لابد من الانتقاء الجيّد للمنصات المتصفحة شبكات التواصل الاجتماعي تضر بالصحة النفسية أشارت الأبحاث إلى أنه كلما زاد عدد مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابعها زاد احتمال إصابتك بالقلق والاكتئاب فاستخدام الفرد لأكثر من 7 منصات للتواصل الاجتماعي يضاعف ثلاث مرات من احتمال الإصابة بالاكتئاب والقلق مقارنةً بمن يستخدم منصتين أو أقل وفق باحثين في مجال الصحة النفسية ووفقًا لمسح وطني أجراه فريق بحثي بقسم بحوث الإعلام والتكنولوجيا والصحة في جامعة بيتسبرج بالولاياتالمتحدةالأمريكية فإن الإفراط في استخدام هذه المنصات يؤدي إلى تشتيت المخ بين مهام متعددة وهو ما ينعكس سلبًا على الصحة العقلية والقدرة على الإدراك والانتباه وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب وسوء الحالة المزاجية وأكد الباحثون أنه حتى لو انخفضت مدة المكوث على المنصة يظل الرابط السلبي بينها وبين الاكتئاب وثيقًا. وذكرت الدراسة أنه يتوجب على الأطباء النفسيين أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار في أثناء فحص مرضى الاكتئاب . ووفق الدراسة المنشورة على دورية أجهزة الكمبيوتر والسلوك البشري في أفريل 2016 فقد جرى إخضاع عينة من 1787 شابًّا ينتمون للفئة العمرية 19 إلى 32 عامًا لاستبيان بهدف معرفة أي المنصات هي الأكثر استخدامًا ما بين: فيسبوك تويتر جوجل+ يوتيوب لينكد إن إنستجرام بيانترست تمبلر فاين سناب شات ريديت. كما أوردت الدراسة أن متابعة منصات متعددة يخلق تصورًا غير واقعي عند المستخدم إذ يوحي بأن الآخرين ينعمون بأوضاع معيشية أفضل وأسعد وهو ما يسبب شعورًا بالانعزال. مواقع اجتماعية أم انعزالية؟ اعتمدت الدراسة على عينة من الولاياتالمتحدة لكن ماذا لو أُجريت في العالم العربي؟ تتوقع بريماك أن تختلف النتائج باختلاف المجتمع في ثقافات مختلفة وفي ظروف أخرى قد يساعد استخدام منصات التواصل الاجتماعي الأفراد على تقليل التوتر وتوسيع المعارف . التقرير اعتمد على بيانات 7000 مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي من 18 دولة عربية جرى عمل لقاء هاتفي معهم عبَّر نصفهم عن أن الغرض الأول من الدخول على هذه المواقع هو التواصل تلاه الحصول على المعلومات ثم مشاركة الصور ومقاطع الفيديو ثم الاستماع للموسيقى. وفق التقرير أجمع المستخدمون على أن مواقع التواصل تحسِّن نوعية الحياة وتمثل مصدرًا للبهجة والإثارة ولكنها أيضًا تتسبب في تقليل اللقاءات الفعلية مما يؤدي إلى ضعف العلاقات وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى التفكك الأسري والطلاق والقطيعة في نطاق الأسرة والمجتمع. التحسن في نوعية الحياة الذي عبر عنه المستخدمون أثر من ناحية أخرى على العلاقات الأسرية كما تقول عبده: لقد غيرت هذه المواقع نمط تجمُّع أفراد الأسرة إذ يصبح كل فرد منهم غارقًا في عالمه الافتراضي. وعندما يحدث نقاش داخل الأسرة فإنه عادة ما يكون عن موضوع اختارته إحدى المنصات أيضًا ليتحدث كلٌّ منهم محاولًا ترجيح وجهة نظره وهو ليس النمط الصحي الأمثل للتجمعات الأسرية . الذكريات الجميلة جانب إيجابي إن ارتباط منصات التواصل الاجتماعي بالاكتئاب ليس بالحتمي فقد طور باحثون بجامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة تطبيقًا للهواتف المحمولة يُعرف ب أشيائي الجميلة بهدف علاج بعض الاضطرابات النفسية فيه يقوم المستخدم بتحميل أجمل ذكرياته لمشاهدتها بعد ذلك مما يحفز حالة من التسكين الذاتي في حالات المعاناة مع المزاج السيئ. وتقول د. أليس جود -صاحبة فكرة التطبيق- ل للعلم : تم تجريب هذا التطبيق على حالات مصابة بالخبل) ولقد توصلت الأبحاث التي أجريناها إلى أن العلاج المعتمد على الذكريات لا يصلح لحالات الخبل فحسب بل لغيرها من حالات الاكتئاب والقلق . ترى جود أنه عادةً ما يتحدث الإعلام عن مواقع التواصل بشكل سلبي خاصة حينما يتعلق الأمر بالشباب إذ يجري ربطها بالقلق والاكتئاب لدى البعض بينما يرجع الموضوع برمته إلى طريقة استعمال هذه المنصات. تضيف جود: لهذه المواقع جوانبها الإيجابية مثل بعض مجموعات الدعم المغلقة خاصة التي تهتم بموضوعات مثل القلق والاكتئاب وعدم الإنجاب وغيرها وتشدد على مسؤولية الآباء في متابعة أبنائهم في حال استخدامهم هذه المواقع.والسؤال هنا: ماذا نفعل؟ هل علينا التوقف عن استخدام هذه المنصات؟ توصي الدراسة بتقليل عدد المنصات التي يتابعها الفرد واختيار منصة أو اثنتين فقط وأن يختار المستخدم المنصة الضرورية والمفيدة له.