قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن السيادة الليبية منتهكة لعدم توفر حدود مؤمنة وسلطة مركزية موحدة من جيش وشرطة وغيرها ما جعلها مهددة بالتدخل العسكري الخارجي دون تفاصيل حول هذا التدخل. جاء ذلك في تصريحات للصحافيين عقب لقاء جمعه مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في مقر الوزارة في العاصمة تونس. وأضاف سلامة أن الأممالمتحدة تعمل لتكون السلطة الليبية الشرعية والمعترف بها دوليا موحدة لتتمكن من جمع قوى لا تشكل خطرا على ليبيا أو جيرانها وخاصة تونس التي تربطها معها علاقات تاريخية قديمة. وأشار أنه يسعى إلى تنفيذ خطة الأممالمتحدة التي تبناها مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي وتتضمن إجراء مصالحة بين عدد من المدن الليبية وتأمين عودة النازحين إلى أراضيهم إضافة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين خاصة بعد الخلاف حول مشروع دستور البلاد الذّي تمّ إعداده السنة الماضية. ونهاية جويلية الماضي أقرت هيئة صياغة الدستور الليبي مسودة نهائية لمشروع الدستور الدائم للبلاد وطالبت مجلس النواب بإصدار قانون استفتاء عليها بمقتضى الإعلان الدستوري (دستور مؤقت للبلاد كتب عقب ثورة 2011) وهو ما لم يتم حتى اليوم. وقال سلامة إنه في حال تمكنت الأممالمتحدة من مساعدة الليبيين على احترام التواريخ التي وضعوها للانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل وفق اتفاق باريس فإن الأمر سيكون جيدا وإن فشلت في ذلك فإنها لن تتوقف بل ستواصل العمل في هذا الاتجاه . واجتمعت أطراف النزاع الليبي في ماي الماضي في باريس واتفقت على إجراء الانتخابات في 10 ديسمبر المقبل ووضع الأسس الدستورية للانتخابات واعتماد القوانين الضرورية الخاصة بها بحلول 16 سبتمبر 2018 وهو الأمر ذاته الذي تنص عليه خريطة الطريق التي أعلنتها الأممالمتحدة مطلع العام الجاري. وتتصارع على النفوذ والسلطة والشرعية في ليبيا قوتان سياسيتان هما: حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا في العاصمة طرابلس (غرب) والقوات التي يقودها خليفة حفتر المدعومة من مجلس النواب في طبرق (شرق).