أرجعه البعض إلى آثار الزلزال الذي ضرب المنطقة بلدية حمام ملوان تعيش ركودا سياحيا كبيرا هذه الصائفة تعرف بعض مناطق الوطن خلال هذه الأيام الصيفية تراجعا كبيرا في عدد السياح وهو حال بلدية حمام ملوان الحموية الواقعة شرق ولاية البليدة هذه الأخيرة تعرف تراجعا محسوسا في عدد الزوار مقارنة بالسنوات الفارطة. ق. م وهو ما يتجلى من خلال تسجيل نقص في الحركية التي عهدتها المنطقة خلال كل موسم صيف حيث يقصدها الزوار من كل حدب وصوب للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة ومياه وديانها المنعشة وينابيعها الحيوية الشافية للعديد من الأمراض كما ذاع صيتها منذ القدم. فباستثناء سكان البلديات المجاورة من ولايتي البليدة والجزائر العاصمة الشغوفين بطبيعة المنطقة الذين يقصدون المكان فإن الموسم السياحي الحالي يسجل ركودا وتراجعا ملحوظين حسب القائمين على البلدية. مخلفات الزلزال وأشغال التهيئة تشوه مدخل المنطقة وحسب بعض العارفين بالمنطقة فإن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه الوضعية انعكاسات الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة منذ صيف سنة 2013 وما نجم عنه من تضرر في البنايات والهياكل ومختلف المرافق التي شوهت مدخل المدينة إلى جانب كل من أشغال النفق الجارية عند مدخل المدينة التي تدفع بقاصدي المنطقة إلى اتخاذ طريق اجتنابي ضف إلى ذلك الأشغال المتعلقة بإنجاز مشروع التهيئة السياحية بالمنطقة الذي يعرف تأخرا بسبب عدم ترحيل زهاء 40 عائلة لا تزال تشغل المكان كما فسر رئيس البلدية في أحد تصريحاته لإحدى وسائل الإعلام. وبالرغم من المساعي الحثيثة لسلطات بلدية حمام ملوان ل(إنقاذ) الموسم الحالي من خلال منحها لتراخيص لفائدة الشباب لاستغلال ضفافي الوادي وتهيئته بمضلات شمسية وطاولات إلا أن المواطنين امتعضوا من استبدال البيوت القصبية التي كانت على ضفاف الوادي بمضلات شمسية يرون فيها أنها مكشوفة ولا تتماشى مع تقاليدهم الاجتماعية خاصة وأن قاصدي المنطقة أغلبهم من عائلات متحفظة. وأكد رئيس بلدية حمام ملون أن البلدية حرصت على توفير كل الظروف الملائمة لراحة مرتادي المنطقة مع توفير فضاءات لركن السيارات إلى جانب تحديد المحلات المخصصة لعرض التجارة التقليدية وتنظيمها عكس ما كانت عليه في السابق أين كانت تعرض على حواف الطرقات مما يعرقل حركة السير بالمدينة كما تم بالتنسيق مع جمعيات محلية الشروع في تنصيب الحاويات المخصصة لرمي الفضلات على ضفاف الأودية ووضع اللافتات التي تنبه إلى ضرورة احترام قوانين النظافة.
غياب الأنشطة الثقافية عامل آخر لتراجع السياح ومن أهم الأسباب التي ساهمت في تراجع السياحة بمنطقة حمام ملوان غياب النشاطات الثقافية بالمنطقة التي ألفت على احتضانها بلدية حمام ملوان السياحية كل موسم صيف مازاد الوضعية تدهورا على غرار الصالون الوطني للصناعة التقليدية والحرف الذي كان يجمع الحرفيين من كل مناطق الوطن لإبراز تنوع المخزون التقليدي الذي تزخر به كل جهة من الوطن ومهارات الحرفيين على غرار الخزف والفخار والسلالة والنقش على الخشب التي كانت عادة تجلب الكثير من الزوار. كما كانت البلدية خلال المواسم الفارط على موعد مع عدة نشاطات أخرى ساهمت في استقطاب العديد من الزوار من مختلف ولايات الوطن طلبا للراحة والاستجمام ولاقتناء منتوجاتها الطبيعية كمعرض العسل ومشتقاته الذي لم يتم إلى غاية منتصف شهر أوت الجاري تحديد تاريخ تنظيمه. والجدير بالذكر أن رئيس جمعية مربي النحل متيجة حمزاوي محمد قد أوضح في اتصال لوكالة الانباء الجزائرية أنه يجري اتصالات حثيثة مع مربي النحل لتنظيم هذا الحدث كما كانت عليه العادة بمنطقة حمام ملوان الجبلية سنويا غير أن ارتباطات هؤلاء بمواعيد مماثلة في ولايات أخرى يشكل حسبه عائقا. ويأمل ذات المتحدث في تنظيم هذه التظاهرة الوطنية مطلع سبتمبر المقبل خاصة وأن العديد من الزبائن اعتادوا على اقتناء العسل ومختلف مشتقاته من مربي النحل مباشرة.
الحمام المعدني لم يعد في متناول الجميع معروف أيضا عن بلدية حمام ملوان أنها موطن الحمام المعدني التاريخي العتيق الواقع في جبال المنطقة الذي ارتبط اسمه بأسطورة يتدوالها الجميع في كل الأراضي المتيجية حول تسمية وأصل اكتشافه وأول قبة بالحمام قبة سيدنا سليمان والصهريج الكبير الذي تصب فيه المياه المعدنية المتدفقة بحرارة تفوق الأربعين درجة. كما اشتهر الحمام وبالضبط (منبع البركة) الذي تخرج منه المياه الساخنة قبل أن تجري عبر الوادي الذي يأتي مصبه في المقطع الأزرق بزيارة العديد من المواطنين له طلبا في الشفاء من الأمراض المستعصية كداء المفاصل بجميع أنواعه وأمراض العظام والآلام العصبية المفصلية وكذا مختلف أمراض الدم وغيرها. غير أن الملاحظ منذ أن آل تسيير هذه المحطة إلى أحد الخواص تراجع عدد مرتاديها من ذوي الدخل المتوسط وأضحت حكرا على فئة معينة من المجتمع دون غيرها الأمر الذي تذمر له العديد ويأمل هؤلاء في أن تتماشى أسعار فندق المحطة المعدنية والقدرة الشرائية للمواطن البسيط.