اختارت بعض الأسر في هذه الأيام أن تختزل الأيام والشهور وأقدمت على كسوة الأبناء لعيد الفطر المبارك قبل بلوغه بنحو أربعة أشهر، بعد أن حفظت الدرس من التجارب السابقة، فإضافة إلى اكتوائها بنار الأسعار اكتوت بحرارة الطقس وكانت رحلة البحث عن ملابس ملائمة للأبناء جد شاقة، مما دفع الكثير من الأسر إلى التفكير في كسوة الأبناء في هذه الآونة بالذات ومن ثمة التخلص من ميزانية ملابس العيد لتبقى في صراع دائم مع ميزانية شهر رمضان المعظم. نسيمة خباجة وأنت تتجول ببعض الأسواق الشعبية المعروفة عبر العاصمة على غرار ساحة الشهداء، ومارشي 12، وباش جراح.. يلفت انتباهَك الإقبال الكبير للعائلات على ملابس الأطفال لكن لا يتبادر إلى ذهنك أبدا أن هؤلاء الأولياء هم بصدد اقتناء ملابس العيد لأطفالهم إلا أنها الحقيقة الحاصلة. وهي الحيل التي صار يستعملها الأولياء ليفلتوا من لهيب أسعار ملابس الأطفال قبيل العيد، ومنهم من رأى في اقتناء ملابس العيد مشقة كبرى واختار الخلاص منها في وقت مبكر، لتُحفظ تلك الملابس في خزانة المنزل ولا يسعهم إلا إخراجها مع اقتراب العيد دون حاجتهم إلى الخروج المتكرر وهم صائمون لاسيما مع الحر الذي سوف يشهده رمضان في هذا الموسم بعد إطلالته علينا في شهر أوت أي في أوج الحر. اقتربنا من بعض النسوة اللائي كن يتفقدن السلع في سوق ساحة الشهداء وكن يركزن على ملابس الأطفال التي كانت تعرض بأثمان معقولة مما مكنهن من اقتناء أجودها بأسعار منخفضة لا تقارن بالالتهاب الذي تشهده وتيرة الأسعار قبيل حلول العيد. عن هذا قالت السيدة سليمة أنها سنويا تقوم بكسوة ابنتيها قبل حلول العيد بأشهر ومن ثمة تسلم من نار الأسعار وكذا من الحر، بعد أن اقترن حلول شهر رمضان المعظم بالصيف، وتخلص بذلك من ميزانية ملابس العيد التي تكون في الغالب منخفضة في الوقت الحالي إذا ما قارناها مع أسعار الملابس قبيل العيد والتي تحتاج إلى ميزانية ضخمة لا تقوى اغلب الأسر على توفيرها في ظل المصاريف التي يتطلبها الشهر الفضيل، وأضافت أنها وجدت نفسها مجبرة على الانتهاء من كسوة الأبناء قبل حلول العيد بأشهر والاستفادة من الأثمان المعقولة التي تعرض بها ملابس الأطفال وكذا أحذيتهم في الوقت الحالي والتي ستبلغ السقف من دون شك في أيام العيد. وشاطرتها الرأي سيدة أخرى حيث قالت أن بعض التجار في أيام العيد يصيبهم الجنون، والظاهر من الأسعار التي يعرضون بها ملابس الأطفال وتصل فيها أسعار الأطقم إلى 4000 و5000 دينار جزائري ولا تسلم حتى الأحذية من ذاك الارتفاع المذهل من اجل الكسب السريع، لذلك اختارت محدثتنا أن تخلص من ملابس العيد للتفرغ بعد ذلك إلى ميزانية الشهر الفضيل، وبعد انتهائه لا تجد نفسها في مواجهة ميزانية أخرى بعد فراغها من ملابس العيد. وقد عزمت ربات البيوت على كسوة الأبناء مبكرا ليقين أسرهن من الوقوع في لهيب الأسعار الذي يفرضه التجار أيام العيد، في حين ترفض أخريات الإقدام على تلك العادة وترى فيها تفويتاً لفرصة تنويع الملابس التي تتميز بها واجهات محلات بيع ملابس الأطفال في أيام العيد، وكذا الاستمتاع بالأجواء التي تضفي نكهة خاصة قبيل حلول العيد بكسوة الأبناء في تلك الفترة بالذات، واخترن عدم المراهنة بها في سبيل الاستفادة من الأسعار المنخفضة للملابس، وفضلن خلق تلك الأجواء المميزة كما ارجع بعض التجار ارتفاع أسعار الملابس في ايام العيد إلى ارتفاعها لدى تجار الجملة وان رفع الأسعار ليس بمحض إرادتهم.