الأزمة الليبية إشادة أممية بالدور الجزائري أشاد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بدور الجزائر وجهودها من أجل تحقيق تقدم على مسار التسوية للأزمة في ليبيا من خلال اعتمادها سياسة الحوار مع كافة الأطراف في هذا البلد ومساندتها للأمم المتحدة من أجل تحقيق تقدم في هذا الإطار. تصريحات كوبل جاءت بعد اجتماع جمعه أمس الاثنين بالعاصمة التونسية مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل والذي تناول كافة القضايا التي لها علاقة بحل الأزمة بليبيا والمشاورات الدائمة مع الأممالمتحدة في هذا الشأن وكذا الرؤى المشتركة لإحلال السلم والأمن بهذا البلد. وقال كوبلر (أنا ممتن جدا لدور الجزائر ومساندتها للأمم المتحدة من أجل تحقيق تقدم على مسار حل الأزمة بليبيا) مضيفا بقوله: إننا نعمل من أجل الشعب الليبي ولدينا مشاورات مستمرة منها الاجتماع الذي يعقد مرة كل شهر إلى جانب المحادثات الهاتفية حول سبل حل الأزمة. وأضاف المسؤول الأممي في تصريحه: (أقدر دور الجزائر في حوارها مع جميع الأطراف الليبية لزن أهم شيء هو أن يكون المسار ليبيا وليس خارجيا... وكما نعلم فإن كل الحلول المفروضة من الخارج حتى الآن هي حلول سيئة). وكان السيد مساهل أكد خلال تنشيطه مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزيري خارجية تونس خميس الجهيناوي ومصر سامح شكري على أن كل الأطراف الليبية معنية بالحوار وحيا الإرادة السياسية لدى كل القادة والمسؤولين الليبيين للوصول إلى حل توافقي ينهي الأزمة الليبية مؤكدا أن الهدف من العملية السياسية هو تأسيس مؤسسات ليبية قوية وعادلة. وقال مساهل إن (مستقبل ليبيا يهم الليبيين نحن مع حوار ليبي بعيدا عن أي ضغط) موضحا أن (عدم الاستقرار في ليبيا ووجود جماعات إرهابية والجريمة والمنظمة يشكل خطرا على بلداننا). واتفقت كل من الجزائروتونس ومصر خلال الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي احتضنته تونس على مدى يومين على ضرورة دفع الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين وكسر الجمود الحاصل حاليا مما لا يعتبر في صالح البلد بل سيعرضه إلى مزيد من الفوضى والاقتتال بل يتعدى خطره إلى دول الجوار. وبحضور الرئيس التونسي تم أمس التوقيع على إعلان وزاري يدعم التسوية الشاملة للأزمة الليبية ويؤكد الرفض القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤون ليبيا وأي حل عسكري للأزمة. وقد برزت خلال اجتماع تونس وبقوة وحدة الرؤى للدول الثلاث بشأن سبل الخروج بليبيا من أزمتها الراهنة وفي اقرب الآجال عبر إشراك كافة الأطراف وتحقيق الحل الليبي-الليبي والتمسك بالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة والاعتماد على قاعدة الاتفاق السياسي باعتباره إطارا مرجعيا. وقررت البلدان الثلاث مواصلة جهودها مع مختلف الأطراف لحل الأزمة الليبية ورفع مخرجات اجتماع تونس إلى رؤساء البلدان الثلاث قبل عقد قمة ثلاثية في الجزائر في وقت لاحق. وأعلن الوزير التونسي للخارجية خميس الجهيناوي أن البلدان الثلاثة ستبدأ سلسلة مشاورات في الفترة المقبلة تضم كل الأطراف الليبية الرئيسية دون أن يعطي مواعيد محددة لهذه اللقاءات. وكشف الوزير التونسي أن المشير خليفة حفتر (سيزور تونس قريبا وهو مرحب به مثل كل الأطراف الليبية حتى نساعدهم جميعا في تجاوز خلافاتهم). ولم يوضح الجهيناوي موعدا محددا لزيارة حفتر إلى بلاده. يشار إلى أن الإعلان الوزاري التونسي شدد على ضرورة مواصلة السعي لتحقيق المصالحة الشاملة دون إقصاء في إطار الحوار والتمسك بوحدة ليبيا مع التأكيد على ضرورة حل الأزمة الليبية من خلال الحوار بين الأطراف الليبية على قاعدة وحدة البلاد والحفاظ على جيشها. وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة محلية أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي استعداده لاستقبال حفتر في تونس وذلك في إطار المشاورات التي تجريها بلاده إلى جانب الجزائر ومصر من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية. وقال إنه (التقى العديد من الأطراف الليبية في تونس وان كل طرف ليبي له تأثير في المشهد السياسي). للتذكير أعلن الرئيس السبسي في بداية جانفي الماضي عن مبادرة ل(رأب الصدع) في ليبيا بالتنسيق مع الجزائر ومصر من أجل (الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة ونبذ الفرقة والإقصاء لبناء دولة ليبية ينعم فيها الشعب بالأمن والاستقرار).