دعا إلى إيجاد أرضية عمل لمكافحة الظاهرة الاتجار ** دعا المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل أمس الاثنين بالجزائر العاصمة إلى ضرورة إيجاد أرضية عمل مناسبة لتعزيز التعاون مع كل الشركاء المعنيين بمكافحة ظاهر الاتجار بالأشخاص والوقاية منها بالنظر لخطورتها على الفرد والمجتمع. وأكد اللواء هامل في كلمه له خلال أشغال اليوم الدراسي حول الاتجار بالأشخاص قرأها نيابة عنه مدير الشرطة القضائية مراقب الشرطة فرغ علي على أهمية تنظيم هذا الملتقى بمشاركة جميع الاطراف المعنية بما فيها المجتمع المدني من أجل تبادل وجهات النظر حول كيفية ايجاد أرضية عمل مشتركة ومناسبة للتعاون في مجال مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تمس حقوق الإنسان . وذكر اللواء هامل بالمناسبة بتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي --كما قال-- لم يتوان أبدا في الحرص على ترقية وحماية حقوق الإنسان وضمان أمن الاشخاص وكرامتهم . وأشار في هذا الإطار إلى أن حرص الرئيس بوتفليقة على حماية حقوق الإنسان قد تجلى في تحديث المنظومة القانونية التي كللت بإنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان بموجب دستور 2016 فضلا عن اصدار العديد من المراسيم الرئاسية ذات الصلة وادراج أحكام ومواثيق دولية في القانون الوطني إلى جانب انشاء لجنة وطنية تعنى بمكافحة هذه الظاهرة والوقاية منها وذلك في اطار نظرة شاملة بمشاركة جميع القطاعات المعنية بالوقاية من الاتجار بالأشخاص ومكافحتها . وذكر من جهة أخرى بكل المبادرات التي قامت بها المؤسسة الامنية لمكافحة هذه الظاهرة من خلال مشاركاتها في مختلف الملتقيات الوطنية والاقليمية والدولية لاسيما فيما يتعلق بحماية حقوق المرأة والطفولة مبرزا اهمية انشاء آليات التعاون بين الشرطة الإفريقية افريبول لمكافحة الجريمة والوقاية من مختلف أشكالها بالقارة السمراء. كما أعرب عن أمله في أن يخرج هذا اللقاء بتوصيات من شأنها توطيد التعاون والتنسيق مع مختلف الهيئات المعنية للوقاية من جريمة الاتجار بالأشخاص . بدورها تطرقت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا سيد لخضر بن زروقي إلى الجهود التي بذلت من طرف الجزائر لترقية وحماية حقوق الإنسان ومكافحة كافة أشكال الجريمة لاسيما ظاهرة الاتجار بالاشخاص مشيرة إلى أن الجزائر انضمت الى كل الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية والجهوية في هذا المجال والتي تم الاستلهام منها لإثراء معظم القوانين الوطنية الخاصة بحماية وترقية حقوق الإنسان . ودعت في هذا السياق إلى إعادة النظر في الترتيب الدولي للجزائر في مجال حقوق الإنسان بالنظر للمساعي الكبيرة المبذولة من أجل حماية حقوق الفئات الهشة والأطفال والمرأة . واعتبرت أن آفة الاتجار بالأشخاص تهدد أمن الدول واستقرارها لما ينطوي عليها من أنشطة اجرامية خطيرة مثل الاتجار بالمخدرات وتهريب الاسلحة وكذا تهريب المهاجرين داعية في نفس الوقت إلى التفكير في اعداد استراتيجية وطنية بمشاركة جميع الاطراف لمكافحة كافة أشكال الجريمة لاسيما ظاهرة الاتجار الاشخاص والتحسيس بخطورتها . وفي ذات السياق شدد رئيس اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة الاتجار بالأشخاص مراد عقابي على أهمية مكافحة هذه الظاهرة قبل استفحالها في المجتمع داعيا الى بذل المزيد من الجهود لوضع خطة عمل مشتركة وتسطير استراتيجية وطنية ودعمها بكل الوسائل للازمة للتصدي لهذه الجريمة التي تمس كرامة الإنسان وحقوقه . كما تطرقت رئيسة الهلال الاحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إلى المساعي المبذولة لحماية وصون كرامة الإنسان ومساعدته في الظروف الصعبة معتبرة أن هذا اللقاء مبادرة جد هامة لمناقشة موضوع يتطلب العناية من طرف الجميع للتصدي لظاهرة الاتجار بالاشخاص وتوعية الرأي العام الوطني بكل ما يبذل من جهود من أجل ترقية العمل الإنساني . وأبرزت في هذا الاطار الدور الذي يقوم به الهلال الأحمر الجزائري في مساعدة النازحين من سوريا وبعض البلدان الإفريقية والمتواجدين في الجزائر نتيجة الظروف الصعبة التي تعرفها بلدانهم مشيرة إلى ان الهلال يتكفل بأزيد من 160 عائلة سورية بمركز سيدي فرج (غرب العاصمة) كما أنه يسعى إلى مساعدة الرعايا الأفارقة رغم صعوبة هذه المهمة بالنظر لتحركاتهم وتنقلاتهم المتواصلة من منطقة إلى أخرى .