ماكرون يشيد ببوتفليقة.. ويتحدث عن شراكة استثنائية ** ماكرون منتظر في الجزائر قريبا جدا لم تمر سوى شهور قليلة على انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا للدولة الفرنسية حتى شرعت باريس في مراجعة حساباتها نحو الجزائر فالمستعمرة السابقة لم تعد كما كانت أرضا خصبة لزرع ما ترغب فافا في زرعه وحتى الأسواق الجزائرية لم تعد تهدي فرنسا ثروات طائلة بنفس السخاء إذ أن كثيرا من المعطيات تغيرت وفي ظل الزحف الصيني نحو الأسواق الإفريقية والحرص الأمريكي على بسط السطوة السياسية هنا وهناك فهمت باريس الدرس وها هي تسعى لاستعادة مواقعها أو على الأقل تقليل خسائرها.. وجاءت التصريحات الرسمية الفرنسية الأخيرة لتشير إلى توجه جديد في الإدارة الباريسية يسعى لطيّ صفحات السحب والخلافات والتشنجات التي ميّزت علاقات الجزائروفرنسا في السنوات الأخيرة نتيجة سياسات وتصريحات فرنسية غير مدروسة لم تُسئ إلى الجزائر فقط بل أساءت أيضا إلى مصالح فرنسا في الجزائر.. وجاءت الإشادة الكبيرة للرئيس الفرنسي ماكرون برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتشير إلى أن باريس تكون قد أدركت أخيرا أن جزائر 2017 تختلف عن ما قبلها وأن على فرنسا أن تراجع حساباتها وتحسن انتقاء خطاباتها نحو مستعمرتها السابقة على الأقل بصفة رسمية على أمل الحفاظ على ما تبقى من مصالح.. ويرى متتبعون أن توجه السلطات الجزائرية نحو مراجعة كثير من الصفقات وكذا الانتقادات الموجهة لمصانع تركيب السيارات والتي لم تستثن بالطبع عملاق السيارات الفرنسي رونو قد عجّل بالمراجعة الفرنسية التي بدت واضحة في رسالة ماكرون الأخيرة لبوتفليقة حيث أشاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ب النظرة والالتزام الحاسم لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من اجل تطوير الشراكة الاستثنائية التي تربط الجزائروفرنسا وذلك في رسالة شكر ردا على الرسالة التي وجهها رئيس الدولة لنظيره الفرنسي بمناسبة العيد الوطني لبلاده المصادف ليوم 14 جويلية وفي رسالته حرص ماكرون على الحديث عن شراكة استثنائية بين البلدين. وجاء في رسالة الرئيس الفرنسي الذي يُنتظر أن يقوم بزيارة تاريخية للجزائر خلال أسابيع قليلة: أشكركم على مراسلتكم بمناسبة العيد الوطني ليوم 14 جويلية واغتنم هذه السانحة لأقدم لكم باسم فرنسا واصالة عن نفسي رسالة صداقة واحترام . وأضاف السيد ماكرون أحيي نظرتكم والتزامكم الحاسم في تطوير الشراكة الاستثنائية التي تربط فرنساوالجزائر. لقد سمح دعمكم في مسار اعادة بناء العلاقات الذي بوشر سنة 2012 مع سلفي بتطورات مذهلة في كافة المجالات. لم يسبق عبر التاريخ ان بلغت العلاقات بين بلدينا مثل هذا المستوى من الامتياز والكثافة . وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في تعزيز هذه الحركية مع نظيره الجزائري واعطاء العلاقات الثنائية بعدا اضافيا . وأشار إلى أن هذا العمل انطلق غداة انتخابي. وهو يتمثل في حماية ذاكرتنا المشتركة والدفاع عن حقيقتها ونزاهتها. انتم تعرفون قناعاتي وعزمي على حماية هذا الإرث المتقاسم في ظل روح التبصر والتهدئة . علينا -كما أضاف- أن نجعل من هذه النظرة حول ماضينا نقطة ارتكاز لدفع جديد نحو المستقبل خدمة لشراكتنا الثنائية التي يتعين أن تكون قائمة أكثر من أي وقت مضى على مشاريع ملموسة ومهيكلة وذات فائدة متبادلة. كما يجب أن تتحقق على الساحة الدولية خاصة وأن بلدينا يتواجدان عرضة للتهديد الإرهابي واللا استقرار الإقليمي سيما في منطقة الساحل وليبيا . ويرى السيد ماكرون أن عملا كبيرا قد أنجز مؤكدا أن الأشهر المقبلة ستتميز بسلسلة من المواعيد الهامة التي ستسمح بتحضير مشروع الزيارة الرسمية الهامة التي سيسعدني ويشرفني القيام بها للجزائر في الوقت الذي ترونه مناسبا . وخلص الرئيس الفرنسي أتقدم إليكم بتمنياتي بالسلم والازدهار للجزائر وللشعب الجزائري ولشخصكم. تقلبوا سيدي الرئيس أسمى عبارات التقدير .