أبرز توابع مونديال روسيا انهيار حلم زيدان وتغيير خطة الريال نال المنتخب الفرنسي لقب كأس العالم مساء أمس الأحد على حساب نظيره الكرواتي 4-2 لينتهي العرس الكروي الكبير. وشهدت كأس العالم بعض المفاجآت على صعيد خروج منتخبات كبيرة مبكرا لكن أيضا ستكون هناك توابع ومفاجآت بعد نهاية البطولة واليكم في هذا التقرير التالي أبرز التوابع المثيرة لبطولة كأس العالم. بقاء ديشامب ونهاية أمل زيدان تعرض ديدي ديشامب مدرب فرنسا لانتقادات واسعة قبل انطلاق مونديال روسيا بسبب اختياراته لتشكيلة الديوك بعدما استبعد كل من كريم بنزيما وألكسندر لاكازيت وأدريان رابيو وإيمريك لابورت وأنتوني مارسيال وغيرهم ما فتح الشائعات حول رحيله بعد البطولة إذا لم يتوج باللقب. واستطاع ديشامب بفضل فلسفته الدفاعية قيادة الديوك الفرنسية إلى لقب المونديال للمرة الأولى منذ 1998 ليعلن استمراره ونهاية أمل زين الدين زيدان في قيادة منتخب بلاده. ومع بقاء ديشامب في تدريب المنتخب الفرنسي سوف يستمر غياب كريم بنزيما عن الاستدعاء لصفوف الديوك ونفس الحال لأدريان رابيو الذي رفض أن يكون في قائمة الاحتياطيين وشن هجوما على المدرب. خريطة الكرة الذهبية تغيرت خريطة الكرة الذهبية الجائزة الأهم على مستوى اللاعبين التي يرغب في حصدها كل لاعب في العالم بعد مونديال روسيا. فقبل البطولة كانت التوقعات تصب في مصلحة الثلاثي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ومحمد صلاح بالمنافسة على البالون دور لهذا العام. لكن التألق الكبير من لوكا مودريتش وإيدين هازارد وكيليان مبابي وأنطوان جريزمان زاد من سخونة الوضع وغير من تلك التوقعات. ويرى الكثيرون أن هازارد ومودريتش على الأقل يستحقان التواجد في ثلاثي الكرة الذهبية لعام 2018 بعد مستواهما الرائع في مونديال روسيا خاصة مع الخروج المبكر لمحمد صلاح وميسي وكريستيانو رونالدو. تجديد الثقة في داليتش وساوثغيت ومارتينيز لم يتوقع الكثيرون بلوغ كرواتيا المباراة النهائية لمونديال روسيا مع مدرب ليست له أي نحاجات كبيرة مثل زلاتكو داليتش. ونجح داليتش في مهمته مع المنتخب الكرواتي ومن شبه المؤكد أن يتم تجديد الثقة فيه من قبل الاتحاد المحلي برئاسة دافور سوكر. أما غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا فقد صنع التاريخ مع المنتخب الإنجليزي في مونديال روسيا بالوصول إلى نصف نهائي الأول منذ 1990 وكون فريقا جيدا لغاية بعدما كانت الصحافة الإنجليزية لا تتوقع أي شيء منه ما يزيد من ثقة اللاعبين والجماهير والاتحاد به. بينما روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا منح الشياطين الحمر الشخصية القوية في مونديال روسيا بتقديم مستويات رائعة طيلة البطولة وحصد المركز الثالث وسط إشادة كبيرة من كل المتابعين ليحتفظ بثقة الاتحاد البلجيكي الذي راهن عليه منذ البداية. تغيير ريال مدريد لخطته وضع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد خطة لتدعيم صفوف الفريق في فترة الانتقالات الصيفية بقدوم نيمار دا سيلفا من باريس سان جيرمان لكن مستوى اللاعب مع السامبا جعل النادي الملكي يغير من تفكيره ما فتح الباب أمام قدوم البلجيكي إيدين هازارد من تشيلسي. مستوى هازارد ورغبته في القدوم لريال مدريد جعلت النادي الملكي يصرف النظر ولو مؤقتا عن ضم نيمار في الصيف الجاري وتركيز جهوده على قائد بلجيكا ليعوض كريستيانو رونالدو المنتقل لجوفنتوس. ونفس الحال لصفقة حراسة المرمى فبيريز كان مهووسا بضم دافيد دي خيا من مانشستر يونايتد لكنه ظهر بمستوى متواضع في مونديال روسيا مقارنة بالبلجيكي تيبو كورتوا المتوج بالقفاز الذهبي والذي اقترب من الانتقال للبلانكوس. بعد تتويج المنتخب الفرنسي بكأس العالم سياسة ماكرون الفائزة الأكبر يأتي فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم ليتوج سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي جعل من عودة فرنسا شعاره على الساحة الدولية. وتبارت الصحف الأجنبية الصادرة امس الاثنين في الإشادة بالانتصار الفرنسي في موسكو وبإداء اللاعبين الفرنسيين فصدرت بعناوين مثل العالم عند أقدامكم و موسكو مفتونة أفضل من نابوليون . وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب في تغريدة موجهة إلى أبطال العالم الفرنسيين بلادكم تعتز بكم . ورأى مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس باسكال بونيفاس أن هذا الانتصار سيعزز صورة فرنسا لسنوات وبالتالي وبشكل شبه تلقائي صورة الذي هو على رأسها . وأوضح أنه بعدما استأثر بالأضواء على مدى سنة فإن ماكرون العازم على تجسيد بلد إصلاحات استعاد الثقة بنفسه يشهد حاليا مرحلة