تحت شعار العنصرية والإسلاموفوبيا اليمين المتطرف يتأهب لرسم ملامح أوروبا الجديدة بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتخابات نوفمبر 2016 وتنصيبه رسميا الجمعة عبرت الأحزاب اليمينية الشعبوية الأوروبية عن حماسة كبيرة في وصولها للسلطة وذلك خلال اجتماعها الذي عقدته في ألمانيا وقبل الانتخابات التي ستشهدها عدة دول أوروبية يبدو الوضع مع صعود نجم ترامب بالنسبة لليمين الشعبوي في أوروبا: قوس قزح يميني يحمل معه بشارات رياح تهب بقوة نحو قيم ترفض التسامح وتؤكد الانغلاق وتعزز الخوف من الآخر. التقى زعماء أحزاب اليمين المتطرف في اوروبا وبمعنويات مرتفعة في اجتماع وصف بأنه قمة أوروبية مضادة تجسد طموح اليمين المتطرف قبل الانتخابات التشريعية في هولندا في مارس المقبل والانتخابات الرئاسية في فرنسا في إبريل ومايو والانتخابات التشريعية في ألمانيا نهاية سبتمبر من هذا العام. ففي ألمانيا يتقدم فيها حزب البديل من أجل ألمانيا على الساحة السياسية منذ وصول أكثر من مليون طالب لجوء في عام 2015 إثر قرار المستشارة أنغيلا ميركل استقبالهم في البلاد. وقالت فراوكه بيتري زعيمة حزب البديل الألماني إن ترامب أشار إلى مخرج من طريق مسدود وهذا ما يعتزم الشعبويون فعله بالنسبة لأوروبا. أما مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية الحزب اليميني المتطرف في فرنسا والتي تصدرت المؤتمر فبدت متفائلة أكثر من أي وقت مضى وقالت إن هذا الاجتماع سيرسم ملامح أوروبا الغد. واعتبرت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول ترامب إلى سدة الحكم هو بمثابة ضربة للأحزاب التي تقود دول الاتحاد الأوروبي. وقالت ماري لوبان إن بعض النقاط التي ذكرها ترامب في خطابه تظهر قواسم مشتركة مع ما يقوله أنصارها. أما خيرت فيلدرز الزعيم اليميني الشعبوي الهولندي المعروف بعدائه للإسلام فوصف هذه المرحلة بالربيع الوطني. بالمقابل خرج مئات المتظاهرين تلبية لدعوة أحزاب اليسار والنقابات في كوبلنز غربي المانيا احتجاجا على هذا اللقاء حيث عرض الناشطون صورا لقادة فاشيين هاتفين عبارات تندد بالفاشية والأهواء اليمينية المتطرفة. إلا أن هذه المظاهرات لن تستطيع الوقوف في طموح أحزاب اليمين المتطرف في تحقيق نتائج جيدة من خلال التركيز على مواضيع مشتركة بينها وهي الهجرة والإسلام والنخب وأوروبا مع خطاب مناهض للمؤسسات. الرقابة العنصرية في فرنسا في فرنسا تزحف العنصرية والكراهية بشكل غير مسبوق بحيث بات الشبان السود والعرب عرضة للتفتيش والرقابة 20 مرة أكثر من غيرهم في فرنسا بحسب دراسة أجراها معهد إيبسوس . وبيّنت الدراسة التي نشرت أول من أمس الجمعة أن 84 في المائة من المشاركين ذكروا أنهم لم يتعرضوا للتفتيش والتدقيق في هوياتهم خلال السنوات الخمس الأخيرة. ولفتت الدراسة التي باشر معهد إيبسوس بإجرائها مطلع عام 2016 إلى أن الشبان بين عمر 18 و25 عاماً والرجال السود والعرب هم الأكثر قلقاً من غيرهم حيال إجراءات الرقابة. وأشارت إلى أن 80 في المائة من الأشخاص الذي خضعوا للرقابة والتدقيق خلال السنوات الخمس الأخيرة هم عرب أو سود مقابل 16 في المائة لبقية المشاركين. وبالمقارنة مع العدد الإجمالي للسكان وباحتساب نسبة الملفات الشخصية التي خضعت للرقابة ومواصفاتها خلصت الدراسة إلى أن فئة السود والعرب هم المجموعة التي كانت أكثر عرضة للرصد والترقب بتكرار أكثر من خمس مرات خلال السنوات الخمس الماضية. وعلى الرغم من أن نسبة 80 في المائة من الأشخاص الذين استُطلعت آراؤهم ذكروا أنهم يثقون بجهاز الشرطة إلا أن الشبان السود والعرب أثبتوا أن علاقتهم مع الشرطة أكثر تدهوراً ويقابلهم حيال جهاز الأمن شعور بالتمييز. هذه الدراسة التي أجريت لصالح السياسي والحقوقي الفرنسي جاك توبون جاءت نتائجها لتؤكد رؤيته والتوصية التي رفعها عام 2012 لضمان التعامل المنصف مع الأشخاص المراقَبين الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا التمييز. من هنا رأى توبون أهمية ربط ما تظهره كاميرات مراقبة المشاة مع فحص الهوية في إطار قانون المساواة والمواطنة الذي أقره البرلمان الفرنسي في ديسمبر الماضي. وفي نوفمبر الماضي أيدت المحكمة العليا الأخطاء الكبرى التي نتجت عن التحقيقات والمراقبة انطلاقاً من المظهر الخارجي و سحنة الأفراد المستجوبين والمراقبين. يشار إلى أن توبون أصبح أحد المدافعين عن حقوق الإنسان منذ 2014 وشغل مناصب سياسية ووزارية في فرنسا.