السؤال: هل عندما نريد أن نقول واحداً من الأذكار يجب أن نحرك الفم ؟ مثلا: عندما نريد دخول الحمام ونذكر الأذكار هل نحرك الفم أم نكتفي بالقول في العقل ؟ وكذلك عند النوم وأذكار الصباح ؟. الجواب: الحمد لله أولاً: ذِكر الله تعالى من أشرف أعمال المسلم ولا يقتصر الذِّكر على اللسان بل يكون الذِّكر بالقلب واللسان والجوارح. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: وإذا أطلق ذكر الله: شمل كل ما يقرِّب العبدَ إلى الله من عقيدة أو فكر أو عمل قلبي أو عمل بدني أو ثناء على الله أو تعلم علم نافع وتعليمه ونحو ذلك فكله ذكر لله تعالى. وقال الشيخ ابن عثيمين: وذكر الله يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح فالأصل: ذِكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم فالمدار على ذكر القلب لقوله تعالى: ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) الكهف/ 28 وذكر الله باللسان أو بالجوارح بدون ذكر القلب قاصر جدّاً كجسد بلا روح. وصفة الذِّكر بالقلب: التفكر في آيات الله ومحبته وتعظيمه والإنابة إليه والخوف منه والتوكل عليه وما إلى ذلك من أعمال القلوب. وأما ذكر الله باللسان: فهو النطق بكل قول يقرب إلى الله وأعلاه قول: لا إله إلا الله . وأما ذكر الله بالجوارح: فبكل فعل يقرب إلى الله كالقيام في الصلاة والركوع والسجود والجهاد والزكاة كلها ذكر لله لأنك عندما تفعلها تكون طائعاً لله وحينئذ تكون ذاكراً لله بهذا الفعل ولهذا قال الله تعالى: ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) العنكبوت/45 قال بعض العلماء: أي: لما تضمنته من ذكر الله أكبر وهذا أحد القولين في هذه الآية. ثانياً: والأذكار التي تقال باللسان كقراءة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل وأذكار الصباح والمساء والنوم ودخول الخلاء... وغيرها لا بد فيها من تحريك اللسان ولا يعد الإنسان قد قالها إلا إذا حرك بها لسانه نقل ابن رشد في البيان والتحصيل (1/490) عن الإمام مالك رحمه الله أنه سئل عن الذي يقرأ في الصلاة لا يُسْمِعُ أحداً ولا نفسَه ولا يحرك به لساناً. فقال: ليست هذه قراءة وإنما القراءة ما حرك له اللسان انتهى. وقال الكاساني في بدائع الصنائع (4/118): القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته. وكذا لو حلف لا يقرأ سورة من القرآن فنظر فيها وفهمها ولم يحرك لسانه لم يحنث انتهى. يعني لأنه لم يقرأ وإنما نظر فقط. ويدل على ذلك أيضاً: أن العلماء منعوا الجنب من قراءة القرآن باللسان وأجازوا له أن ينظر في المصحف ويقرأ القرآن بالقلب دون حركة اللسان. مما يدل على الفرق بين الأمرين وأن عدم تحريك اللسان لا يعد قراءة. وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يجب تحريك اللسان بالقرآن في الصلاة ؟ أو يكفي بالقلب ؟ فأجاب: القراءة لابد أن تكون باللسان فإذا قرأ الإنسان بقلبه في الصلاة فإن ذلك لا يجزئه وكذلك أيضاً سائر الأذكار لا تجزئ بالقلب بل لابد أن يحرك الإنسان بها لسانه وشفتيه لأنها أقوال ولا تتحقق إلا بتحريك اللسان والشفتين انتهى. مجموع فتاوى ابن عثيمين (13/156). والله أعلم. من موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ المنجد