أعربت منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف عن قلقها الشديد إزاء أنباء حول إمكانية إعادة مسلمي الروهنغيا اللاجئين في بنغلادش إلى إقليم أراكان غربي ميانمار قسرا. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم المنظمة كريستوفر بوليراك في مؤتمر صحفي عقده الجمعة بمكتب الأممالمتحدة في جنيف السويسرية. وقال بوليراك: رأينا هذا الأسبوع أنباء كثيرة حول إمكانية إعادة مسلمي أراكان اللاجئين في بنغلادش إلى ميانمار قسرا لذلك فإن يونيسف قلقة للغاية من تأثير خطة كهذه على الأطفال . وأشار إلى أن موظفي المنظمة في مخيم اللاجئين بمنطقة كوكس بازار البنغالية كانوا شاهدين على تظاهرة كبيرة نظمها مسلمو أراكان احتجاجا على خطة إعادتهم إلى ميانمار. وبين أن مسؤولي المخيم أكدوا أن عمليات الإعادة إلى ميانمار ستكون طوعية وأنهم ضد الإعادة القسرية. وأكد أن كافة استطلاعات الرأي غير الرسمية التي أجرتها يونيسيف في المخيم أظهرت معارضة مسلمي أراكان إعادتهم إلى ميانمار. وشدد أن الأغلبية الساحقة للاجئين ترفض العودة إلى بلادهم طالما لم يتم تقديم ضمانات أمنية. ودعا مسؤول يونيسيف حكومتي بنغلادش وميانمار إلى احترام الحقوق الإنسانية لمسلمي أراكان. وفي نفس السياق ذكر المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أندريه ماهيسيتش أن إعادة اللاجئين في أي منطقة بالعالم إلى بلدهم يجب أن تكون بشكل طوعي وآمن وكريم . وأكد أن الظروف في ميانمار غير مناسبة لعودة مسلمي أراكان إليها. وأمس أعلنت بنغلادش إلغاء خطة الإعادة الطوعية لدفعة للاجئي الروهنغيا بعد تظاهر نحو ألف روهنغي من مخيم أون تشيبرانغ اعتراضا عليها. والأربعاء دهمت قوات أرسلها الجيش البنغالي مخيمات لاجئي الروهنغيا في مدينة كوكس بازار الحدودية بالتزامن مع بدء الاستعداد لخطة إعادة الروهنغيا. وكان مقررا الخميس بدء خطة إعادة دفعة أولية من الروهنغيا قوامها ألفان و200 لاجئي سيتم ترحيلها بدءا من منتصف نوفمبر الجاري بواقع 150 لاجئا يوميا. وبموجب الاتفاق بين ميانمار وبنغلادش بوساطة من الأممالمتحدة تشترط عودة الروهنغيا أن تكون طواعية وهو ما فشلت السلطات الميانمارية والبنغالية في تحقيقه. ومنذ اوت 2017 أسفرت جرائم تستهدف الأقلية المسلمة في أراكان (غرب) من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة عن مقتل آلاف الروهنغيا بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة فضلا عن لجوء نحو 826 ألفا إلى الجارة بنغلادش وفق الأممالمتحدة.