بهدف مكافحة الإرهاب الجزائر تطالب باتفاقية دولية شاملة دعت الجزائر على لسان الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية حسن رابحي أمس الأربعاء بالعاصمة الأوزبكية طشقند إلى ضرورة إبرام (اتفاقية دولية شاملة) لمكافحة ظاهرة الإرهاب الدولي. وأوضح السيد رابحي في كلمة له بمناسبة الدورة ال43 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي أنه (بغض النظر عن التقدم الحاصل في مواجهة الإرهاب الدولي إلا أنه يتعين بذل المزيد من الجهد للتصدي لهذه الظاهرة من خلال إبرام اتفاقية دولية شاملة ضدها). وأضاف أن الجزائر (ما فتئت تنادي بهذا الأمر وكذا بالتنفيذ الفعلي للآليات الدولية والجهوية ومن بينها إتفاقية منظمة التعاون الإسلامي حول الإرهاب وكذلك الإستراتيجية العالمية للأمم المتحدة). وتابع قائلا بأن الجزائر (تبقى ملتزمة بتعهداتها على المستوى الثنائي والجهوي والدولي لترقية وتعزيز التعاون المتعدد الأشكال لدحر هذه الآفة) مشيرا الى أن الجزائر ترفض إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام أو أية ديانة أخرى حيث تظل هذه الظاهرة عدوا مشتركا مهما كانت عقائدنا الدينية وتوجهاتنا السياسية واختياراتنا الاجتماعية . وفي ذات السياق لاحظ السيد رابحي أن (تصاعد الإسلاموفوبيا في الدول الغربية قد أجّج التوترات على كل الأصعدة ووضع عوائق إضافية للتنوع والطابع المتعدد للثقافات داخل المجتمعات). واعتبر أن حرية التعبير تمثل العامل الأساسي لإضفاء الطابع المؤسسي للإسلاموفوبيا في الغرب حيث ساهمت بشكل كبير في زيادة فداحة هذه الظاهرة وكذا في التحكم والسيطرة على عقول الأشخاص في هذه الدول من خلال تشجيعهم على تطوير إرهاب الإسلام والمسلمين. وقال بأن استمرار مثل هذا السلوك والأفعال المعادية للمسلمين تمثل خرقا لحقوق الإنسان وتحد مستمر للقيم العالمية للتسامح والحوار والتعاون كما أنها تهدد استقرار المجتمعات المعنية بهذه السلوكات. وفي هذا الإطار دعا الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية إلى ضرورة أن تعمل المنظمة بالتنسيق مع المجموعة الدولية خاصة منظمة الأممالمتحدة على تحديد ووضع الإجراءات الضرورية الهادفة لمحاربة هذه الآفة المتنامية سياسيا وقانونيا وإعلاميا على كافة المستويات. من جهة أخرى تطرق السيد رابحي إلى وضع الجاليات الاسلامية في الدول غير العضوة في المنظمة لافتا إلى أنها (ما تزال تواجه أشكالا مختلفة من التمييز والتهميش من حيث فرص العمل والتعليم وفيما يتعلق أيضا بالوصول إلى الخدمات الأخرى). ولمواجهة هذا الوضع (المقلق) دعت الجزائر الدول الأعضاء إلى تقديم المساعدة اللازمة لهذه الجاليات لتجاوز هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بالإضافة إلى تحسيس القادة السياسيين والمؤسسات في الدول التي تحتضن أقليات مسلمة لحثها على إقامة حوار بين الثقافات المختلفة وترقية مبادرات عملية من شأنها خلق انسجام اجتماعي. كما تطرق السيد رابحي في كلمته إلى مختلف قضايا العالم الإسلامي من بينها القضية الفلسطينية التي -كما أوضح- (ما تزال تعترضها صعوبات جمة بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإسرائيلي واستمرار الاحتلال في عمليات التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي). وأمام هذه الوضعية الصعبة دعا السيد رابحي المجموعة الدولية وخاصة الأممالمتحدة إلى (تحمل مسؤولياتها بشكل كامل لحمل إسرائيل على وضع حد لسياساتها العدوانية والقمعية والوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه فلسطين). وأكد أن هذه الوضعية تستدعي من الأمة الإسلامية (المزيد من اليقظة والتجند للتصدي بحزم لسياسة البطش والغطرسة الإسرائيلية والوقوف أيضا ضد المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين بفضل اتخاذ جملة من القرارات العملية على المستوى السياسي والاقتصادي). ق. ح