البارزاني: مستعدون للموت لتقرير المصير في كردستان ** *الأممالمتحدة تجدّد رفضها وتركيا تحذر للمرة الأخيرة يواجه العراق الجريح أسوا أيامه على الإطلاق فبعد حرب طويلة مع الإرهاب ها هو شبح التقسيم يلوح من بعيد ويقترب في شكل متسارع ممهدا لمستقبل غامض مليئ بالمفاجات المرعبة ! جدّد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس السبت تمسكه بإجراء استفتاء الانفصال عن العراق في موعده المحدد غدا الإثنين فيما طالب برلمانيون الحكومة العراقية بفرض سيطرتها على الإقليم. رفض البارزاني خلال مقابلة إذاعية ما قال إنه لغة التهديد من أية دولة معتبراً أن كردستان والعراق يمكن أن يكونا جارين جيدين متعاونين من دون أية خلافات. وأضاف كفى أن نكون أسرى لسايكس بيكو وسعد آباد ولوزان صحيح أننا نقع في هذه الجغرافية لكن الآن ليس كما سنوات الستينيات والسبعينيات حان الوقت كي نقرر مصيرنا ولن نقبل بعد الآن أن يرسم الآخرون خارطتنا ونحن مستعدون للموت من أجل ذلك منتقداً الموقف الأميركي الرافض للاستفتاء. وتابع: قلنا لممثلي الولاياتالمتحدة وجهاً لوجه إن الموقف الأميركي مثير للاستغراب بالنسبة لنا نحن لا نعلم ما هو الذنب الذي اقترفناه نحن نطالب بحقنا ونحن نعد هذا الموقف غريباً مؤكداً الحصول على عدد من المقترحات كبدائل للاستفتاء لكنها لم ترق لتحل محل الاستفتاء. وأشار إلى أن الاستفتاء لا يعني نهاية العالم وأن المفاوضات ستبدأ بعد إجرائه مضيفاً أن الأكراد لن يقبلوا بالتبعية لا الآن ولا في المستقبل . ولفت إلى أن السلطات الكردية حاولت كثيراً تغيير الموقف الأمريكي. من جهة أخرى وصف الموقف الروسي من استفتاء الانفصال ب المشرف لأنه لم يرفض الاستفتاء. وأكد أن إقليم كردستان يصر على الاستفتاء لكنه يفتح أبواب الحوار بعد إجراء الاستفتاء مبيناً أن المفاوضات يمكن أن تتم بين بغداد وأربيل تحت مراقبة المجتمع الدولي من أجل ترتيب أوضاع الحدود والمياه والنفط والغاز وجميع المسائل الأخرى. ووجّه رئيس إقليم كردستان انتقادات لاذعة لحكومة بغداد قائلاً إن المسؤولين العراقيين يصغون للمتحدث باسم الولاياتالمتحدة فإذا ما تحدث بلهجة شديدة تشددوا هم أيضاً وإذا ما تحدث بمرونة كانوا مثله . في مقابل الإصرار الكردي على الاستفتاء دعا عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إسكندر وتوت خلال تصريح صحافي الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه إقليم كردستان عقب إصدار مجلس الأمن قراراً يدعم وحدة العراق معتبراً أن رئيس الإقليم مستمر في أعماله العدوانية ضد بغداد. وأضاف وتوت أن قرار مجلس الأمن بشأن وحدة البلاد يعد تاريخياً ويمثل نقطة تحول في العلاقات بين بغداد وأربيل مشدداً على ضرورة فرض الحكومة سلطتها المطلقة على أربيل بعد القرار الدولي الذي يدعم السلطات العراقية في جهودها بحفظ الأراضي العراقية من أي عدوان. واعتبر أن تمسك البارزاني بالاستفتاء يضعه أمام المساءلة القانونية الدولية ويحرج القضية الكردية بشكل كبير مبيناً أن هذا الأمر قد يضيّع ما حصل عليه الأكراد خلال السنوات الماضية. تصعيد تركي في غضون ذلك جدّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم رفض بلاده إجراء استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق مشيراً إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع الموقف بما في ذلك الخيار العسكري. وقال يلدريم: إن قرار الاستفتاء خاطئ لقد قمنا منذ البداية بتوجيه كافة التحذيرات كدولة صديقة ولكن نرى أن هذه التحذيرات لم يتم أخذها بعين الاعتبار واستمر الإصرار على هذا الخطأ. إن