لتثمين التراث الثقافي اللامادي دعوة إلى إشراك السكان والمجتمع المدني دعا مشاركون في الملتقى الدولي حول تثمين التراث الثقافي اللامادي بتمنراست في توصياتهم الختامية إلى إشراك السكان المحليين والمجتمع المدني في تثمين التراث الثقافي اللامادي وذلك باعتبارهم المعنيون بالدرجة الأولى بهذا التراث مما يتعين مساهمتهم في تجسيد مختلف السياسات والبرامج الرامية إلى تثمينه واستدامته. ت. يوسف تم التأكيد على ضرورة العمل لحماية المخطوطات القديمة من خلال رقمنتها بطرق علمية ووضع آليات عصرية لتحقيق هذا الهدف وجمع كل المعلومات المتعلقة بكل الفاعلين بالإنتاج الثقافي لإقحامهم في مسعى تثمين التراث الثقافي اللامادي كما شدد المشاركون كذلك على أهمية المساهمة بفعالية في توثيق الموروث الثقافي اللساني أو الشفهي لضمان عدم اندثار اللغات واللهجات وذلك عن طريق تسجيلها وأيضا العمل على تثمين التراث اللغوي بمختلف أشكاله إلى جانب الدعوة إلى تخصيص دروس نموذجية ضمن المقررات التربوية حول يناير لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية . وتميزت الجلسة العلمية الختامية لهذا اللقاء بإلقاء مداخلات من بينها مساهمة الباحثة أميمة متوشي (فرنسا ) حول الأدوات والمناهج التي تخص الحفاظ على اللغات والتقاليد المهددة بالإندثار حيث حثت فيها بالخصوص على توثيق اللغات المهددة مع اعتماد البحث العلمي في المحافظة عليها وإقحام الساكنة في هذا الإتجاه أما الباحثة أنا ماريا دي تولا (إيطاليا ) فقد تطرقت في مساهمتها الأكاديمية الى التراث الثقافي الأمازيغي بمنطقة شرق ليبيا والذي يتضمن نصوص تشمل أساطير وروايات وغيرها من المنتوجات الثقافية كما طالبت المتدخلة في هذا الصدد بالحفاظ على هذا الرصيد الثقافي وتثمينه من خلال مختلف الوسائط الإعلامية. ضمان الاستمرارية وبدوره تطرق الأستاذ صادق بالة (جامعة بجاية) إلى مكونات التراث الغنائي الصوفي لدى الرحمانية مشيرا إلى أن هذا التراث الثقافي اللامادي ساهم في الحفاظ على التراث اللغوي الصوفي من خلال تداوله عبر الأجيال داعيا إلى ضرورة العمل على معرفة هذا النوع من التراث وتحليل خطاباته لضمان استمراريته فيما أبرز من جهته الأستاذ صديقي عبد الله مدرس اللغة الأمازيغية بتمنراست أهمية دور الأمهات في المجتمع التارقي في تلقين أبجديات اللغة التارقية للأطفال مثمنا الدور الهام الذي يقمن به في الحفاظ على القيمة الثقافية والفنية للثقافة التارقية داعيا إلى فتح تخصص لتعليم الأمازيغية بالمركز الجامعي بتمنراست لضمان تأطير المدارس مستقبلا مشيرا في هذا السياق إلى تواجد 19 مدرسا للغة الأمازيغية بهذه الولاية . وتطرق المشاركون في هذا الملتقى الدولي إلى عدة محاور ذات صلة بإشكالية اللقاء والذي نظمه المركز الوطني للبحوث في عصورما قبل التاريخ وفي علم الإنسان والتاريخ من باحثين وأكاديميين ومتخصصين من جامعات ومراكز بحث وطنية وأجنبية على مدار يومين بالمركز الجامعي الحاج موسى أغ أخموك بتمنراست. عادات وتقاليد أصيلة أجمع المشاركون في لقاء توج اختتام فعاليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2969 بولاية تبسة على ضرورة إحياء العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية الأمازيغية الأصيلة التي تهدف إلى وحدة وتماسك المجتمع حيث دعا متدخلون في هذه المناسبة التي احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية (ملحقة بلدية العقلة) على ضرورة إحياء التراث اللامادي الأمازيغي والمتمثل أساسا في القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تعد ركيزة أساسية في تحديد معالم هوية الفرد الجزائري. وأبرزت في هذا السياق الباحثة في التاريخ الأمازيغي والكاتبة ساعد خديجة من ولاية بسكرة والتي شاركت في الاحتفال بهذه المناسبة من خلال مداخلتها التي تناولت الطوبونيميا الأمازيغية أو (علم تسمية الأماكن) وجوب البحث في العلاقة التي تربط بين هذه التسميات والمجتمع من الناحية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية مع تاكيد الباحثة مؤلفة أول قاموس أمازيغي - عربي أن هذا العلم يعد بنكا لغويا يحتاج في فك شيفراته إلى عدد من العلوم كالتاريخ واللغة والأنثروبولوجيا والجغرافيا مشيرة إلى أنه لا يزال حديثا في الجزائر رغم المشاركات المعدودة لعدد من الباحثين مضيفة أنه يتوجب مضاعفة وتكثيف الجهود لاستقطاب الدارسين والباحثين من أجل دفع عجلة البحث في هذا المجال . من جهته أكد الأستاذ إبراهيم تازاغارت من ولاية بجاية في مداخلته على ضرورة الاعتماد على اللغة الامازيغية وإدراجها في مختلف المجالات على غرار مجال الثقافة من خلال دعم كتابة الرواية والأعمال الأدبية والمسرحية بهذه اللغة مذكرا بأهمية إشراك الشباب الموهوبين في هذا المجال تحت وصاية وإشراف مختصين ومحترفين. وأضاف أن هذا الموروث الثقافي موجود في كل ربوع الجزائر رغم اختلاف الألسنة والمتغيرات اللغوية التي بلغ عددها 13 مشيرا إلى وجوب البحث في المساهمات الحضارية للأمازيغ القدامى ونقلها إلى الأجيال الصاعدة. تجدر الإشارة إلى أن بلدية قريقر الواقعة على بعد مسافة 50 كلم جنوب عاصمة ولاية تبسة هي التي احتضنت الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية حيث تم تنظيم عدة أنشطة ثقافية ومنافسات رياضية وإقامة معارض للصناعات التقليدية وتقديم عدة أطباق تقليدية ووصلات غنائية فلكلورية.