تجمع بباريس للضغط عليها.. هل تعترف فرنسا بإجرامها في حق أودان ؟ عالم فرنسي: على ماكرون الاعتراف بجريمة دولة فرنسا.. ب. لمجد طالب عشرات النشطاء في تجمع أقيم يوم الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس بالاعتراف الرسمي باغتيال مناضل القضية الجزائرية موريس أودان الذي تعرض للاختطاف والتعذيب ثم الاغتيال من قبل الجيش الفرنسي في 11 جوان 1957 وهي جريمة شنعاء أضيفت إلى قائمة طويلة من جرائم الإرهاب الفرنسي في الجزائر. استقطب التجمع الذي نظمته جمعية موريس أودان بالدائرة ال5 بباريس أكثر من 100 شخص وانتهى بوضع إكليل من الزهور يحمل عبارة تذكروا موريس أودان . وحضر هذا التجمع أفراد من عائلة المرحوم وأقارب ومؤرخون ومناضلون ومنتخبون وأعضاء من الحزب الشيوعي الفرنسي الذين جاؤوا كلهم للمطالبة بأن تعرف الدولة الفرنسية بهذه الجريمة وجميع الجرائم الاستعمارية. وكانت من بين المطالب ما جاء بالقول مرت واحد وستون سنة بعد فقدانه (موريس أودان) ننتظر تصريحا من رئيس الجمهورية ليعترف ليس فقط بسجن موريس أودان من قبل الجيش ولكن أيضا تعرضه للتعذيب وأن اغتياله جريمة دولة . وطالب المتدخلون على غرار المؤرخ جيل مانسرون والمناضل هنري بويو تحقيق العدالة لموريس أودان وآلاف الجزائريين المفقودين بعدما تعرضوا للتعذيب من قبل الجيش الفرنسي. وجدّد عالم الرياضيات والنائب الفرنسي سيدريك فيلاني دعوته إلى الرئيس ايمانويل ماكرون من أجل خطوة أخيرة نحو الاعتراف الرسمي لفرنسا باغتيال جيشها لمناضل القضية الجزائرية موريس أودان. وكتب النائب في مقال نشر يوم الاثنين على موقع دو كونسارفاسيون وهو وسيلة إعلام مستقلة قائمة على مضمون مصدره الجالية الجامعية ان النداءات تضاعفت مؤخرا من خلال عريضة وقعتها بجريدة لومانيتي حتى يتم القيام بخطوة اخيرة ليصبح هذا الاعتراف الذي تم بشكل شخصي اعترافا رسميا تاريخيا مضيفا أن عائلة أودان تنتظر منذ زمن طويل . وكتب هذا النائب من حركة الجمهورية إلى الامام التي أسسها ايمانويل ماكرون ان الدولة الفرنسية عليها التقدم في هذه المسألة للمشاركة في عمل المصالحة مع ذاكرتها والمساهمة في تطهير العلاقات بين فرنساوالجزائر مذكرا بان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند كان قد اعترف لأول مرة بان موريس أودان قد مات وهو سجين وأعطى تعليمات لوزير الدفاع جون ايف لودريان بفتح كل الارشيف المصنف في هذا المجال. واعتبر انها بطبيعة الحال خطوة كبيرة ولكن هذا التقدم غير كامل لأن جرح حرب الجزائر ما زال حيا بالنسبة لأمتنا ولم يتم بعد طي صفحتها بحيث أن كل خطوة فيه معقدة ويمكن ان تثير الجدال مضيفا ان التزام الرئيس ماكرون في الملف الجزائري يجعلنا نأمل في ان تذهب الدولة بعيدا وتعترف بمسؤوليتها في اغتيال موريس أودان . وفي هذا السياق ذكر سيدريك فيلاني أن رئيس الدولة كلفه بمناسبة حفل تكريمي نظم في جانفي الماضي على شرف جيرار ترونال (عالم رياضيات) بمهمة الادلاء بقناعته الشخصية بان الامر يتعلق فعلا باغتيال . وفي 31 ماي طالبت ازيد من خمسين شخصية من مؤرخين وسياسيين ورجال قانون وصحافيين ومخرجين من الرئيس ماكرون الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في اغتيال الجيش الفرنسي لموريس أودان. وقد تم بتاريخ 11 جوان 1957 خلال معركة الجزائر اعتقال موريس أودان الشاب الشيوعي (25 سنة) من طرف مظليّي الجنرال ماسو أمام عائلته وتعرض للتعذيب ولم يظهر بعدها هذا الاستاذ المساعد في الرياضيات بجامعة الجزائر أبدا بحيث قام الجيش الفرنسي بإخفاء جثته حسب ما أكد الموقعون على الرسالة المفتوحة الموجهة إلى الرئيس ماكرون مشيرين إلى أن كل الذين عملوا على هذه القضية توصلوا إلى أن موريس أودان تعرض للتعذيب واغتيل من طرف الجيش الفرنسي تطبيقا لأوامر السلطة السياسية.