فتور . ورأى الباحث إن نجمه ضعف قليلا بعد عدم التوصل إلى نتائج مع ألمانيا (حول إصلاح أوروبا) ومع الولاياتالمتحدة برئاسة دونالد ترامب . فطموحاته الأوروبية اصطدمت بضعف موقع حليفته المستشارة أنغيلا ميركل وصعود الشعبويين إلى السلطة بما في ذلك في إيطاليا التي تعد من الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي. كما أن المبادرات الفرنسية تجد صعوبة في أن تترجم على أرضية الواقع بالنسبة لجملة من المواضيع مثل النووي الإيراني وليبيا وسوريا. انتصار ينعكس على فرنسا مع فوز الديوك الزرق في مونديال 2018 باتت فرنسا بطلة العالم لكرة القدم وقال الخبير في الجيوسياسة الرياضية باسكال بونيفاس حتى في كوريا الشمالية يعرفون بإنجازهم . تحولت المحافل الرياضية من الألعاب الأولمبية إلى المونديال إلى أداة قوة تلك القوة الناعمة التي لم تعد تأتي من النفوذ والسلطة بل من الصورة. وأكد أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة منطقة فرانش كونتيه ومؤرخ كرة القدم بول ديتشي أن هذا الانتصار سينعكس حتما على فرنسا . وإن كان نجم فرنسا سيلمع بشكل أقوى مع استضافتها أيضا كأس العالم للركبي عام 2023 ودورة الألعاب الأولمبية عام 2024 فإن الانعكاسات الدبلوماسية المحتملة لمونديال 2018 ستكون بالأحرى من الجانب الروسي. وقال بول ديتشي إن الرياضة غالبا ما تكون حجة. رحلات ماكرون إلى روسيا لمباراة نصف النهائي وخصوصا النهائي يضاف إليها فوز فرنسا كل ذلك يمكن أن يوجد فرصة لإقامة حوار مغاير مع بوتين . وفي مطلق الأحوال فإن ماكرون اغتنم الفرصة ليمر بالكرملين ويبحث مواضيع الساعة الخلافية مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل الانتقال إلى ملعب لوجنيكي لحضور مباراة فرنساوكرواتيا. فرنسا موحدة خلف منتخبها المختلط بعد عشرين عاما على فوزها الأول بكأس العالم ورواج شعار سود بيض أفارقة لوصف فريق الأبطال تظهر فرنسا مرة جديدة موحدة خلف منتخبها المختلط ما بين لاعبين فرنسيين وذوي أصول مهاجرة وقد استعادت اندفاعها وقوتها بعد موجة الاعتداءات الجهادية التي هزتها. هتف الأبطال الشباب مساء الأحد وهم بجانب ماكرون تحيا فرنسا تحيا الجمهورية وكأنما للتصدي للنزعات الانطوائية التي تنامت في السنوات الماضية. وكتبت صحيفة لا مونتانيه الاثنين ملخصة الشعور العام نود أن نأمل أن تقرر فرنسا تلك الميالة عادة إلى الشك في نفسها والانغماس في انقساماتها أن تستمد من ذلك الطاقة الضرورية للمضي قدما . ويتحتم الآن على ماكرون أن يوظف هذا الإنجاز في السياسة وهو رهان يوازي تحدي المنتخب الأزرق جرأة. وقال باسكال بونيفاس هذا يرفع معنويات البلاد لكن ما سيكون له أهمية للعام 2022 (الانتخابات الرئاسية) هو معدل البطالة وليس النجمة الثانية التي باتت تزين قمصان لاعبي المنتخب بعد فوزه الثاني بالبطولة. أجهشت بالبكاء عند معانقتها لقائد المنتخب رئيسة كرواتيا تواسي مودريتش ورفاقه بعد خسارة اللقب قامت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش بمواساة لاعبي المنتخب الكرواتي عقب خسارتهم أمام فرنسا بنتيجة 2-4 في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم التي أقيمت على ملعب لوجنيكى بالعاصمة الروسية موسكو. ونزلت كيتاروفيتش إلى أرضية الملعب برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو للمشاركة في مراسم تتويج البطل والوصيف. وظهرت رئيسة كرواتيا وهي تواسي قائد المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش ورفاقه خلال تسلمهم الميداليات الفضية حيث عانقت اللاعبين بحرارة وهمست في آذانهم ببعض الكلمات المحفزة. كما أجهشت كيتاروفيتش بالبكاء عند معانقتها لمودريتش بعد تسليمه جائزة أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018. وذهبت كيتاروفيتش برفقة الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى غرفة خلع الملابس الخاصة بالمنتخب الكرواتي من أجل مواساة اللاعبين بعد الأداء الرائع خلال مونديال روسيا وحصولهم على المركز الثانى للمرة الأولى فى تاريخ منتخب بلادهم. وفي سياق متصل علقت كيتاروفيتش على خسارة منتخب بلادها في المباراة النهائية حيث نشرت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة لمنتخبها الوطني وقالت: أحسنتم وقاتلتم كالأسود.. لقد كتبتم التاريخ.. نحن فخورون بكم . وتحولت كيتاروفيتش إلى نجمة مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية مع تداول العديد من صورها وهي ترتدي قميص المنتخب بالمربعات الحمراء والبيضاء وتتابع المباريات في مدرجات المشجعين أو المنصة الرسمية وأيضا تقفز فرحا مع اللاعبين في غرف الملابس.