كتب أسفل صورة لمحامية متخصصة في قضايا حقوق الإنسان تدعى سلطانة تافادار _أمن بحقوق المرأة كما فعل محمد (صلى الله عليه وسلم)_. وتافادار هي واحدة من ثلاث شخصيات عامة ألهمتها حملة من أجل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أطلقتها مجموعة من المسلمين في لندن على أمل التصدي للأفكار السلبية عن المسلمين في بريطانيا. ويقف روبن مياه، الذي يعمل في مؤسسة خيرية خاصة برعاية المشردين، أمام ملصق يؤكد إيمانه بالعدل الاجتماعي، بينما تقول كريستيان بيكر، وهي مقدمة برامج تليفزيونية سابقة واعتنقت الإسلام _أؤمن بحماية البيئة كما فعل محمد (صلى الله عليه وسلم)_. وتطلق هذه الحملة مؤسسة _استكشاف الإسلام_ والتي تعرض حوالي 100 ملصق في محطات الحافلات في لندن وعلى سيارات التاكسي في محطات مترو الأنفاق. ويقول كارلو غيبس، بشركة أبيكس للاتصالات إن مجموعة من الشباب المسلمين المحترفين في بريطانيا هم الذين قاموا بتأسيس تلك المؤسسة العام الماضي من منطلق اعتقادهم بالحاجة إلى القيام بعمل ما لمجابهة المفهوم السلبي عن الإسلام في بريطانيا، والذي تظهره استطلاعات للرأي. وأضاف غيبس أن هذه الحملة التي يدعمها متبرعون غير رسميين ورجال أعمال تهدف إلى تحسين صورة الإسلام والمسلمين في الشارع البريطاني ومواجهة التصورات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين. ويقول غيبس إن الحملة تهدف أيضا إلى تسليط الضوء على تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي توضح للمسلمين أهمية البيئة والمساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية. ولم يتم استشارة أي منظمة إسلامية بريطانية كبرى بشأن حملة الملصقات. وقال غيبس _ من الواضح أن حملة واحدة لن تغير العالم، فهي مجرد بداية وهناك الكثير سيتم عمله_. وأضاف أن الحملة جاءت في أعقاب مسح شمل استطلاع آراء 2152 شخص الشهر الماضي وأظهر أن غالبية المواطنين في بريطانيا يربطون الإسلام بالإرهاب. كما أظهر استطلاع الرأي أن 58 % ممن شملهم الاستطلاع يقرنون الإسلام بالتطرف فيما يربط 50 % الدين الإسلامي بالإرهاب. وتبين من المسح أن 59 % يعتقدون أن الإسلام يشجع على قمع المرأة. ولا يرى أربعة من بين كل عشرة أشخاص، ممن استطلعت آراؤهم، أن للمسلمين تأثيرا إيجابيا في المجتمع البريطاني. وقالت ريمونا علي، مديرة الحملة _نريد تعزيز فهم أكبر لما يدور في أذهان المسلمين البريطانيين ولإسهامنا في المجتمع البريطاني. ونحن فخورون بكوننا بريطانيين ومسلمين_. ويذكر أنه عقب التفجيرات الانتحارية التي استهدفت شبكة النقل في لندن في 2005 والتي راح ضحيتها 52 شخصا، فضلا عن إصابة أكثر من 700 شخص شرع عدد من المؤسسات في التصدي لخطر تنامي نزعة التشدد بين الشباب المسلمين وفي الوقت نفسه تصاعد مشاعر العداء للمسلمين في البلاد. وأعربت إحدى هذه المؤسسات، وهي مؤسسة كيليام، عن ترحيبها بحملة الملصقات بوصفها خطوة جاءت في حينها للمساعدة على تحسين العلاقات وتعزيز تفاهم أعمق بين المواطنين البريطانيين. وقالت مؤسة كيليام إن هذه المبادرة تساعد المسلمين البريطانيين في تصحيح صورة النبي محمد كرسول للسلام والتراحم والعدل الاجتماعي، والتصدي لأولئك الذين يسعون لتحريف تعاليمه.