قبل شهرين من اختيار الرئيس المقبل اتهامات الفساد تلاحق المرشحين لرئاسة فرنسا قبل نحو شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية تتخلل الحملة الانتخابية ملاحقات قضائية تستهدف مرشح اليمين فرانسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي وجه القضاء اتهاما لأحد المقربين منها. واختير ثلاثة قضاة للتحقيق في مسألة الوظائف التي يشتبه بأنها وهمية لزوجة فيون واثنين من أولاده الذين قد يكونون استفادوا من رواتب كمساعدين برلمانيين للمرشح اليميني مما زاد من الضغوط عليه. وأعلنت النيابة الوطنية المالية الجمعة الماضي أنها فتحت تحقيقا قضائيا في اختلاس أموال عامة وسوء استغلال أموال اجتماعية وتواطؤ وإخفاء جرائم وسوء استغلال نفوذ والإخلال بواجب إبلاغ السلطة العليا حول شفافية الحياة العامة . وبات بإمكان القضاة استدعاء المرشح فيون في أي لحظة لتوجيه اتهام إليه أو استدعائه كشاهد وسط تكهنات بأن تؤدي هذه الإجراءات إلى إضعاف فيون أكثر فأكثر مع تراجع شعبيته بشكل كبير في استطلاعات الرأي منذ بدء تداول هذه القضية. كما يستهدف القضاء مارين لوبان في شبهات حول وظائف وهمية لمساعدين في البرلمان الأوروبي. وبحسب مصادر إعلامية فإن الشرطة عثرت خلال مداهمتها مقر الجبهة الوطنية على مذكرة في كمبيوتر المسؤول المالي للحزب اليميني المتطرف توحي بوجود سعي على مستوى عال لإقامة نظام تمويل فعلي للحزب عبر البرلمان الأوروبي والمساعدين البرلمانيين . كما أفاد مصدر قضائي فرنسي بأن الاتهام وجه لفريديريك شاتيون المقرب من لوبان في إطار التحقيق في تمويل حملات انتخابية لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف خلال عامي 2014 و2015. وأوضح المصدر أن اتهاما وُجه لشاتيون في 15 فيفري الحالي بسوء استغلال أموال اجتماعية في إطار تحقيق قضائي فتح نهاية أكتوبر الماضي حول الانتخابات البلدية والأوروبية عام 2014 وانتخابات المقاطعات عام 2015. وشاتيون أحد أركان العاملين في مجال الاتصالات بالحزب عبر شركته ريوال كما أنه كان يترأس نقابة طلابية يمينية متطرفة. ويشتبه القضاة في أن شركة ريوال أعطت بشكل غير مباشر قرضا إلى حزب الجبهة الوطنية في حين أن الأشخاص المعنيين لا يحق لهم المساهمة في تمويل أحزاب سياسية حسب مصدر مقرب من التحقيق. ولا يبدو أن نتائج لوبان في الاستطلاعات تأثرت بهذه المسألة القضائية حتى أنها رفضت التجاوب مع استدعاء الشرطة لها مؤكدة أنها لن تفعل ذلك ما دامت الحملة الانتخابية قائمة. ولا تزال استطلاعات الرأي تعطي لوبان المركز الأول خلال الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 افريل المقبل أمام الوسطي إيمانويل ماكرون وفرانسوا فيون اللذين تتقارب نتيجتهما بشكل كبير. إلا أن الاستطلاعات نفسها تتوقع خسارة لوبان في الدورة الثانية في السابع من مايو/أيار سواء كانت أمام ماكرون أم فيون.