حقّق ريال مدريد فوزا عريضا على ضيفه مالاغا (7-صفر) يوم الخميس في ختام منافسات المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم· وبهذا الفوز رفع النّادي الملكي رصيده إلى 64 نقطة معزّزا بها موقعه في المركز الثاني بجدول الترتيب، ومبقيا على فارق السبع نقاط بينه وبين المتصدّر برشلونة الذي انتزع يوم الأربعاء انتصارا ثمينا أمام فالنسيا (1-صفر) في إطار المرحلة نفسها· أنهى ريال مدريد الشوط الأوّل متفوّقا بثلاثة أهداف تناوب على تسجيلها كلّ من الفرنسي كريم بنزيمة في الدقيقة ال 27، الأرجنتيني أنخيل دي ماريا في الدقيقة ال 36 والبرازيلي مارسيلو في آخر دقائق الشوط الأوّل· وفي الشوط الثاني استمرّ تفوق "لوس بلانكوس"، فسجّل النّجم البرتغالي رونالدو ثلاثية (هاتريك) في الدقائق ال 51 و68 (ركلة جزاء) و77، كما أضاف بنزيمة ثاني أهدافه في الدقيقة ال 62، ليحقّق ريال مدريد أكبر انتصاراته هذا الموسم في الليغا· دخل ريال مدريد اللّقاء وهو تحت ضغط شديد من قبل أنصاره لتحقيق الفوز والحفاظ على الفارق مع المتصدّر وبطل الليغا في الموسمين الماضيين برشلونة، خاصّة وأن الهزيمة كانت تعني ارتفاع الفارق إلى عشر نقاط بعد فوز برشلونة أمس على فالنسيا بفضل هدف المنقذ ليونيل ميسي· المدرّب البرتغالي خوسيه مورينيو الذي أدلى بتصريحات لاذعة في حق مدرّب مالاغا الحالي ومدرّب ريال مدريد السابق مانويل بيليغريني قبل اللّقاء، أجرى تغييرين على التشكيلة التي حقّق بها تعادلا سلبيا أمام ديبورتيفو لاكورونيا في المرحلة الماضية، البرازيلي كاكا بدأ على دكّة البدلاء ليمنح الأرجنتيني أنخيل دي ماريا فرصة منذ البداية، بينما لعب راؤول ألبيول في قلب الدفاع بدلاً من البرتغالي بيبي الغائب بسبب نزلة برد· في المقابل، أجرى المدرّب التشيلي بيليغريني ستّ تغييرات دفعة واحدة على التشكيلة التي حقّق بها الفوز على ألمريا في المرحلة الماضية (أوّل فوز له منذ ثلاث مراحل)· فوز النّادي الملكي على مالاغا كان متوقّعا بشكل كبير، فالفريق حقّق الفوز في جميع المباريات على ملعب سانتياغو برنابيو هذا الموسم في الوقت الذي كان فيه غريمه الأندلسي ينافس من أجل الخروج من منطقة الهبوط وهو يملك خطّ الدفاع الأضعف في الليغا هذا الموسم (51 هدفا)· وبالفعل، حسم أصحاب الأرض النتيجة بنسبة كبيرة خلال الشوط الأوّل من خلال زيارتهم لشباك الضيوف في خمس مناسبات، لكن الحكم بيريز لاسا ألغى منهم هدفين لبنزيمة بداعي التسلسل· الضغط المتواصل منذ الدقائق الأولى على دفاع الفريق الأندلسي كان ينبئ بهدف قادم للفريق الملكي، وبالفعل كان لأصحاب الأرض ما أرادوه فافتتح بنزيمة التسجيل في الدقيقة ال 27 بعد أن قابل كرة عرضية من تشابي ألونسو بتسديدة رائعة بالقدم اليمنى على يسار الحارس الأرجنتيني ويلفريدو كاباليرو· بعدها، بتسع دقائق فقط ضاعف دي ماريا النتيجة للرّيال بعد أن تلقّى تمريرة بينية جميلة من مارسيلو وانطلق وحيدا من منتصف الملعب بدون أيّ ضغط من دفاع الضيوف، قبل أن ينفرد بالحارس ويضع الكرة بسهولة داخل المرمى· وأبى دي ماريا أن ينتهي الشوط الأوّل بدون أن يردّ الجميل لزميله مارسيلو، فأرسل له تمريرة متقنة قي الدقيقة