** أنا متزوجة منذ ست سنوات، وزوجي لديه صفتان غير مقبولتين في الدين والأخلاق، وهما الكذب المستمر والسرقة.. لا أعرف ماذا أفعل فلديّ ثلاثة أطفال منه، وأرغب في أن يصلح حاله.. أرشدوني مأجورين.. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: ترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها، والتي تتمثل في الجوانب التالية: تأمين العيش المشترك، والسكن والحب، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية وغيرها للطرفين، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة كالأبوة والأمومة وتحمل المسئولية وغير ذلك، وتتأثر السعادة الزوجية بالنجاح أو الفشل (النسبي) في تحقيق الوظائف السابقة بالنسبة للزوج أو الزوجة أو كليهما وبشكل مرضٍ ومقنع.. وبعض العلاقات تنجح في تحقيق عدد من الوظائف الزوجية، ولكنها تفشل في بعضها الآخر.. وتتأثر السعادة الزوجية بعدد من المشكلات الحياتية التي من الممكن أن تخلق زواجاً تعيساً مضطرباً ومن هذه المشكلات: - طبيعة نفسية، وآفة خلقية منذ الصغر. - كثرة المشكلات الأسرية اليومية - سوء الخلق، وضعف الإيمان. - عدم الانسجام في الطباع والآراء. - ضعف الحب بين الزوجين. ولاشك أن ما ذكرتيه مما تأنف منه الطباع السليمة العفيفة، ومن الطبيعي أن تسبب المشكلات المستمرة بين الزوجين.. ولكن: هل ما يعاني منه زوجك لأسباب أسرية ومشكلات نفسية منذ الصغر ربما يكون هذا هو السبب، في هذه الحالة أرى أنه مريض ويحتاج إلى علاج نفسي وأما إن كان هذا لأسباب أخرى فهو يكذب لأنه يخاف أن تتشاجري معه، أو لأنه قام ببعض الأشياء التي لا ترغبين في فعلها وهي حلال، فهنا يمكن العلاج عن طريقك من خلال: - أن تفهمي طبيعة شخصية زوجك، فلكل شخصية مفاتيح ومداخل، والزوجة الذكية تعرف هذه المفاتيح والمداخل، وبالتالي تعرف كيف تكيف نفسها مع طبيعة شخصية زوجها بمرونة وفاعلية دون أن تفقد خياراتها وتميزها.. - أن تفهمي ظروف نشأته فهي تؤثر كثيراً في تصوراته ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بك وبالناس, وفهمك لظروف نشأته ليس للمعايرة أو السب وقت الغضب، ولكن لتقدير الظروف والتماس الأعذار وعلاج ما هو فيه بالرفق واللين والصبر الأنثوى الذي يصنع المعجزات.. - أن تحبي زوجك كما هو بحسناته وأخطائه (طالما أنها في حدود المعقول والشرعي)، ولا تضعي نموذجاً خاصاً بك تقيسينه عليه، فإن هذا يجعلك دائماً غير راضية عنه؛ لأنك ستركزين فقط على الأشياء الناقصة فيه مقارنة بالنموذج المثالي في عقلك أو خيالك، واعلمي أن كل رجل -وليس زوجك فقط – له مزاياه وعيوبه لأنه أولاً وأخيراً إنسان. - لا تهددي أو تتوعدي وإنما تعاملي بالرفق واللين والمودة والحب وهدوء الأعصاب، وإياك والتوتر أو العنف أو الصوت العالي، فكل هذه الأساليب لن تؤتي إلا بنتائج عكسية وستزيد من عناد زوجك وعدم قابليته للتغيير، وتذكري أن الحب يصنع المعجزات. - حاولي السيطرة –قدر إمكانك– على مشاعرك السلبية نحوه خاصة في لحظات الغضب، وأمسكي لسانك عن استخدام أي لفظ جارح، ولا تستدعي خبرات الماضي أو زلاته في كل موقف خلاف. وفي النهاية استعيني بالله واطلبي منه العون والمساندة، ولا تنسي الدعاء لهم دوماً؛ فالدعاء له مفعول السحر، والله قادر على الاستجابة بمشيئته سبحانه، كوني فقط على ثقة ويقين بالله وأحسني الظن به وتأكدي أنه لن يخيب رجاءك..