مباراة ناديي إتحاد العاصمة ودفاع القوة الجوية العراقي لم تكن مباراة في كرة القدم وحسب بل حملت في دقائقها الأخيرة مفارقة عجيبة وصارخة تمثلت في عدم إستصاغة لاعبي والطاقم الفني للنادي العراقي هتافات أنصار الإتحاد التي جاءت ممجدة للرئيس الراحل صدام حسين حيث رددوا مطولا الله أكبر .. صدام حسين هذه الهتافات حملت العراقيين على الخروج من أرض الملعب نهائيا مع إستياء ملاحظ وباد للعيان رافضين كل مساعي الطاقم الرياضي لنادي الإتحاد ومحافظ اللقاء من أجل إستكمال دقائق المباراة والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح لماذا كل هذا الكره المكن لصدام حسين في حين يحبه كل الجزائريين ويعتبرونه رمزا عربيا فارقا خاصة مواقفه الرجولية من القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني والخطوة الجريئة التي قام بها بإرساله تسعا وثلاثين صاروخا مصوبة إلى إسرائيل متحديا كل العرب مجتمعين أن يجعلوها أربعين صاروخا!! هل أضحى صدام حسين وصمة عار في جبين أبناء بلده حتى يبلغ بهم الأمر إلى الامتعاض من هتافات ممجدة لرجل عراقي من صلبهم وبشهادة قوم آخرين؟! هل كل المواقف الرجولية لأسد السنة أضحت بين عشية وضحاها نسيا منسيا وصار إسمه مقرونا بالظلم والحيف والقتل والاستبداد؟ فعل اللاعبين العراقيين لا يشرفهم ولا يشرف رجلا بوزن صدام رغم كل المآخذ عليه وعلى غلظته المبررة. لا نبرر أبدا لهتافات أنصار إتحاد الجزائر فهي تبقى أولا وأخيرا هتافات سياسية محظة لا علاقة لها بالرياضة كون هذه الأخيرة متنفسا للترويح عن النفس وجمع الشمل وتأليف العلاقات بين الفرق المتنافسة وهو حال البطولة العربية التي تندرج ضمن فعالياتها مباراة الأحد إلا أن تصرفا غير مدروس كذلك الذي شهدناه من قبل لاعبي الفريق العراقي لا يمكن وصفه إلا تنكرا لفترة تاريخية كانت العراق فيها فخرا حقيقيا للعرب في مختلف المجالات. إلى لحظة كتابة هذه الأسطر لم أجد مبررا منطقيا لتصرف اللاعبين العراقيين فإن إعترضوا على هتافات وصفوها بالسياسية أوليس اسم النادي يحمل دلالات عسكرية وليس سياسية فقط ثم إنني لا أريد العودة إلى تاريخ العراق لأن المقام لا يتسع واللباقة لا تسمح ولكنني أسمح لنفسي بالقول أن العرب يجيدون التنكر لرجالات جعلوا منهم يوما ما ذوي قيمة ويحسب لهم ألف حساب وأقم الصلاة على صدام حسين الرجل الذي تقدره كل الجزائر.