الأخيرة وضعها البرازيلي بلمسة واحدة بيسراه في مرمى كاباليرو· مع انطلاقة الشوط الثاني، أمطر لاعبو ريال مدريد مرمى كاباليرو بتسديدات متوالية تألّق الحارس الأرجنتيني في إبعادها، لكن مع الضغط المستمرّ نجح رونالدو في إضافة الهدف الرابع في الدقيقة ال 51 لفريقه بتسديدة من داخل المنطقة بعد أن تلقّى تمريرة من الألماني النشيط مسعود أوتسيل· ثمّ أضاف بنزيمة الهدف الخامس في الدقيقة ال 62 بعد أن قابل كرة عرضية من مارسيلو بتسديدة رأسية قوية فشل في إبعادها حارس الفريق الأندلسي· وبعدها، بدقائق قليلة زاد الطين بلّة للضيوف بطرد المدافع الأيمن مانولو غاسبار بعد تلقّيه البطاقة الصفراء الثانية للمسه المتعمّد للكرة باليد، واحتسب الحكم لاسا ركلة جزاء لأصحاب الأرض ترجمها رونالدو بنجاح لهدف سادس· وفي الدقيقة ال 77، نجح رونالدو في إكمال الهاتريك بتسديدة من مسافة قريبة بعد تمريرة عرضية من البديل الشابّ سرجيو كاناليس، ليرفع رصيده إلى 27 هدفا هذا الموسم ويلتحق بالأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة في صدارة ترتيب هدافي الليغا· لكن فرحة النّجم البرتغالي لم تدم طويلاً مع خروجه بعد تسجيل الهدف مباشرة بسبب الإصابة، ليلعب ريال مدريد ما تبقى من المباراة بعشرة لاعبين· وكان بإمكان النادي الملكي أن يزيد غلّته من الأهداف في ما تبقّى من اللقاء لكنه أهدر العديد من الفرص، ليكتفي بسباعية ويبقي على آماله في العودة إلى المنافسة على الصدارة وتجريد غريمه الكاتالوني من لقب الليغا بعد أن سيطر الأخير عليه بشكل تامّ خلال الموسمين الماضيين· *** ألمريا يهدر فرصة الهروب من قاع الترتيب في لقاء آخر ضمن نفس المرحلة، تعادل ألمريا مع ضيفه راسينغ سانتاندير (1-1) على ملعب ميديترانيو، ليهدر نقطتين ثمينتين في صراعه للهروب من قاع الترتيب· سانتاندر لعب معظم فترات اللّقاء بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه البرازيلي هنريكي في الدقيقة ال 16 لارتكابه خطأ عنيفا على مهاجم ألمريا الأرجنتيني بابلو بياتي· لكن أصحاب الأرض لم ينجحوا في استغلال النّقص العددي، بل إنهم وجدوا أنفسهم متأخّرين بهدف في الدقيقة ال 37 سجّله المخضرم غونزالو كولسا من ركلة حرّة مباشرة· وازدادت الأمور تعقيدا لألمريا قبل انتهاء الشوط الأوّل باحتساب الحكم فيلاسكو كاربايو لركلة جزاء لصالح الضيوف بعد عرقلة المدافع كارلوس غارسيا للمهاجم الأرجنتيني مانويل ناهويلبان· لكن الحارس البرازيلي دييغو ألفيش أنقذ الموقف وتصدّى بنجاح لركلة الجزاء التي نفّذها أدريان غونزاليز· كابتن الفريق الأندلسي ألبرت كروسات أنقذ الموقف في الدقيقة ال 64 مسجّلاً هدف التعادل بتسديدة قوية بقدمه اليسرى المميّزة من على أطراف المنطقة فشل الحارس طونيو في إبعادها· وكان بإمكان آلمريا أن يسجّل هدف الفوز في ما تبقّى من الشوط الثاني لكن لاعبيه أهدروا العديد من الفرص السهلة، كما تألّق الحارس طونيو منقذا مرماه في أكثر من مناسبة، لتنتهي المباراة بالتعادل· واستمرّ بذلك أصحاب الأرض في المركز الأخير برصيد 22 نقطة، في الوقت الذي ارتفع فيه رصيد راسينغ سانتاندر إلى 30 نقطة عزّز بها موقعه في المركز الثاني عشر·