ق. حنان لم يكن المسلسل التركي "العشق الممنوع"، الذي انتهت حلقاتُه ال165 نهاية الأسبوع الماضي، مخلفا وراءه الكثير من الألم والأسى، بين أوساط معجباته في الجزائر، بسبب النهاية التعيسة والمحزنة، سببا في التعرف على مختلف نواحي الحياة في هذا البلد، وكذا التعرف على عدد كبير من مناطقه، وأماكنه السياحية، فحسب، وهو أمر مدروس بدقة للترويج للسياحة من خلال الدراما في تركيا، إنما كان أيضا سببا، اكتشف من خلاله عدد من الجزائريين، التشابه الكبير ما بين العادات الاجتماعية والثقافية، بينهم وبين الأتراك، وكثيرة هي المسلسلات التركية، التي كشفت عن أوجه شبه عديدة، ما بين المجتمعين الجزائري والتركي، رغم أن ذلك ليس بالأمر الغريب، على اعتبار أن الجزائر كانت خلال القرن الخامس عشر إلى القرن السادس عشر تقريبا، تحت الوصاية العثمانية، ولازالت آثار حضارة الأتراك العثمانيين، ماثلة في العديد من مناحي الحياة العمرانية والاجتماعية والثقافية بالجزائر، ولذلك فإن تشابه العادات والتقاليد في مختلف المجالات، كالأكل والشرب وطقوس الخطوبة والزواج وغيرها، هو أمر جد طبيعي، وساهمت المسلسلات التركية في إعادة إحيائه من جديد، سيما وان هذه الأخيرة قد لعبت على هذا الوتر الحساس بالذات، أي تبيان التشابه ما بين البيئة العربية والتركية، والعادات والتقاليد، للترويج أكثر للدراما التركية، التي غزت المنازل والعقول والقلوب، وصار الصغير متعلقا بها قبل الكبير، ومن الجنسين أيضا، سواء كانت المسلسلات التي يتم تصويرُها في البيئة الريفية، وهي من أكثر المسلسلات التي تحتوي على كم هائل من مشاهد العادات والتقاليد والظروف المعيشية والاجتماعية هناك، أو من المسلسلات العصرية، التي يتم تصويرها في المدن، وتتناول حياة الأسر التي تعيش في هذه المناطق، من حيث طريقة لباسها وخروجها، وحفلاتها، وعلاقات أفرادها والكثير من الأمور الأخرى. وخلال الحلقات ما قبل الأخيرة لمسلسل "العشق الممنوع"، وعند عرض حلقة حفل وداع العزوبية لبطلة المسلسل "نهال" اكتشف الجزائريون، أن ليلة الحناء مشابهة أيضا لما هو موجود في الجزائر، حيث تجلس العروس في وسط الغرفة، ويغطى وجهها ، ثم تقوم صديقاتها بالتحلق حولها، والغناء، كما كشفت بعض المسلسلات الأخرى، عن كيفية وضع الحناء للعروس، عبر ربطها بحبة لويز، التي تحرص الكثير من العائلات الجزائرية في مختلف المناطق على إحيائها، وهي بذلك من التقاليد الشائعة جدا أيضا في الجزائر، ليلة ربط الحناء للعروس، هذا إضافة إلى عدة تقاليد أخرى، خاصة فيما يتعلق بالطقوس العامة لحفل الزفاف، و التي تنطلق قبل عدة أيام من التحضيرات والاستعدادات سواء كان ذلك من قبل الرجل أم من قبل المرأة.