالصة لله تتنزه عن المصالح الشخصية الفانية وتتعلق بالمبادئ الثابتة وأن تقترن الأخوة بالإيمان الذي يمدها بالقوة وهو صمام أمانها ودوامها فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل. وأن تكون قائمة في السراء والضراء قال الإمام علي رضي الله عنه:إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك و من إذا ريب الزمان صدعك شتت فيه شمله ليجمعك كما أنه وردت أحاديث كثيرة تؤكد على حقوق الأخوة في الله منها:. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيءإذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) [رواه مسلم]. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشد حبا لصاحبه) أخرجه البخاري (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه مسلم. وحق المسلم على المسلم ست: (إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)رواه مسلم عن أبي هريرة. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولايخذله ولا يحقره التقوى ههنا بحسب امرئ من البشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله) رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه. (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى...) رواه البخاري (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) [رواه مسلم]. هذه الأحاديث والآيات الدالة على خلق الأخوة في الإسلام والداعية إليها ..وهي تعتبر قربى وعبادة ورضوان من الله والله يحب المحسنين !