أسدل يوم الخميس الستار على امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2017، عبر كامل التراب الوطني، وسط اجراءات تنظيمية محكمة قالت مصادر رسمية أن من شانها ضمان مصداقية لهذه الشهادة التي تفتح آفاق الدخول للجامعة، وسط ضبط مئات الغشاشين، وتراجع حدة التسريبات قياسا لما حصل السنة السابقة، وفي ظل كثير من التفاؤل بتسجيل نسبة نجاح مرتفعة. فباستثناء الغيابات التي سجلت في أوساط المترشحين في مختلف الشعب سواء كانوا من النظاميين أو الأحرار وبعض حالات الغش التي حدثت ببعض مراكز الإمتحانات عبر الوطن جرت البكالوريا هذه السنة في عمومها في ظروف تنظيمية وصفت بالجيدة بحيث لم يسجل فيها تسريب للمواضيع مثلما جرى السنة الماضية وأدى إلى الإعادة الجزئية للبكالوريا في بعض الشعب لا سيما شعبة العلوم التجريبية. وفي هذا الصدد، اعتبرت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت منذ انطلاق أن البكالوريا أن الامتحان جرى في ظروف جد تنظيمية وآمنة من خلال اتخاذ اجراءات أمنية مكثفة تعكس إرادة الدولة في ضمان تكافؤ الفرص بين المرشحين. ومن بين هذه الإجراءات اعداد مخطط مصادق عليه من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتأمين مواقع الإمتحان مع اعادة تأهيل المقر الجهوي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالعاصمة وتقليص عدد المراكز التي تحفظ فيها مواضيع الامتحان وتنصيب أجهزة التشويش وكاميرات المراقبة والتسجيل على مستوى مراكز طبع مواضيع البكالوريا ومراكز حفظ المواضيع، علاوة على منع دخول السيارات إلى مراكز الإجراء وعدم قبول أي تأخر يوم الامتحان ووضع الهواتف النقالة وكل وسيلة اتصال بمدخل المركز في قاعة تخصص لذلك. وبخصوص نشر مواضيع امتحان اليوم الأول على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بعد حوالي ربع ساعة من انطلاق الإمتحان، اعتبرت الوزيرة انه لم يؤثر على السير الحسن لهذا الموعد، لاسيما بعد منع التلاميذ من الدخول إلى الأقسام بعد التاسعة صباحا، حيث توعدت كل من تورط في نشر مواضيع الامتحانات عبر شبكة التواصل الاجتماعي بالمتابعة القضائية وعقوبات صارمة علما أن عدد محاولات الغش المسجلة خلال الاربع ايام الأخيرة بلغت 441 حالة تتعلق اساسا باستعمال الهاتف النقال. وقد أحصت الوزارة، أيضا تأخر وتغيب حوالي 10 الاف مترشح في هذه الإمتحانات وهو ما يمثل نسبة 2 بالمائة من مجموع المترشحين المتمدرسين، بحيث بلغ اجمالي هذه الحالات في اليوم الأول من الإمتحانات نسبة 11.39 بالمائة، من بينهم 1.56 بالمئة بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين. كما تميزت بكالوريا هذه السنة بتزامنها مع شهر رمضان، حيث اثر الصيام والحرارة على تركيز المترشحين لا سيما في المناطق الجنوبية التي تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى حوالي 50 درجة، ومما زاد من مشقة المترشحين مكوثهم لساعات امام مراكز الاجراء لعدم تمكنهم من العودة لمنازلهم خوفا من عدم الوصول لمواصلة امتحانات الفترة المسائية. للإشارة فقد بلغ عدد المترشحين للبكالوريا 761.701، مترشحا، من بينهم 491.298 متمدرس و270.403 أحرار. تأخر وتغيب حوالي 10 آلاف مترشح متمدرس بلغت نسبة المترشحين المتمدرسين المتغيبين والمتأخرين عن موعد امتحانات البكالوريا 2 بالمائة خلال دورة جوان 2017 في حين ضبط أكثر من 440 مترشحا في حالة غش خلال الاربعة أيام الأخيرة من البكالوريا، حسب ما أعلنه مسؤول بوزارة التربية الوطنية. وأكد مدير الدراسات بوزارة التربية، مولود بولسان، لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية أن "وزارة التربية الوطنية سجلت تأخر وتغيب حوالي 10 آلاف مترشح متمدرس عن البكالوريا، وهو ما يمثل نسبة 2 بالمائة من المترشحين المتمدرسين في دورة جوان 2017 ". وفي هذا السياق، قال السيد بولسان ان الحكومة اتخذت كل الإجراءات لضمان وصول المترشحين المتمدرسين في الوقت إلى الإمتحان، واصفا تأخر المترشحين المتمدرسين عن امتحان البكالوريا ب"غير المقبول" لا سيما وأن "توزيعهم على مراكز الاجراء على مستوى الولاية تم بطريقة مدروسة، أخذت بعين الإعتبار مكان اقامتهم". بالمقابل لم يستبعد السيد بولسان "احتمال وصول المترشحين الأحرار متأخرين نظرا لبعد المسافة بين مقر سكناهم والمراكز التي تم توجيههم اليها". وبخصوص الغش، أكد نفس المسؤول أن 441 مترشحا للبكالوريا ضبطوا في حالة غش، مؤكدا انه "سيتم تطبيق القانون تجاه كل مترشح ضبط متلبس وبحوزته وسائل الغش".