أوامر مستعجلة للولاة ومصالح الأمن لضمان أمنهم ** وضعت السلطات العليا في البلاد الأئمة تحت الحماية وفي سابقة أولى من نوعها أصدرت وزارة الداخلية بيانا تؤكد فيه أنها لن تسمح بالمساس بأمن وسكينة الأئمة وقد وجهت أوامر مستعجلة للولاة ومصالح الأمن لضمان أمنهم. وأكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في بيان لها أمس السبت أنها اتخذت بصورة آنية كل الإجراءات اللازمة بخصوص الاعتداءات التي تعرض لها بعض الأئمة مؤخرا مبرزة أن هذه الاعتداءات تبقى معزولة . وأوضحت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية أنها واعية بالانشغالات الأخيرة لأئمتنا بخصوص الاعتداءات التي تعرضوا لها مؤخرا بالضرب والشتم والتي تبقى معزولة . وأكدت الوزارة أنها اتخذت بصورة آنية كل الإجراءات اللازمة أمام هذا الوضع وذلك بإسداء أوامر مستعجلة للسيدات والسادة الولاة وكذا مصالح الأمن الوطني قصد ضمان أمن وسكينة أئمتنا وتوفير لهم كل الحماية والظروف المواتية من أجل ممارسة مهامهم النبيلة . للإشارة فقد هدّد أئمة لأول مرة في تاريخ الجزائر بمقاطعة تقديم الدروس قبل صلاة الجمعة وذلك احتجاجا على الاعتداءات المتكررة التي أصبحت تستهدفهم في الفترة الأخيرة داخل المساجد وخارجها في خطوة للفت النظر إلى تصاعد العنف الموجه ضد الأئمة والمساجد وهي ظاهرة أصبحت تطغى هذه الأيام على نقاشات الجزائريين وطرحت أكثر من تساؤلات حول الجهة التي تقف وراءها والأهداف التي تسعى للوصول إليها. وعلى الرغم من الاحتجاجات التي يخوضها الأئمة في كل مرة للفت الأنظار حول الجرائم التي أصبحت ترتكب ضدهم فإن هذه الحوادث مازالت مستمرة وفي طريقها إلى الانتشار آخرها حصل قبل يومين بعدما أقدم مجهولون على وضع كفن عند مدخل مسجد عمر الفاروق بوهران وكتابات حائطية تصف الإمام ب الكافر وذلك بعد أسابيع قليلة من الاعتداء الذي تعرض له إمام بحي بئر الجير في مدينة وهران كذلك بالضرب المبرح من قبل متشدّدين كما تم تسجيل اعتداء في الأسابيع الأخيرة على إمام بولاية سكيكدة وقبلهما الكثير من حوادث الاعتداءات الأخرى. وفي هذا السياق أرجع الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية الشيخ جلول حجيمي في تصريح لوسائل الإعلام المحلية هذه الحوادث المتكررة التي وصفها ب (الظاهرة الغريبة والدخيلة) إلى خلافات شكلية واختلاف في القناعات والمرجعية الدينية بين الإمام والمصلين مرجحا وجود أياد خفية تسعى للتحريض وضرب المرجعية الوطنية. ودعا دحمان حمدي مدرّس في إحدى الجامعات بقسنطينة إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة ووضع حد لتصاعد موجة العنف ضد الأئمة من أجل حماية المرجعية الدينية للبلاد عن طريق تأمين بيوت الله وحماية الأئمة الذين يقومون بدور مهم للتصدي لكل الخطابات المتشددة والأفكار الدخيلة مقابل الترويج لقيم الإسلام الصحيحة من الاستفزازات والتهديدات التي يتعرضون لها خلال أداء عملهم . وأضاف حمدي في تصريح لموقع قناة العربية قائلا : لا ننكر أن أفعال بعض الأئمة مازالت لا ترتقي إلى مستوى المهمة التي أوكلت لهم وخطاباتهم دون المتوسط ما جعل الناس تفقد ثقتها فيهم وأصبحوا يتعرضون إلى مضايقات لكن في المقابل هناك أطراف مشبوهة تسعى إلى ضرب العقيدة الدينية للجزائريين والترويج لأفكار متطرفة من أجل نشر التشدّد ولذلك تسعى إلى ترهيب الأئمة وتشويه صورتهم . وفي ظل هذا الواقع طالب الأئمة الجزائريون السلطات بتوفير الحماية القانونية لهم من خلال إصدار قانون يجرّم التعدي على الإمام وإلحاق أشد العقوبات بالمعتدين على الأئمة إضافة إلى التجنّد لتأمين المساجد.