قبل سنوات أعيدت تهيئة بعض الحدائق العمومية، وهو الامر الذي افرح العائلات على مستوى العاصمة، والذي ابتهجوا بذلك، وفكروا في ان لهم فصاعدا متنفسا يذهبون اليه، خاصة وان تلك الاماكن كانت الى وقت قريب، مجرد مساحات وجد فيها اللصوص والعشاق ومدمنو المخدرات المساحة الانسب لتلك الممارسات. مصطفى مهدي وفعلا، لقد تحولت تلك الحدائق لفترة الى مكان تتجه اليه العائلات في العطل الاسبوعية، مرفقة بابنائها، لتروِّح عن نفسها، لكن بعض المظاهر عادت لتطفو على السطح، وربما تنذر بعودة الامور الى ما كانت عليه، وجعلت الاسر تتراجع شيئا فشيئا، او بالاحرى تفكر قبل ان تدخل تلك المساحات، وقد اتجهنا الى بعض تلك الاماكن، وتحدثنا الى بعض العائلات، والتي صارت تتفادى بعض الزوايا والاركان، بل حذر ابناءها من الاتجاه، او المرور من بعض الطرقات والتي لم تعد الا اماكن محظورة على الزائرين من الاشخاص المحترمين، تقول لنا نادية، والتي التقيناها في غابة بينام، وكانت رفقة ابنيها: "مساحة مثل هذه لا نكاد نجدها في اماكن اخرى، وكنا قبل اليوم لا نستطيع ان ناتي لا الى هنا، ولا ان نذهب الى مكان اخر، ولكن حمدا لله اعيد تهيئتها وصرت اقدم لوحدي، أي حتى دون ان يرافقني زوجي، خاصة واني اسكن بالقرب من هنا، فاجلس مع ابنائي، ونلعب سويا، غير ان هذا لا يمنع بعض الظواهر السلبية التي لاحظتها، والتي اخشى ان تتحول الى ظاهرة، منها بعض السكارى الذي ياتون لكي ينغصوا علينا جلستنا هذه، صحيح ان رجال الدرك يمرون من هنا احيانا، ولكنه احيانا لا يدخلون الى الغابة، وقد فعلت مرة مع زوجي، أي انني كنت مارة فاصطدمنا بمجموعة من السكارى، والذين كانوا ادرين على اذيتنا، ولكن لحسن الحظ لم يحدث ذلك". ميناء الجميلة هو ايضا تحول الى مكان للسكارى واللصوص، والذي يتربصون الزائرين لسرقتهم، رغم وجود الحراسة والامن، الا ان المكان لا يخلو من اشخاص حاولوا ان يحولوه الى مكان لهم، يعبثون فيه، ويطردون بالتالي كل الاسر التي تاتي للاستمتاع ببعض اللحظات، وفي الجهة الغربية للميناء أي في الشاطيء، راح بعض اللصوص يفرضون قانونهم، حيث وقعت حادثة سرقة ليلة الاحد الماضي، وكنا في المكان على الساعة التاسعة، قبل ان نسمع صراخا، كان لرجل في الثلاثين تعرض له احد اللصوص، ولكنه، ولحسن الحظ، عرف كيف يحمي نفسه منهم، ولم يستطيعوا ان يسرقوا منه هاتفه المحمول، ولا شيء، ولكنه مع ذلك بدتا مستاءً وقال لنا انها ليست المرة الاولى التي يحدث له فيها ذلك، بل الثانية، حيث نجح بعضهم في تجريده من هاتفه قبل هذا، وهو الامر، يقول لنا الذي جعل يحترس، الا انه وقع في الفخ مرة اخرى، وقد يقرر ان لا يدخل الميناء مرة اخرى.