كشف مسؤولون في مالطا عن ان الحكومة الليبية حاولت مقايضة إطلاق سراح ثلاثة جنود هولنديين معتقلين لديها، مقابل طائرتي "ميراج" تابعة لسلاح الجو الليبي، كان طياران قد فرا بها إلى مالطا بعد رفضهما قصف مدنيين إبان مطلع "الثورة" فى 17 فبراير. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤولين مالطيين شاركوا، بجانب مسؤولين يونانيين، في مفاوضات مع الحكومة الليبية لإطلاق الجنود الهولنديين، بعد اعتقالهم داخل الأراضي الليبية في 27 فبراير الماضي قولهم: "إن الحكومة رفضت الطلب الليبي". وصرح ميلفين مانجيون الناطق باسم وزارة الخارجية في مالطا في حديث عبر الهاتف مع الشبكة، أن الحكومة الليبية أوفدت الدبلوماسي محمد طاهر سيالة إلى مالطا، حيث التقى بالرئيس لورنس غونزي الأربعاء. وأضاف مانجيون: "خلال النقاش جرى التطرق لإمكانية إعادة مالطا لطائرتي الميراج مقابل الهولنديين المعتقلين". وفي مقابلة مع صحيفة "مالطا تايمز" هذا الأسبوع أشار الرئيس المالطي إلى رفضه العرض الليبي وشدد على ضرورة إطلاق سراح الهولنديين الثلاثة فورا ودون شروط مسبقة". وكانت الكتائب الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قد اعتقلت الجنود الهولنديين الثلاثة التابعين لسلاح البحرية أثناء محاولة إخلاء مواطن هولندي بواسطة طائرة مروحية من ليبيا في 27 فبراير مع تصاعد وتيرة العنف هناك. ولاحقا، عرض التلفزيون الليبي صور المحتجزين الثلاثة ومروحيتهم من طراز "لينكس" إلى جانب أسلحة قال إنه تمت مصادرتها زاعما أن الطاقم كان يقوم بتشغيل طائرة حربية داخل الأراضي الليبية في انتهاك للقانون الدولي. وقال المتحدث الرسمي المالطي إن الحكومة الليبية قبلت الإفراج عن الطاقم الهولندي دون استرداد طائرتي الميغ. وأشارت تقارير مختلفة إلى أن الحكومة الليبية تقدمت بطلبات عدة إلى مالطا لاستعادة الطائرتين الحربيتين، منذ انشقاق طياريها وهبوطهما المفاجئ في 21 فبراير الماضي، بعد رفضه تنفيذ أوامر نظام القذافي بقصف محتجين ينادون برحيله بعد 42 عاما في السلطة. وأوضح مسؤولون مالطيون إن الطيارين تقدما بطلب لجوء سياسي. وكانت الحكومة الهولندية قد أعلنت الخميس الماضي إفراج السلطات الليبية عن مواطنيها.