الشعب يطالب ب وجوه جديدة الحراك يتواصل بقوة ندوة وطنية للمجتمع المدني يوم 15 جوان ع. صلاح الدين تواصل الحراك الشعبي السلمي بقوة أمس للجمعة ال16 على التوالي حين خرج ملايين الجزائريين في مختلف ولايات القطر الوطني يطالبون بتغيير جذري للنظام وبوجوه جديدة تُمنح لها فرصة إدارة شؤون البلاد وإصلاح ما يمكن إصلاحه وتمسك مواطنون بشعار تتحاو قاع رافضين تنظيم أي انتخابات قبل رحيل باقي رموز النظام وفي مقدمتهم رئيس الدولة والوزير الأول في الوقت الذي رأى مواطنون ضرورة تنظيم رئاسيات في أقرب وقت ممكن لتجنب استمرار الانسداد و الدخول في حيط . وبعد ساعات قليلة من خطاب رئيس الدولة الذي تعهد بنزاهة الرئاسيات وأكد بقاءه رئيسا حتى انتخاب رئيس جديد عبّرت أطياف واسعة من الجزائريين عن رفضها لتنظيم أي انتخابات قبل رحيل بن صالح وبدوي وبوشارب وردّد متظاهرون شعارات مختلفة منها السلطة للشعب والشعب يريد تطبيق المادة 7 و8 و الشعب يطالب برحيل العصابة.. .. الشعب يقول تتنحاو قاع الشعب يريد الحرية . ولم يمنع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة أعدادا كبيرة من الجزائريين من النزول إلى الساحات والشوارع خصوصا بكبريات المدن للتعبير عن تشبثهم بالتحقيق الكامل لمطالبهم التي يرونها مشروعة.. وطالب متظاهرون بتكريس سيادة الشعب وتمكين شخصيات كفؤة من تسيير شؤون البلاد وتواصل ترديد شعارات ميّزت الحراك الشعبي منذ بدايته على غرار سلمية سلمية و جيش شعب خاوة خاوة ... كما برزت لافتات جديدة عبّر أصحابها من خلالها عن ترحيبهم بخيار الحوار شريطة أن يكون مع أشخاص نزهاء ولا تلاحقهم شبهات الفساد . ومع استمرار منع المحتجين من التجمهر أمام البريد المركزي بالجزائر العاصمة لأسباب ربطتها ولاية الجزائر بخطر إنهيار سلالمه نتيجة وجود تشققات وإهتراءات أضحت ساحة الشهداء البديل حيث توجهت مجموعات كبيرة منهم صوبها مرورا بشارعي شي غيفارا وزيغود يوسف وذلك وسط حضور أمني مكثف. كما تواصل أيضا غلق النفق الجامعي على مستوى ساحة موريس أودان تفاديا لوقوع أي نوع من الانزلاقات. من جانب آخر يُنتظر أن يشارك أزيد من 500 شخص يمثلون نحو 40 نقابة وجمعية ومنظمة وطنية في الندوة الوطنية للمجتمع المدني المقررة يوم 15 جوان الجاري من أجل الاتفاق حول خارطة طريق للخروج من الأزمة التي تعاني منها البلاد ستطرح لاحقا على الساحة السياسية. وأفادت الإذاعة الوطنية على موقعها الإلكتروني أن المشاركين في هذه الندوة ينتمون إلى ثلاث ديناميكيات هي تحالف النقابات الحرة المنتدى الوطني للتغيير وتحالف المجتمع المدني الذي يضم العديد من الجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان. ومن المرتقب أن يجتمع هذا السبت منظمو هذه الندوة لضبط كافة الترتيبات الفنية واللوجيستيكية الخاصة بها وكذا للمصادقة على خارطة الطريق الكفيلة بالخروج من الأزمة. وكشف المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سنابست) مزيان مريان أن الجهات المنظمة لهذا اللقاء الوطني ستطلب رسميا من السلطات العمومية الترخيص لعقد هذه الندوة حيث من المتوقع أن تشارك أزيد من 40 نقابة وجمعية وطنية في الندوة التي ستتوج اللقاءات السابقة لفعاليات المجتمع المدني. وأكد مزيان مريان أن أرضية الخروج من الأزمة ستعرض لاحقا على الرأي العام الوطني كما سيتم عرضها على الطبقة السياسية قريبا في ندوة وطنية أخرى تشارك فيها الأحزاب السياسية . وعن المشاركين في الندوة الوطنية للمجتمع المدني وتلك التي تجمعها مع الأحزاب قال ذات المتحدث أن الأبواب ستكون مفتوحة لكل الفاعلين السياسيين وممثلي المجتمع المدني بشرط أن لا تكون هذه الأحزاب والنقابات والجمعيات قد شاركت في تسيير شؤون البلاد مع النظام السابق معتبرا أن هذه الأطراف كانت سببا مباشرا في الأزمة الحالية وبالتالي فلا يمكن أن تكون طرفا في الحل . وعن تفاصيل هذه الأرضية قال ذات النقابي أنها تقترح مرحلة انتقالية لتأسيس دولة جديدة مبنية على احترام القانون والفصل بين السلطات وتجسيد الإرادة الشعبية ومحاربة الفساد مؤكدا أن النقاش لن يكون مؤطرا بالدستور الحالي الذي تجاوزته الأحداث وكان سببا مباشرا في الأزمة السياسية وقد حان الوقت لتغييره . من جانبه أكد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ومنسق المنتدى الوطني للتغيير عبد الرحمان عرعار أن الهدف من الندوة الوطنية التي سيشارك فيها أزيد من 500 مائة مشارك ينتمون لثلاث ديناميكيات للمجتمع المدني هو الاتفاق على خارطة الطريق التي ستدعم الحوار مع النظام الحالي بغرض تجاوز حالة الانسداد السياسي . ويرى عبد الرحمان عرعار أن الحل للأزمة الحالية يكون بمجلس رئاسي توافقي أو بشخصية وطنية توافقية لتسيير المرحلة الانتقالية مشيرا إلى أن الحل ينبغي أن يكون سياسيا وليس دستوريا دون أن يستبعد التوصل إلى حل من داخل الدستور إذا أفضى الحوار إلى ذلك .