قال إن استغلالها لأغراض سلمية خيار استراتيجي.. عرقاب: نسعى لإنتاج 6 بالمائة من الكهرباء انطلاقا من الطاقة النووية
الجزائر تعمل جاهدة لتطهير رفان من مخلفات التجارب النووية أكد وزير الطاقة محمد عرقاب أمس الثلاثاء خلال رده على انشغالات أعضاء مجلس الأمة حول نص القانون المتعلق بالأنشطة النووية أن توجه الجزائر نحو استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية يعد خيارا استراتيجيا مؤكدا أن انعكاسات هذا الخيار على البيئة وصحة الإنسان مدروسة بشكل دقيق مشيرا من جانب آخر إلى حرص الجزائر على تطهير رفان من مخلفات التجارب النووية التي قامت بها فرنسا الاستعمارية. وخلال الجلسة العلنية التي ترأسها صالح قوجيل رئيس المجلس بالنيابة أوضح السيد عرقاب أن الجزائر تسعى لاستغلال الطاقة النووية-التي تعد طاقة نظيفة- في مجالات سلمية مثل انتاج الكهرباء والصحة والعلاج والفلاحة والموارد المائية مؤكدا أن مشروع النص أعد بمشاركة عدد كبير من الدوائر الوزارية بما فيها وزارتي الصحة والبيئة. وقال: حرصنا خلال إعداد مشروع القانون على عدم إغفال أي جانب لاسيما ما يتعلق بالمسائل السيادية للدولة أو حماية البيئة والإنسان . وأشار إلى أن المحطات النووية المعمول بها اليوم عالميا هي محطات صغيرة تقل طاقتها عن 1.000 ميغاواط وهي مجهزة بكل الوسائل الضرورية لحماية البيئة. وبخصوص مركزي البحث في الطاقة النووية بدرارية (العاصمة) وبيرين (الجلفة) والتي أبدى معظم أعضاء المجلس المتدخلين تخوفا بشأن انعكاسات اشعاعاتهما ونفاياتهما على السكان أكد السيد عرقاب أنه تم تأهيل هذين المفاعلين بنسبة 100 بالمائة بالاستعانة بشركاء من الصين والأرجنتين ونحن نملك اليوم مفاعلين حديثين جاهزين لاستعمال آمن على البيئة والسكان . وتنتج الجزائر حاليا 140 مليار متر مكعب (متر مكعب) من الغاز الطبيعي تخصص 45 مليار متر مكعب منها للاستهلاك المحلي و40 مليار متر مكعب لأنشطة سوناطراك و20 مليار متر مكعب لإنتاج الكهرباء فيما يخصص الباقي للتصدير. وتعتمد البلاد في إنتاج الكهرباء المقدر ب20.000 ميغاواط سنويا بنسبة 99 بالمائة على الغاز الطبيعي حسب الوزير. وعلق السيد عرقاب على هذه المعطيات قائلا: الكميات المستهلكة محليا من الغاز كبيرة جدا ولتحقيق أمننا الطاقوي علينا أن نحافظ على الغاز باللجوء إلى استغلال الطاقة النووية في انتاج الكهرباء ولباقي الأغراض السلمية . وتسعى الجزائر إلى انتاج 77 بالمائة من الكهرباء انطلاقا من الغاز والنفط و20 بالمائة انطلاقا من الطاقة الشمسية و6 بالمائة من الطاقة النووية وهي المعدلات المعمول بها عالميا. وأوضح على صعيد اخر أن الجزائر ما كانت لتتمكن من التوجه لاستغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية لولا كونها قوة في المنطقة لأن الدولة الضعيفة لا تستطيع التوجه إلى مثل هذا الاستغلال مضيفا قوتنا هذه بفضل جيشنا الذي يعد أقوى جيش في المنطقة والذي بإمكانه حماية المنشآت والمراكز النووية لأغراض سلمية . وبخصوص الأسئلة المتعلقة بالآثار الوخيمة للتجارب النووية التي قام بها المستعمر الفرنسي بمنطقة رقان (أدرار) أكد أن الجزائر تعمل جاهدة لتطهير هذه المنطقة من مخلفات هذه التجارب. وأشاد أغلب أعضاء المجلس الذين قدموا مداخلات حول نص القانون بالتوجه نحو استغلال الطاقة النووية لما له من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الطاقة ومصادر الدخل فيما أبدى البعض تخوفات جادة بخصوص انعكاسات هذه الطاقة على البيئة وعلى صحة السكان مطالبين الحكومة بضمانات قوية في هذا المجال.