اعتبروه من أشد أنواع الإفساد في الأرض ** ندّد عدد من العلماء والأئمة الجزائريين بالاعتداءات التي باتت بعض المساجد عُرضة لها ووصفوها بأنها من أشد أنواع الإفساد في الأرض مشددين على رفضهم تحويل المساجد من منبر للدعوة إلى ساحة للصراع وإهانة الأئمة.. وطالب مجموعة من العلماء في بيان وقعه بالنيابة عنهم الشيخ علي عية وزارة الشؤون الدينية بالتدخل لحماية الأئمة من التهديد أو التأثير عليهم أو إرهابهم بأي صورة أو تهديدهم في مصدر رزقهم أو الحط من كرامتهم أو إهانتهم بأي شكل من الأشكال.. وفيما يلي النص الكامل لبيان العلماء: إن انتهاك حرمة المساجد ومنع أداء شعيرة صلاة الجمعة فيه وتحويل الإمام من مسجده وتعيين غيره وضربه وطرده أمام المصلين مثل ما وقع في مسجد الرحمة ببير الجير بوهران وتحول المسجد إلى ساحة للصراع هذا من أشد أنواع الإفساد في الأرض ولا يجوز شرعا ويمنع قانونا ولهذا نستنكر نحن لأئمة والعلماء الاعتداء أولا: على المساجد والأئمة مثل ما حدث في وهران وغيرها ونستنكر بشدة انتهاك حرمة المساجد وتحويلها إلى ساحة للصراع مثل ما حصل في وهران وغيرها واصفين انتهاك حرمتها بأشد أنواع الإفساد في الأرض. وأوضح الأئمة والعلماء أن المسجد بمثابة الركيزة الأولى واللبنة الأساسية في تكوين المجتمع المسلم وقد أمر الله سبحانه وتعالى بعمارتها وتطهيرها وصيانتها وإكرامها عن كل ما لا يليق بها لأن المساجد ما بنيت إلا لذكر الله ولإقامة الصلاة ولتعليم الناس أمور دينهم مع ما يحصل فيها من اجتماع الناس وتآلف قلوبهم. ودعا الأئمة وعلماء الإسلام الجهات الوصية للقيام بواجبهم نحو المساجد وأئمتها وضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بهما. ثانيا: على جموع المسلمين أن يتقوا الله ويعرفوا ما للمساجد من مكانة وحرمة ليقوموا بحقها فإنها بيوت الله ومهابط رحمته وملتقى ملائكته والصالحين من عباده وقد أضافها الله تعالى إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال وتوعد من يمنع عباده من ذكره فيها أو يخربها أو يتسبب في خرابها بخزي في الدنيا وعذاب في الآخرة. لأن المسجد مكان للتعبد والأمان ولا يجوز تحويله إلى مكان تهجم وتهديد وقد أكد القرآن الكريم على حرمة المساجد في أكثر من موضع ويكفي أن يعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أن المساجد هي بيوت الله عز وجل وقد أضافها الله عز وجل إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف إذ قال سبحانه وتعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) وهي أحب البقاع إليه فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحب البلاد إلى الله مساجده). وإنه من غير المقبول ولا المعقول أن يقوم البعض بالاعتداء على حرمة المساجد التي تعد من أهم الشعائر الإلهية التي أمر الله عز وجل بنصبها وإقامتها لتكون المنطلق الأول لبناء الإنسان بناء عقائدياً شاملاً والموقع الأساسي لتقوية العلاقة مع الله عز وجل. أن انتهاك حرمة المساجد جريمة وحشية خطيرة في الإسلام فإذا كانت الشريعة الإسلامية تحرم وتجرّم الكلام في أثناء إلقاء خطبة الجمعة بل قال العلماء إن الكلام ممنوع حتى لو كان أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر فما بالنا بانتهاك حرمة المسجد والاعتداء على حرمة الإمام وضربه وطرده من المسجد إننا نرفض تحويل المسجد من منبر للدعوة إلى ساحة للصراع. وإننا نطلب من الجهة الوصية التدخل لحماية الأئمة من التهديد أو التأثير عليهم أو إرهابهم بأي صورة أو تهديدهم في مصدر رزقهم أو الحط من كرامتهم أو إهانتهم بأي شكل من الأشكال.. ختم العلماء بيانهم.