الجاني منفرد وأخبر رئيسة الوزراء قبل التنفيذ تفاصيل جديدة حول مذبحة نيوزيلندا قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إن لدى الشرطة جانياً واحداً تم توجيه التهمة إليه بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في كرايست تشيرتش في حين قالت المصادر إن منفذ الهجوم بعث برسالة إلكترونية لرئيسة الوزراء كشف فيها عن نيته ارتكاب الجريمة. ق.د/وكالات كشفت رئيسة الوزراء -التي زارت زعماء الجالية المسلمة معزية إياهم- أن حكومتها ستسعى إلى تغيير القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف المسجدين. وأضافت أرديرن أن هناك تزايداً عالمياً في خطاب اليمين العنيف وأن حكومتها تدرسه وقد طلبت من وكالات الاستخبارات جمع معلومات أكثر عن اليمين المتطرف. وقالت إن من ضمن مسؤولياتها ضمانَ سلامة العبادة بأمان وحرية التعبير عن الثقافة والدين مؤكدة أن نيوزيلندا بلد يُعتز به لتنوعه الديني والعرقي ولاحتوائه على مختلف الانتماءات الثقافية والدينية. وقال مفوض الشرطة مايك بوش إن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى وإن الشرطة ستحقق في أنشطة المتهم قبل الهجوم المروع. وارتكب الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما) مذبحة ضد المسلمين خلال صلاة الجمعة في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش الجمعة راح ضحيتها 49 قتيلا وعشرات الجرحى وتذرع المجرم بأنه انتقم لضحايا هجمات ارتكبها مسلمون ومهاجرون في أوروبا. وفي وقت سابق قالت رئيسة الوزراء إن الجاني كان ينوي مواصلة هجماته قبل أن تقبض عليه الشرطة وأشارت إلى أنه كان متنقلا ويحمل سلاحين ناريين آخرين بالسيارة التي كان يركبها. وصباح أمس السبت عرُض تارانت أمام القضاء وأظهرته الصور يشير بعلامة القبول بيده أثناء مثوله أمام المحكمة في إشارة تستخدم لتأييد أيديولوجية تفوق العرق الأبيض. وقالت أنيكيه سميث من إذاعة راديو نيوزيلندا لقد بدا هادئا واستغرق الكثير من الوقت للتعامل مع وسائل الإعلام والمحامين مضيفة أن الرجل لم يطلب إطلاق سراحه بكفالة أو إخفاء اسمه. وقررت المحكمة -التي أغلقت أمام الجمهور- احتجازه حتى افريل المقبل لعرض القضية على المحكمة العليا في كرايست تشيرتش. وسمح القاضي بول كيلار بالتقاط الصور لكنه أمر بتشويش الوجه للحفاظ على الحق في محاكمة عادلة. حتى في المحكمة يؤكد عنصريته وفي الاتناء كشفت حركة عنصرية أشار بها منفذ الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا داخل المحكمة السبت أنه ارتكب جريمته التي أودت بحياة أكثر من 50 شخصا عن سبق إصرار وترصد. وظهر الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت أمام محكة نيوزيلندية مرتديا ملابس السجناء ومكبل اليدين إذ وجه إليه القاضي تهمة القتل دون أن يتفوه في المقابل بكلمة واحدة. وأثناء مثوله أمام المحكمة كان من اللافت ضم تارانت لإصبعيه السبابة والإبهام على شكل دائرة وأرخى بقية أصابعه مفرودة في إشارة يرفعها دائما من باتوا يعرفون ب المتفوقين البيض . ويؤمن هؤلاء بتفوق الجنس الأبيض على سائر الأجناس ويعارضون بشدة الهجرة وقد يتورطون أيضا في إيذاء المهاجرين بمجتمعاتهم. وكتب تارانت (28 عاما) عن نفسه في بيان مطول من 74 صفحة نشره على الإنترنت أنا رجل أبيض لأبوين بريطانيين من الطبقة العاملة وأنتمي إلى أسرة منخفضة الدخل لكنني قررت اتخاذ موقف لضمان مستقبل شعبي بحسب ما ذكرت صحيفة ذا صن البريطانية. وأرجع القاتل الذي يدعم أيديولوجية اليمين المتطرف ويتبنى سياسة معاداة المهاجرين في بيانه الذي جاء بعنوان البديل العظيم أسباب ارتكابه المجزرة إلى التزايد الكبير لعدد المهاجرين الذين اعتبرهم محتلين وغزاة . وقال: أرضنا لن تكون يوما للمهاجرين.. وهذا الوطن الذي كان للرجال البيض سيظل كذلك ولن يستطيعوا يوما استبدال شعبنا . والجمعة شهدت مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي النور و لينوود في اعتداء دام خلف أكثر من 50 قتيلا بحسب حصيلة أولية غير رسمية. الكراهية للإسلام.. أبرز الهجمات على المساجد في الغرب وفي السياق تعتبر هيئات حقوقية وإسلامية الهجمات على المساجد مؤشرا على تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم خاصة مع تنامي تيار اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية فالمذبحة التي شهدها مسجدان في نيوزيلندا اليوم ليست سوى حلقة في سلسلة دموية من الجرائم المروعة. ففي 28 جانفي 2017 التهم حريق معظم مسجد في بلدة فيكتوريا قرب مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية إثر قرارات أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستهدف المسلمين واللاجئين. وبعدها بيوم قُتل ستة أشخاص -على الأقل- في إطلاق نار على مسجد بمقاطعة كيبيك الكندية. وشهدت لندن في 19 جوان 2017 حادث دهس استهدف مصلين قرب مسجد أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة أشخاص. وفي 28 سبتمبر 2016 انفجرت عبوة ناسفة في مسجد بمدينة دريسدن الألمانية وبعدها بشهرين كتب عنصريون متطرفون شعارات معادية للمسلمين على جدران مسجد بمدينة بوردو الفرنسية. واليوم تعيش نيوزيلندا صدمة مروعة بعدما بث يميني متطرف على فيسبوك مباشرة المذبحة التي نفذها في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش أثناء خطبة الجمعة متسببا في مقتل 49 شخصا وإصابة نحو خمسين آخرين بينهم أطفال.