قال وزير خارجية مصري أن بلاده ترفض فكرة سحب مبادرة السلام العربية مبررا ذلك بكونها رؤية عربية لكيفية تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وناسيا أو متناسيا أنها رؤية بعض العرب وليس كل العرب لكيفية التعايش مع التواجد الصهيوني في المنطقة، فليس هناك إجماع عربي حول مبادرة السلام التي يسميها كثيرون مبادرة الاستسلام العربية، مثلما ليس هناك إجماع حول إسناد منصب الأمين العام للجامعة العربية لمصر، رغم إصرار القاهرة على ادعاء ذلك.. وزير خارجية مصر يقول أيضا أن المبادرة تتحدث عن الأرض مقابل السلام وتتحدث عن الدولة الفلسطينية وحل عادل لقضية اللاجئين و»أن من يتحدث عن سحب هذه المبادرة كأنه يتخلى عن الرغبة في إقامة الدولة الفلسطينية«، والأصح أن هذه المبادرة تكرس الاستسلام العربي لبني صهيون، ومن يتحدث عن سحبها لا يتخلى عن القضية الفلسطينية وعن الرغبة في إقامة دولة للفلسطينيين مثلما يزعم أبو الغيط، وإنما يتخلى عن نهج الانبطاح والاستسلام الذي كرّسه النظام المصري وسارت في فلكه معظم الأنظمة المصرية، حيث علينا أن نكون منصفين ولا نظلم النظام المصري فنقول أن نظام الانبطاح العربي الوحيد، فالأنظمة العربية الرافضة للانبطاح قلة قليلة، تكاد تختفي وسط زخم الانبطاح والإذلال الذي بدأته السلطة المصرية، وأكملته سلطات العديد من البلدان العربية التي تستغل الهجوم الإعلامي والسياسي على النظام المصري للظهور بمظهر المدافع عن القضية الفلسطينية وهي لا تعدو أن تكون مجرد بيدق في يد اللوبيات الأمريكو صهيونية التي أحكمت قبضتها على العالم كله تقريبا. ولو دافع وزير خارجية مصر السيد أحمد أبو الغيط عن وجهة نظر مصر من خلال القول بأن النظام المصري ليس أقل انبطاحا من أنظمة دول عربية أخرى لكان الأمر مفهوما، ولكن أن يقول الرجل، وهو في كامل قواه العقلية أن العرب يتمسكون بالسلام مع إسرائيل لأنه السبيل الوحيد وزليس لهم عنه بديل، فهو بذلك يقصي الخيار الأهم، والبديل الأوحد عن الاستسلام والانبطاح، وهو المقاومة والجهاد، ولا يبدو أن العرب مستعدين لإعلان الجهاد على الصهاينة مادام بين ظهرانيهم أمثال أبو الغيط!.