تعرض لاعتداء في عنابة.. واستنكار رسمي وشعبي واسع ** توقيف متورطين في الاعتداء على الطفل لم يتأخر تحرك الجهاز التنفيذي كثيرا في أعقاب الضجة الكبيرة التي أثارها مقطع فيديو يظهر تعرض مهاجر إفريقي للضرب في محطة حافلات بعنابة حيث سارعت السلطات المركزية والمحلية للتدخل مؤكدة فتحها تحقيقا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كما تم توقيف متورطين في القضية التي أثارت استنكارا رسميا وشعبيا واسعا وسط دعوات لمعاقبة المعتدي وكذا الساخرين من الطفل الذين سُمعت قهقهاتهم خلال تصوير الفيديو. وزير الداخلية نور الدين بدوي أعلن عن فتح تحقيق في الفيديو الذي تم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي مشددا على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية الصارمة فيما يتعلق بالحادثة. من جانبها رفعت مصالح ولاية عنابة شكوى ضد مجهول إثر انتشار الفيديو وأصدرت بيانا جاء فيه أن ولاية عنابة قامت بتحريك الدعوى العمومية من خلال إيداع شكوى ضد مجهول لدى السلطات القضائية وذلك بقصد متابعة مرتكب هذه الأفعال المدانة وغير المقبولة . وأضاف البيان وعلى هذا الأساس فإن السلطات العمومية تعلم الرأي العام بأن كل مساس بالسلامة الجسمية أو النفسية لأي شخص بغض النظر عن عرقه أو جنسيته سيكون محل متابعة جزائية صارمة وفقا للقوانين سارية المفعول . تم هذا الخميس بعنابة توقيف شخصين في إطار التحقيق الذي تمت مباشرته في أعقاب شكوى ضد مجهول تم إيداعها من طرف مصالح ولاية عنابة في قضية الاعتداء على طفل إفريقي حسب ما علم من خلية الاتصال بالولاية. وأوضحت ذات الخلية أن الشخصين الموقوفين هما المعتدي والمحرض على هذا الاعتداء مشيرا إلى أنه تم تحديد هوية الشخص الذي قام بتصوير مشهد سوء معاملة هذا الطفل ولا يزال البحث جار عنه . وتم إيداع شكوى ضد مجهول يوم الأربعاء من طرف مصالح الولاية في أعقاب الفيديو الذي تم نشره على شبكات التواصل الاجتماعي والذي يبرز طفلا إفريقيا يتعرض للاعتداء من طرف شخص بالغ بالمحطة البرية لنقل المسافرين بعنابة يضيف نفس المصدر. وانتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر طفلا من دول الساحل الإفريقي وهو يتعرض للضرب بعنف من طرف شخص في محطة نقل المسافرين بعنابة حيث شكل الفيديو صدمة لدى الرأي العام. وأثار الفيديو موجة غضب واستنكار واسعة وشد انتباه الرأي العام المحلي الذي عبّر عن سخطه لمثل هذه الأفعال المعزولة. المجلس الوطني لحقوق الإنسان يستنكر الحادثة سجل المجلس الوطني لحقوق الإنسان يوم الخميس استياءه الشديد لحادثة صفع طفل إفريقي بمحطة المسافرين لمدينة عنابة معتبرا إياها بمثابة فعل منعزل لا يمس بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الجزائر لحماية الأجانب الموجودين على ترابها. وفي بيان له أعرب المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن استيائه وقلقه الشديد تجاه الفعل المشين للعنف الممارس ضد طفل إفريقي بمحطة المسافرين لمدينة عنابة في الوقت الذي تقوم فيه السلطات الجزائرية ببذل مجهودات جبارة وفعلية من أجل ترقية حقوق الطفل الجزائري وحماية الرعايا الأجانب المتواجدين بالتراب الوطني . كما عبر في ذات الإطار عن قناعته بأن هذا الفعل المنعزل لا ينتقص بأي شكل من الأشكال من المجهودات الهامة التي تقوم بها الدولة فيما يخص حماية وترقية حقوق الطفل بحيث تبقى حريصة على احترام التزاماتها الجهوية والدولية في هذا المجال . وإزاء ذلك ناشد المجلس الوطني لحقوق الإنسان المصالح المختصة لتحمل مسؤولياتها وممارسة الصلاحيات المخولة لها لمعاقبة مرتكبي هذا الفعل الحقير بكل صرامة في إطار النصوص الخاصة بمحاربة العنف الممارس ضد الأشخاص المستضعفين لا سيما الأطفال . كما جدد أيضا دعوته لحظر مثل هذه الأفعال ضد كل شخص خاصة وأن الدستور ينص على أن الدولة تضمن عدم انتهاك حرمة الإنسان ويحظر أي عنف بدني أو معنوي أو أي مساس بالكرامة المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة يقمعها القانون كما أن القانون يعاقب على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق والحريات وعلى كل ما يمس سلامة الإنسان البدنية والمعنوية .