إن الإسلام يقر حرية التصرف في الأموال ما دام ذلك التصرف متمشياً مع روح الشريعة وما دامت مصلحة الفرد لا تطغى على مصلحة الجماعة فإن حصل ظلم أو طغيان من قبل الفرد أو الجماعة أو بدأت مؤشراته تلوح في الأفق فإن في النظام الإسلامي من التدابير ما يكفل إيقاف الناس عند حدودهم ومنع من تسول له نفسه التعدي على تلك الحدود. وإن التجار لهم دورهم في هذه الأزمة التي تحيط بالمجتمع فإما أن يكونوا معول هدم يزيد من معاناة الفقراء والمحتاجين وإما أن يكونوا أداة بناء يسهمون في تخفيف الضراء عن المتضررين. وللأسف تتعدد المصائب وتتنوع البلايا مع تعاقب الأيام والليالي ولكن تبقى مصيبة غلاء الأسعار والتلاعب بالسلع عند بعض التجار أسوأ من فيروس كورونا نفسه نسأل الله العافية لنا ولكم لذا يجب الوقوف أمامهم وأمام كل من يتلاعبون بمقدرات المسلمين واحتكار للسلع الضرورية التي لا غنى لهم عنها. فإن من يرفع أسعار بضاعته نهباً وجشعاً فإنه ليكاد يقتل أكثر من أسرة بالدين والهم والنكد؟. ولا شك أن ضمان الحقوق العامة تهون في سبيله المنافع الشخصية والأطماع الفردية. وبتوضيح أكثر فإن كفالة حق المجتمع في الحصول على حاجياته الأساسية التي يشترك في الاحتياج إليها جميع أفراده أو أكثرهم.. وإني بالمناسبة لأشد بعضد السيد وزير التجارة كمال رزيق وأشكره على تلك الزيارة التي قام بها على الخامسة صباحا لسوق بوفاريك للإطلاع على الوضع والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه استغلال الوضع.. فتحية له ولأمثاله.. فيا معشر التجار يا معشر التجار.. بهذا النداء رفع المصطفى صلى الله عليه وسلم صوته فاشرأبت إليه أعناقهم استجابة لنداء النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من أتقى وبر وصدق. فعليكم أيها التجار أن تعملوا على أن تكونوا من الموعودين بالبركة في أرزقاهم والسعة في أموالهم والصحة في أبدانهم والسعادة في ذنوبهم قال صلى الله عليه وسلم: من يأخذ مالاً بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالاً بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع . رواه مسلم. واعلموا إن من لا يَرحم لا يُرحم ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة فيسروا على الناس أمرهم ييسر الله أمركم ويبارك في أموالكم وأعماركم. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا الله وإياكم العفاف والغنى وأن يلطف بنا ويرفع عنا الغلاء والبلاء إنه سميع مجيب الدعاء. مساهمة: الشيخ أبو إسماعيل خليفة