يمثل أحد رموز فن العمارة الإسلامي والمغاربي إتمام نصف أشغال ترميم المسجد العتيق بتقرت تم انجاز نصف عملية الترميم الجارية على مستوى مسجد بني جلاب العتيق بمدينة تقرت الواقعة على بعد مسافة 160 كم شمالعاصمة ولاية ورقلة إذ بلغت نسبة تقدم الأشغال نحو 50 في المائة وهي العملية ذات الطابع الاستعجالي والتي أوكلت مهمة تسييرها إلى مكتب دراسات متخصص في هذا المجال وبإشراف مهندس مؤهل بالحفاظ على الطابع الخاص والمتميز لهذا المعلم التاريخي وتمكينه من استرجاع مكانته كمركز إشعاع ديني وثقافي في المنطقة كما أوضح مختارقرميدة وتتعلق هذه الأشغال أساسا بإعادة الاعتبار لهذه البناية التي عرفت تدهورا مع مرورالزمن ويتجلى ذلك خاصة من خلال ترميم التصدعات وتشقق الجدران لاسيما بسبب الرطوبة وذلك باستخدام مواد بناء محلية. وذكرذات المسؤول أن هذا المعلم التاريخي الذي يمثل أحد رموز فن العمارة الإسلامي والمغاربي من شأنه أن يلعب دورا هاما من حيث المساهمة في السياحة الثقافية والدينية بولاية ورقلة التي تحصي حاليا نحو 400 مسجد وما يقارب ال 30 زاوية من بينها زاويتي الطريقة القادرية ببلدية الرويسات والطريقة التجانية ببلدية تماسين. وتجدرالإشارة إلى أن هذا الجامع المصنف سنة 2015 كتراث وطني والذي يعود تاريخ بناءه على يد السلطان إبراهيم بن جلاب إلى سنة 1220 هجرية (1805 ميلادية) بقصر مستاوة القديم في قلب مدينة تقرت يتألف من ساحة خارجية محاطة بمجموعة من الأقواس وفناءين صغيرين تتوسط إحداهما نافورة بالإضافة إلى المبنى الرئيسي الذي تعلوه قبة كبيرة خضراء ومئذنة أو صومعة مربعة الشكل كما يضم الجامع قاعة صلاة كبيرة تعلوها القبة المزخرفة من الداخل والمحراب المزين بالنقوش والمنمنمات على الجبس وعدة أعمدة وأقواس. ووفقا لأبحاث تاريخية يعتبر الشيخ إبراهيم بن جلاب واحدا من بين 36 سلطان حكموا مملكة بني جلاب (سلالة بني مرين) في غضون 4 قرون (1414 إلى 1854) هذه المملكة التي استقرت بمدينة تقرت وامتدت لتشمل مناطق أخرى على غرار أولاد جلال شمالا (بسكرة) ومنطقة الجريد (تونس) مرورا بمنطقة الوادي شرقا وورقلة وأنقوسة ناحية الجنوب الغربي. ويروي شيوخ المنطقة أن الجامع العتيق لم يكن مسجدا لأداء الصلوات فحسب بل كان مدرسة لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأصول الفقه حيث شهد تعاقب كبارعلماء وشيوخ المنطقة على غرارالشيخ الطاهر العبيدي والشيخ محمد بن عبد الكريم ومحمد بن إبراهيم الفاسي والحاج عظامو كمايذكرأيضا أن الجامع سجل مرورالكثيرمن العلماء البارزين كالعلامة والشيخ عبد الحميد بن باديس ومحمد البشيرالإبراهيمي والشيخ عبد الرحمن الجيلالي والشيخ أحمد حماني وآخرون.