الخطأ الذي يقف ضده العالم أجمع لن تكون نهايته على خير مضيفاً: سيكون لذلك ثمن ولكن سيدفع ثمن هذا من اتخذ القرار . وفي رده على كون القيام بعملية عسكرية على الجانب الآخر أحد الخيارات المطروحة على الطاولة قال يلدريم: إن هذا طبيعي للغاية الخيارات الأمنية والاقتصادية والسياسية موجودة لكن أياً منها سيدخل حيز التنفيذ هي مسألة توقيت سيحددها تطور الظروف . ومن المنتظر أن يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرابع من أكتوبرالمقبل بزيارة طهران لمناقشة استقلال إقليم كردستان العراق حيث سيعقد رئيس الأركان خلوصي أكار لقاء مع نظيره الإيراني محمد باقري لتنسيق التدابير التي سيتخذها الطرفان لإجراء الاستفتاء. في هذه الأثناء وصل رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي إلى تركيا بحسب وسائل إعلام تركية إذ من المقرر أن يلتقي الغانمي نظيره التركي خلوصي أكار. وسيبحت الطرفان موضوع إقامة إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال والتدابير التي سيتم اتخاذها لحماية وحدة الأراضي العراقية وكذلك التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ومن جهتها رفعت الأركان التركية من مستوى المناورات التي بدأها الجيش التركي على الحدود العراقية في منطقة سيلوبي التابعة لولاية شرناق والتي تواجه منطقة زاخو في إقليم شمال العراق. رفض قاطع من جهته جدّد رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق يان كوبيتش امس السبت رفضه لاستفتاء الانفصال عن العراق المقرر إجراؤه في إقليم كردستان يوم الإثنين. في حين وجهت تركيا تحذيرها الأخير للإقليم للعدول عن الاستفتاء. وأفاد مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان بأن العبادي استقبل رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق مؤكّداً أن الطرفين بحثا الحرب على الإرهاب وأزمة الاستفتاء. وأشار كوبيتش إلى أن موقف الأممالمتحدة الواضح يرفض الاستفتاء في إقليم كردستان ويشدد على أهمية اللجوء للحوار مؤكّداً أن الإجماع الدولي كان واضحاً من خلال بيان مجلس الأمن الدولي الذي أبدى معارضته للاستفتاء الأحادي الجانب الذي من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة. ولفت إلى أن دول العالم متمسكة بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه. من جهته أكّد رئيس الوزراء العراقي موقفه الثابت برفض الاستفتاء في إقليم كردستان موضحاً أن الأولوية للحرب على الإرهاب وتحرير كامل الأراضي العراقية. مقابل ذلك أكد وزير المالية العراقي السابق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري أن سلطات إقليم كردستان ماضية في إجراء الاستفتاء. ونقلت وسائل إعلام كردية عن زيباري قوله إن معظم الأكراد يرى في الاستفتاء فرصة تاريخية لتقرير المصير بعد قرن من اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت فيها بريطانيا وفرنسا الحدود في الشرق الأوسط ووزعت 30 مليون كردي بين العراق وإيران وتركيا وسورية معتبراً أن تأجيل الاستفتاء دون ضمانات سيكون انتحاراً سياسياً للقيادة الكردية ولحلم الاستقلال الكردي. وبدأ الأكراد العراقيون المتواجدون خارج البلاد الليلة الماضية الإدلاء بأصواتهم إلكترونياً على استفتاء الانفصال عن العراق الذي تنظمه سلطات إقليم كردستان. وقال مدير البيانات في مفوضية انتخابات كردستان كاروان جلال إنه تم الإدلاء بأول صوت في الاستفتاء من قبل مواطن مقيم في الصين موضحاً أن الصين هي الدولة الأولى التي بدأت فيها عملية التصويت على الاستفتاء بموجب الفارق الزمني بين دول العالم.