ليلة الاثنين الثلاثاء ليلة دامية وحزينة، حيث شهدت في وقت زمني متقارب عمليات سكبت فيها دماء ومزقت فيها أشلاء، في تركيا عندما اغتال شاب السفير الروسي بأنقرة، وفي ألمانيا حين دهس شخص حشدا بشريا، ما أسفر عن العديد من القتلى، وكذلك في زيوريخ السويسرية. وخلال فترة زمنية متقاربة جدا، اهتزت أنقرةوبرلينوزيوريخ دفعة واحدة بعمليات دموية مختلفة من حيث أهدافها وطرق تنفيذها، فمثلا في تركيا لم يرف جفن شاب قيل إنه شرطي بالقوات الخاصة التركية وهو يصوب رصاص مسدسه في ظهر السفير الروسي الذي كان يلقي كلمة في معرض فني. وبدا الشاب هادئا ممسكا بيديه على مستوى صدره، وهو يقف وراء السفير الروسي، قبل أن يشهر مسدسا ويطلق رصاصات صوب ظهر الدبلوماسي، ليصرخ بعد ذلك بعبارات باللغة التركية تتضمن تكبيرا واحتجاجا على ما يقع في سوريا من مجازر إنسانية، حيث قال "هذا من أجل حلب وسورية". زمن قصير بعد حادثة اغتيال السفير الروسي بتركيا، عمد شخص إلى دهس حشد بشري في برلين الألمانية، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وجرح أزيد من خمسين آخرين، وهو الأمر الذي شكل صدمة بالنسبة للألمان، خاصة أن الكثيرين كانوا يتسوقون للتحضير لأعياد الميلاد. ورجحت الشرطة الألمانية أن يكون حادث الدهس عملا متعمدا؛ وذلك بحسب ما قال متحدث باسم الشرطة، مساء اليوم الاثنين، فيما راجت أخبار بمقتل السائق على يد الأمنيين الألمان، بينما أكدت مصادر أخرى أن الفاعل تم اعتقاله، فيما خلت شوارع برلين من الناس. وطالبت الشرطة الألمانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من المواطنين والسياح إخلاء الشوارع الرئيسية للمدينة، بعد واقعة دهس الحشد البشري قرب أحد الأسواق التي تضج بالحركة بسبب أعياد ميلاد المسيح، ودعت الجميع إلى التزام منازلهم، درء لأية عملية محتملة. وذهبت تحليلات وسائل إعلام ألمانية بمجرد عملية الدهس الدموية، إلى ترجيح أن يكون العمل إرهابيا متعمدا، وأن يكون فاعله مرتبطا بجماعات إسلامية متشددة، بدليل أنه اختار سوقا معروفا وسط برلين، يشهد رواجا خاصا ببيع مواد تتعلق بحفلات "أعياد ميلاد المسيح". وأما في سويسرا، فقد وقع إطلاق نار وقع قرب محطة السكك الحديدية في زيوريخ، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى، فيما أكدت متحدثة باسم شرطة زيوريخ أن عملية إطلاق النار وقعت وسط المدينة في تجمع للمسلمين، وذكرت وسائل الإعلام السويسرية بأن مطلق النار لا يزال فارا.